في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
سلطت صحف ومواقع عالمية الضوء على الخطة الأميركية لإنهاء الحرب على قطاع غزة وما تحمله للفلسطينيين، وفي هذا الصدد رأت افتتاحية صحيفة الغارديان البريطانية أن أي خطة يجب ألا تتجاهل الحقوق الأساسية للفلسطينيين.
ولفتت الافتتاحية إلى أن "مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخير قد يحمل في طياته خيانة لتطلعات الفلسطينيين، رغم إمكانية إنهائه إراقة الدماء وضمان إطلاق سراح الرهائن"، مضيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب لضمان بقائه السياسي، بينما يضغط عليه شركاؤه في اليمين المتطرف لطرد الفلسطينيين والاستيطان في غزة.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن أي مبادرة دولية، بما فيها خطة ترامب، يجب أن تتضمن ضغطا حقيقيا على إسرائيل وتوافقا عربيا، مشددة على أن السلام لا يمكن أن يبنى على إنكار الحقوق الفلسطينية الأساسية.
ومن جهة أخرى، اهتمت صحيفة واشنطن بوست الأميركية بمعاناة كثير من العائلات الفلسطينية خلال بحثها عن آلاف المفقودين بعد عامين من الحرب على غزة، وتروي قصة محمد النجار الذي فر مع زوجته وأولاده بعيدا عن منزلهم عقب قصف عنيف في إحدى ليالي الحرب مثل بقية سكان الحي، وبعد أن هدأ الوضع بحث عن ابنه أحمد (23 عاما)، لكن لم يجد له أثرا، وما زالت العائلة تبحث عن أي إشارة بشأن مصير ابنها.
وتشير الصحيفة إلى أن مصير أحمد هو نفس مصير آلاف آخرين وفق أرقام من القطاع، ويتوزع هؤلاء بين من دفنوا تحت الأنقاض وتعذر الوصول إليهم، ومن اقتادهم الجيش الإسرائيلي إلى مراكز الاعتقال.
وتورد أرقام وزارة الصحة في غزة بأن نحو 6 آلاف شخص ما زالوا تحت الأنقاض، ولدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر قائمة منفصلة بالمفقودين تظهر أن هناك أكثر من 7 آلاف حالة لا يعرف مصيرها لا تشمل أولئك الذين يعتقد أنهم تحت الأنقاض.
وفي الصحف الإسرائيلية، نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت مقالا للسفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة، مايكل أورن، قال فيه إن نتيجة الحرب الإسرائيلية على غزة لم تحددها العمليات العسكرية بل طاولة المفاوضات المقبلة بين الولايات المتحدة وإسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ).
وأشار إلى أن المحادثات ستقرر كيف ستنتهي الحرب ومن سيعتبر المنتصر الحقيقي، وأضاف أن الحروب عادة تحسم في الميدان لا في الغرف الدبلوماسية، لكن الوضع في غزة متخلف، إذ إن مصير الحرب سيتقرر خلال أيام قليلة من الدبلوماسية المكثفة.
وخلص السفير الإسرائيلي السابق إلى أن "قادة إسرائيل مطالبون بأن يتحلوا بالشجاعة نفسها التي يتحلى بها الجنود في الميدان ليقاتلوا في غرف التفاوض من أجل تحقيق النصر".
وجاء في افتتاحية صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن "حكومة نتنياهو تجابه العالم وتنشر الوهم بأنها تحمي مصالح الغرب، لكنها تسلك المسار الخاطئ من التاريخ، مما يعكس ابتعاد الحكومة عن التعقل والحكمة في قراراتها السياسية"، مشيرة إلى أن سلوك هذه الحكومة يشكل خطرا ملموسا على الإسرائيليين واليهود في جميع أنحاء العالم.
وأضافت الافتتاحية أن "نتنياهو وحكومته يلحقان الضرر بإسرائيل، وعليه يجب وقف هذه الحرب فورا لإنقاذ الرهائن ووضع حد لقتل سكان غزة ومنع الانهيار التام"، وتلفت الافتتاحية إلى غياب التوازن والحكمة داخل الحكومة، وإلى أنها تضر بمكانة إسرائيل واليهود في العالم من خلال تحالفها مع متطرفين باسم محاربة معاداة السامية.