آخر الأخبار

فضل شاكر: "هل يظلّ لبنانيا، أم سيغادر إلى السعودية؟" حسبما يتساءل ناشطون عبر منصّات التواصل

شارك
مصدر الصورة

تصدّر اسم المطرب اللبناني، فضل شاكر، محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي، فور تداوُل أنباء تفيد بتسليمه نفسه طواعيةً لقوة من الجيش اللبناني، مساء السبت.

وأعلنت قيادة الجيش اللبناني قيام "المطلوب فضل عبد الرحمن شمندر المعروف باسم ' فضل شاكر' بتسليم نفسه إلى دورية من مديرية المخابرات عند حاجز الحسبة على مدخل مخيم عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين في ضاحية صيدا، جنوبي لبنان.

ويواجه المطرب اللبناني اتهامات، بينها الانتماء لجماعة إرهابية وتمويلها، كما كانت صدرتْ بحقه أحكام غيابية بالسجن مع الأشغال الشاقة تصل مُدّتها إلى 22 عاماً، فيما ينفي شاكر التُهم الموجهة إليه، قائلا إنها "مُلفّقة ومُسيّسة".

وبحسب مختّصين، كان يتعين على شاكر لتعديل موقفه قانونياً أنْ يُسلّم نفسه للجهات المعنيّة وأنْ يخضع للمحاكمة في القضايا التي صدرتْ بحقه فيها أحكام غيابية.

وتفاعل ناشطون لبنانيون وعرب على منصّات التواصل الاجتماعي مع أخبار تسليم المطرب نفسه إلى السلطات، بين متعاطف مع شاكر - يرى أنه لم يرتكب جُرماً من جانب، وبين مُتّهِمٍ له بالإرهاب والطائفية من جانب آخر.

ودعا المتعاطفون إلى إنصاف المطرب قضائياً إزاء ما رأوا أنه "حملة تشويه ممنهجة دفعتْه إلى الهرب"، على حدّ تعبيرهم.

محتوى خارجي
شاهد على فيسبوك

وعزا هؤلاء المتعاطفين ما يواجهه فضل شاكر من "ورطة" إلى "فضائله" لا إلى عيوبه.

لكنْ على الجانب الآخر، نفى ناشطون أن يكون تسليم فضل شاكر نفسه للسلطات صادراً عن "ضمير ووعي"، معوّلين على يقينهم بأنّ الجيش لن يساوم على دم الشهداء – على حدّ تعبيرهم.

ولم تخْلُ تعليقات أصحاب هذا الرأي من نبرة ساخرة، واصفين فضل شاكر بـ "المغني التائب والمرتد"، ومتسائلين عمّا سيفعل محبّوه الليلة؟

محتوى خارجي
شاهد على فيسبوك
مصدر الصورة

وتعود الاتهامات التي يواجهها فضل شاكر إلى يونيو/حزيران عام 2013، حين هاجمت مجموعة مسلحة تابعة لرجل الدين، أحمد الأسير، حاجزاً تابعاً للجيش اللبناني في بلدة "عبرا" بضاحية صيدا، ما أسفر عن سقوط ستة قتلى من الجيش. وجاء هذا الهجوم رداً على توقيف الجيش سيارة كانت تُقلّ أشخاصاً من جماعة الأسير.

فيما كانت هذه المواجهة بين جماعة الأسير والجيش اللبناني ضمن سلسلة من التوترات على خلفية الحرب الأهلية في سوريا، لا سيما بعد الكشف عن مشاركة جماعة حزب الله اللبنانية في تلك الحرب كنصير للنظام السوري حينذاك.

وكان الفنان فضل شاكر قد ظهر قبل ذلك إلى جوار الشيخ أحمد الأسير، بعد أن أعلن اعتزاله الفن نهائياً في عام 2012 بدعوى أن الغناء "حرام شرعاً"، منخرطاً بذلك في دوامة التوترات التي عصفت بلبنان حينها، ومشعلاً في الوقت ذاته ذلك الجدل القديم-الجديد حول ثنائيات الفن والدين، والفن والسياسة.

وبعد معركة عبرا، ظهر فضل شاكر في مقاطع مصورة متحدثاً عن الانتصار على الجيش، قبل أن يختفي عن الأنظار داخل مخيم عين الحلوة، ليصدُر عليه حكم بالسجن 15 عاماً، على خلفية هذه المعركة.

وفي عام 2018 بُرّئت ساحة فضل شاكر من تُهمة قتْل جنود لبنانيين، ليبدأ في العام نفسه -من داخل مخيم عين الحلوة- في العودة تدريجياً إلى الغناء.

ولكن في ديسمبر/كانون الأول 2020 أصدرتْ المحكمة العسكرية اللبنانية بحقّه حُكماً غيابياً بالسجن 22 عاماً مع الأشغال الشاقة، بتُهم الانتماء لجماعة إرهابية وتمويلها، فضلاً عن تجريده من حقوقه المدنية.

وفي عام 2025، عرضتْ منصة شاهد مسلسلاً وثائقياً لفضل شاكر تحت عنوان "يا غايب"، يروي فيه بصوته قصة حياته، بادئاً بالتساؤل: "أنا من مين متّهم؟ من الإعلام أو من الفنانين ولا من مين؟".

وبحسب نُقاد، فإن حديث فضل شاكر في هذا الوثائقي يبدو حديثاً تعريفياً عن الذات كاشفاً لها لا مدافعاً عنها ضد أي اتهام كائناً ما كان.

ودعا بعض الناشطين عبر منصات التواصل، السوريين إلى دعم فضل شاكر بالكلمة وبالضغط الإعلامي، قائلين إنه "يستأهل الوفاء".

بينما رمى البعض إلى أنّ عملية تسليم فضل شاكر نفسه للسطات اللبنانية تمهيداً لحلّ مشكلته، جاءتْ "بالاتفاق مع جهات سعودية"، مستدلّين على ذلك بلون رابطة العُنق التي ظهر بها المطرب في آخر صورة نشرها لنفسه، على حدّ قولهم.

وأشار أصحاب هذا الرأي إلى تعاقُد فضل شاكر مع شركة "بنشمارك" السعودية لإنتاج عدد من الأغاني.

محتوى خارجي
شاهد على فيسبوك

وكان فضل شاكر قد أطلق أحدث أعماله الغنائية "صحّاك الشوق" من إنتاج شركة "بنشمارك" السعودية - في بداية شراكة فنية بين الطرفين، وفقاً لتقارير فنية.

وتساءل أصحاب هذا الرأي عمّا إذا كان فضل شاكر سيظل لبنانياً، أم سيغادر إلى السعودية؟

مصدر الصورة

فضل شاكر من مواليد سنة 1969 في صيدا جنوبي لبنان حيث نشأ في مخيم عين الحلوة.

واحترف شاكر الغناء في عام 1998 مصدراً ألبومه الأول "والله زمن" والذي لاقى نجاحاً كبيراً لتتبعه بعد ذلك ألبومات أخرى مثل "الحب القديم" قبل أن يفاجئ الجمهور في عام 2012 معلناً اعتزال الفن لأسباب دينية وسياسية.

ولكن في عام 2018، عاد شاكر على استحياء بأغنية "ليه الجرح"، وفي عام 2025، قدّم الوثائقي "يا غايب".

فضل شاكر متزوج وله أربعة أبناء، أحدهم المطرب محمد شاكر.

ورغم هذا الابتعاد النسبي عن الساحة، إلا أن أرقام المشاهدات التي تحققها أغاني فضل شاكر على قوائم متخصصة تشير إلى أنه لا يزال من أكثر المطربين العرب حضوراً؛ ومن ذلك أغنية "أحلى رسمة"، و"صحاك الشوق"، ودويتّو "كيفك ع فراقي" بالاشتراك مع ابنه محمد.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا