الصحة الفلسطينية: استشهاد الشاب جهاد محمد عجاج (26 عاما) برصاص مستوطنين في بلدة دير جرير بالضفة الغربية، وإصابة 3 آخرين بجروح متوسطة-خطيرة، نقلوا لمجمع فلسطين الطبي.#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/qP7qCYQFoG
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 8, 2025
رام الله- في ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء، شن عشرات المستوطنين الإسرائيليين هجوما عنيفا على المنازل الفلسطينية في الأطراف الغربية لقرية دير جرير الفلسطينية، شرق مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية .
جاء ذلك، بينما كان يترقب العالم نتيجة مفاوضات شرم الشيخ لتنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف حرب غزة، وقبيل ساعات من إعلان ترامب والوسطاء التوصل إلى اتفاق يمهد لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين.
ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية فإن المستوطنين نفذوا 7154 اعتداء في الضفة منذ بدء حرب الإبادة قبل عامين، تسببت في استشهاد 34 مواطنا، بينهم 13 منذ مطلع العام الجاري وتهجير 33 تجمعا بدويا فلسطينيا.
عن تفاصيل ما جرى في قرية دير جرير يقول رئيس مجلس محلي القرية أيمن علوي -للجزيرة نت- إن المستوطنين اعترضوا مركبات فلسطينية في المدخل الغربي للقرية ورشقوها بالحجارة وهاجموا المنازل، فهبّ السكان لحماية أنفسهم وممتلكاتهم.
أما رد المستوطنين فجاء بإطلاق وابل من الرصاص مما أسفر عن شهيد بـ6 رصاصات، دون أن يسمح جيش الاحتلال لمركبة الإسعاف بنقله حتى تأكد استشهاده، كما أصيب 3 آخرون إصابات متوسطة وخطيرة.
يضيف علوي أن شارعا استحدثه المستوطنون بمحاذاة مدخل القرية الغربي للربط بين مستوطنة وبؤرة استيطانية، هي الرابعة على أراضي دير جرير، تحول إلى مصيدة ونقطة هجوم شبه دائمة على سكان القرية وممتلكاتهم.
يوضح رئيس المجلس القروي أنه خلال أقل من شهر، فقدت القرية نتيجة جرائم المستوطنين شابين وأصيب 8 مواطنين بجروح أحدهم مسن (75 عاما) اعتدى عليه المستوطنون وسرقوا أغنامه ودمروا مسكنه ومقتنياته.
يقول علوي إن اعتداءات المستوطنين مخطط مستمر وآخذ في التصاعد وترعاه الحكومة الإسرائيلية لترويع وتخويف الناس وابتلاع مزيد من الأراضي.
وبالتزامن مع هجوم دير جرير شن مستوطنون هجمات أخرى في الضفة، الأربعاء، أسفرت إجمالا عن 8 جرحى، كما أجبروا 12 عائلة فلسطينية شمالي الضفة على الرحيل، وهاجموا قاطفي الزيتون في عدة مناطق، إضافة إلى ما تعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات غير مسبوقة وإعلان الهيمنة عليه.
من جهته، يؤكد عماد أبو هواش، الباحث الميداني في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان التصاعد "الملحوظ" في اعتداءات المستوطنين خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك الهجمات العنيفة، كما جرى في قرية دير جرير ومسافر يطّا وعلى قاطفي الزيتون في أنحاء الضفة الغربية.
ويضيف، في حديثه للجزيرة نت، أنه لا يمر يوم دون تسجيل انتهاكين أو 3 بمسافر يطّا جنوبي الضفة فقط، مرجحا تزايدها مع المضي في تنفيذ خطة ترامب "نظرا لوجود أحزاب متطرفة داعمة للاستيطان تهدد بالانسحاب من الحكومة في حال توقفت الحرب".
وتتنوع اعتداءات المستوطنين بين إطلاق النار ومهاجمة المساكن وسرقة ثمار الزيتون والمقتنيات، وفق الباحث الحقوقي.
وأشار إلى انعدام أي جدوى للشكاوى التي يقدمها الفلسطينيون بالأدلة ضد المستوطنين لشرطة الاحتلال، "بل إن كثيرا من الاعتداءات تمت بوجود الجيش، أو قام الجيش بملاحقة المعتدى عليهم ومداهمة منازلهم واعتقالهم بدل محاسبة الجناة من المستوطنين".
وفي حديثه للجزيرة نت الليلة الماضية، قال أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، إن الذي يحدث في الضفة اليوم هو ما يمكن تخيّله في اليوم التالي لوقف حرب الإبادة وبدء تنفيذ اتفاق غزة، من عمليات ضم وتهويد خطيرة للغاية. ورجح استمرار الصراع حتى بعد انتهاء الحرب في غزة "لأن الشعب الفلسطيني يناضل ضد الاحتلال".
وأشار إلى اقتحام وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى أمس في اليوم الثاني لعيد العرش اليهودي حيث لم يقتصر على الاقتحام "بل أدى طقوسا وأعلن من داخل الأقصى أن إسرائيل تملك المكان وستمتلك الأقصى بكامله، في تحد لكل العالم العربي والإسلامي دون استثناء، بل وتحد للبشرية بهذا السلوك الفاشي".
وذكر موقع "واي نت" الإخباري الإسرائيلي الأربعاء أنه "في خضّم المفاوضات في مصر لإنهاء حرب غزة، صعد بن غفير إلى جبل الهيكل (الأقصى) وقال إنه صعد للصلاة من أجل النصر في الحرب والقضاء على حماس وعودة المختطفين (الإسرائيليين في غزة)".
يشدد البرغوثي على أن وزراء الحكومة الإسرائيلية لن يرتدعوا ولن يتوقف التوسع الاستيطان واعتداءات المستوطنين إلا إذا فرضت عقوبات حقيقية، اقتصادية وعسكرية وفنية وثقافية ورياضية وبكل الأشكال، على إسرائيل.
مع ذلك، رجح أن تتجه الأنظار إلى الضفة وما يجري فيها، وبالتالي ازدياد زخم وقوة النضال الوطني الفلسطيني وحركة التضامن لإنهاء الاحتلال بالكامل واقتلاع الاستعمار الاستيطاني الإحلالي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.
اقتحامات للمسجد الأقصى خلال "عيد العرش" اليهودي بمشاركة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وتحت حماية مشددة من قوات الاحتلال.. التفاصيل مع مراسلة الجزيرة جيفارا البديري. pic.twitter.com/95CyxBw7II
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 8, 2025
ومن خلال المؤشرات على الأرض، توقع الصحفي والمحلل السياسي أمين أبو وردة، مزيدا من التصعيد في اعتداءات المستوطنين.
وأشار -في حديثه للجزيرة نت- إلى خطوة "لافتة" تشكل "استعراضا للقوة" من قبل المستوطنين، حيث تجمعوا بالآلاف في محطة المسعودية (محطة القطارات القديمة) بين نابلس وجنين وطولكرم يتقدمهم الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش.
وأضاف أن هذا الحضور وبهذه الأعداد حدث نادر منذ سنوات ويشكل "استعراضا لقوة الأحزاب المتطرفة على الأرض وفي الحكومة والكنيست " ويحمل في طياته رسالة بأن وقف الحرب في غزة لن يحول دون استمرارهم في تنفيذ خططهم ونشر المزيد من البؤر الاستيطانية.
واستبعد أبو وردة ضغطا دوليا على سلطات الاحتلال في المدى القريب لإجبارها على وقف اعتداءات المستوطنين "كونهم ينفذون خططهم بتدرج ضمن سياسة النفس الطويل" معبرا عن خشيته من أن "تتحول تلك الاعتداءات إلى روتين يومي يعتاد عليه المجتمع الدولي ".