آخر الأخبار

علماء: "إنزيم الدهون" يخفي سرا مذهلا منذ 60 عاما

شارك
دراسة تكشف الدور المزدوج لإنزيم HSL في استقلاب الدهون

توصل فريق بحثي من معهد أمراض الأيض والقلب والأوعية الدموية "I2MC" التابع لجامعة تولوز الفرنسية، إلى أن إنزيما معروفا منذ أكثر من 60 عاما باسم "الليباز الحساس للهرمونات (HSL)" لا يقتصر دوره على تحليل الدهون وتحرير الطاقة، بل يؤدي "وظيفة ثانية داخل نواة الخلايا الدهنية" تسهم في الحفاظ على صحة النسيج الدهني.

ونشرت نتائج الدراسة في مجلة "Cell Metabolism"، ووصفت بأنها قد "تعيد كتابة المفاهيم الأساسية حول استقلاب الدهون" بحسب ما جاء في البيان الصادر عن جامعة تولوز.

لغز دام عقودا

منذ ستينيات القرن الماضي، عرف "إنزيم HSL" بدوره في "تحليل الدهون وتعبئة الطاقة المخزنة" في القطرات الدهنية داخل الخلايا. لكن المدهش، بحسب الباحثين، أن المرضى الذين يولدون دون هذا الإنزيم لا يصابون بالسمنة كما هو متوقع، بل يفقدون أنسجتهم الدهنية ويصابون بحالة تعرف بـ"الحثل الشحمي"، وهي اضطراب نادر يسبب نقصا في الدهون ومشكلات أيضية حادة.

ولفهم هذا التناقض، حلل الفريق الفرنسي دور الإنزيم داخل الخلية بعمق، ليكتشف أنه يوجد أيضا داخل "نواة الخلايا الدهنية" وليس فقط على سطح القطرات الدهنية كما كان يعتقد سابقا.

وظيفة جديدة داخل النواة

وأوضح الباحث جيريمي دوفو، أحد مؤلفي الدراسة الذي دافع عن أطروحته في هذا المجال، أن "داخل نواة الأديبوسايت، يستطيع إنزيم HSL الارتباط بعدة بروتينات أخرى والمشاركة في برنامج يحافظ على كمية مثالية من الأنسجة الدهنية ويبقي الخلايا الدهنية بصحة جيدة".

وأضاف دوفو أن وجود الإنزيم في النواة ليس ثابتا، بل يخضع لتنظيم دقيق يتأثر بالهرمونات، موضحا: "هرمون الأدرينالين، الذي ينشط الإنزيم على القطرات الدهنية لتحرير الطاقة، يعمل أيضا على إخراجه من النواة، وهي العملية التي تحدث عادة أثناء الصيام".

وتشير الدراسة إلى أنه في الحالات المرضية مثل السمنة، "يزداد تركيز الإنزيم داخل نواة الخلايا الدهنية"، ما قد يفسر بعض الاضطرابات المرتبطة بزيادة الوزن.

تفسير جديد للسمنة

من جانبه، قال البروفيسور دومينيك لانغان، رئيس الفريق البحثي وأستاذ علم الأيض في جامعة تولوز: "منذ الستينيات، كنا نعرف HSL كإنزيم يعبئ الدهون، لكننا نعلم اليوم أنه يلعب أيضا دورا أساسيا داخل نواة الخلايا الدهنية، حيث يساهم في الحفاظ على صحة النسيج الدهني".

وأضاف لانغان أن هذا الفهم الجديد "يفسر ظهور الحثل الشحمي لدى المرضى الذين يفتقرون إلى هذا الإنزيم، ويفتح آفاقا جديدة لفهم أمراض الأيض مثل السمنة والسكري وأمراض القلب".

ويأتي هذا الاكتشاف في وقت يعاني فيه "نصف البالغين في فرنسا" من زيادة الوزن أو السمنة، بينما يبلغ عدد المصابين عالميا نحو "2.5 مليار شخص"، وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية. وتعد السمنة من أبرز عوامل الخطر للإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، إلى جانب تأثيرها على جودة الحياة.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا