آخر الأخبار

لماذا لا تستطيع حماس إطلاق الأسرى الإسرائيليين بكبسة زر؟

شارك

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) موافقتها على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات، وفق مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب "بما يحقق وقف الحرب والانسحاب مع توفير الظروف الميدانية للتبادل".

وأبدت الحركة في بيانها رد على مقترح ترامب استعدادها "الفوري" للدخول من خلال الوسطاء في مفاوضات لمناقشة كل التفاصيل.

المفاوضات والأسرى

ورأى مراقبون ومحللون تحدثوا للجزيرة على مدار اليومين السابقين أن الحركة تمكنت بردها هذا من نزع فتيل الأزمة والخروج من عنق الزجاجة الذي وضعها فيه ترامب.

وحاولت خطة ترامب التي وافق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سحب ورقة الأسرى من يد المقاومة دون انسحاب كلي ووقف كامل للحرب، لكن الحركة نجحت في جر جميع الأطراف إلى المفاوضات، التي أعلنت مصر أنها ستستضيفها -غدا الاثنين- في شرم الشيخ.

كما وضع رد الحركة نتنياهو في مواجهة مباشرة مع عائلات الأسرى والجمهور والرأي العام الإسرائيلي وحتى الرأي العام العالمي، فقد وضعته أمام حقيقة وقف الحرب إذا كنت تريد الأسرى.

لكن ثمة أسئلة تطرح حول التكتيك التفاوضي الذي اعتمدته الحركة باستعدادها لإطلاق جميع الأسرى، ونقاط القوة التي ستبقى لها إن هي سلمتهم جميعا، وما هي الضمانات لعدم استئناف الاحتلال عدوانه على غزة، خصوصا إنها -كما يقول مراقبون- "تتفاوض مع عدو مستعد لإطلاق النار على وفدها المفاوض".

مصدر الصورة حجم الدمار في غزة يصعب من عمليات إطلاق الأسرى (غيتي إيميجز)

الواقع على الأرض معقد جدا

تبدو الأمور ميدانيا على الواقع أكثر تعقيدا مما تظهر في غرف المفاوضات، فالحديث يدور هنا عن عشرات الأسرى بين أحياء وأموات موزعين على مناطق متعددة في قطاع غزة، الذي دمرته آلة العدوان الإسرائيلي بشكل كامل تقريبا، وانتشرت آليات جيش الاحتلال في مناطق واسعة منه.

ويعني هذا، احتمال وجود أسرى في مناطق يسيطر عليها الجيش، ويبرر هذا طلب حماس لاحقا انسحاب الجيش من هذه المناطق حتى يتسنى لها التواصل بسهول ويسر مع عناصر وحدات الظل التابعة لكتائب القسام والمكلفة بحراسة الأسرى وحمايتهم، من أجل الترتيب لإطلاقهم.

إعلان

وتحدثت المصادر للجزيرة نت عن احتمال وجود أعداد من الأسرى في أنفاق يبلغ عمقها نحو 50 مترا تحت الأرض، وبعضها انهار أجزاء منها أو انهارت مباني بالقرب منها، مما يعني وجود أطنان من الركام فوقها يتطلب رفعها معدات حفر ضخمة وآليات وجرافات يفتقر لها القطاع في الوقت الحالي، وتستدعي الظروف جلبها من خارج القطاع.

كما أشارت المصادر إلى إعلان كتائب القسام عدة مرات انقطاع الاتصال مع مجموعات من عناصرها المكلفين بحماية الأسرى، مما يستدعي عمليات بحث مكثفة ومعقدة في الوقت ذاته لمعاودة الاتصال بهم لتسليم من لديهم من الأسرى.

وفي سيناريو ربما يكون أشد تعقيدا، تحدثت المصادر عن احتمال استشهاد مجموعات من المكلفين بحماية الأسرى نتيجة القصف الإسرائيلي على غزة، وهو ما يشير أيضا إلى احتمال مقتل الأسرى، ويتطلب العثور عليها في هذه الحالة عمليات استثنائية من البحث والتحقق إلى حين الوصول إليهم.

وتستدعي كل السيناريوهات السابقة:


* إجبار الاحتلال على وقف إطلاق النار طيلة مدة البحث عن الأسرى.
* إجبار الجيش الإسرائيلي على الانسحاب من مناطق كثيرة لتنفيذ عمليات البحث، لكن مع تأكيدات نتنياهو أن قواته "لن تغادر القطاع قبل تنفيذ الخطة التي تحقق أهداف الحرب"، فإن الأمور ربما تتجه للتصعيد مرة أخرى، لكن سيكون من الواضح للجميع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي واليمين المتطرف هم المتسببون بذلك.
* الحاجة إلى مزيد من الوقت، تقدر بعض المصادر أن يطول الأمر لأسابيع وربما أشهر، ونستحضر هنا أيضا تصريحات نتنياهو التي قال فيها إن "التفاوض لن يستغرق إلا أياما".

وبشكل ملخص، فإنه لا يمكن عمليا إطلاق الأسرى جميعا وفقا لطرح ترامب، فالأمر غير واقعي ويحتاج إلى أسابيع، حتى لو توفرت الإمكانيات، ويشكل هذا بحسب مراقبين "العمود الفقري" لخطة حماس وللطريقة التي ستسير بها مفاوضات شرم الشيخ.

مصدر الصورة يسعى ترامب (يسار) إلى تحقيق إنجاز بإطلاق الأسرى في حين يريد نتنياهو استمرار الحرب (الفرنسية)

تناقض ترامب ونتنياهو

تراهن الحركة في ظل هذه الظروف على التناقض بين نتنياهو وترامب، فالأول يسعى إلى استمرار الحرب وعدم وقفها وعلى استئنافها بأسرع وقت فيما لو اضطر لوقفها.

في المقابل يسعى ترامب إلى تحقيق إنجاز إطلاق الأسرى بأسرع وقت، وعينه على جائزة نوبل التي سيقام حفل تسليمها في ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وربما يضطر الجانبان لمناقشة تفاصيل أخرى في خطة ترامب إلى حين الوصول لجميع الأسرى، وربما يتم التطرق إلى ملفات الانسحاب من مناطق من غزة وتبريد الجبهة، تحت ضغط أهالي الأسرى.

وفي هذا السياق، فإن رغبة الرئيس الأميركي تكاد تنحصر حاليا في مسألة استعادة الأسرى ووقف الحرب وانسحاب إسرائيل من القطاع، بينما تراجع الحديث عن بقية البنود بشكل كبير، وذلك في معرض تخليه عن ربط وقف الحرب في غزة بترتيبات أوسع في المنطقة.

قوة المقاومة

تكمن قوة المقاومة في صمود السكان في غزة، والتفاهم حولها، وإدراكهم أنها تقف إلى جانبهم وتسير وفق تطلعاتهم.

كما تنظر المقاومة بشكل إيجابي إلى الموقف العربي المرحب بردها، والداعي إضافة للموقف الدولي إلى ضرورة انتهاء الحرب.

إعلان

وتشكل عائلات الأسرى الإسرائيليين والمعارضة في إسرائيل عوامل ضغط على نتنياهو لعدم استئناف الحرب خصوصا في ظل الوضع المتأزم في إسرائيل.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا