بوتين: نراقب عسكرة أوروبا.. وإجراءاتنا الانتقامية لن تتأخر

تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، برد "قوي" على "عسكرة أوروبا"، في كلمة ألقاها خلال منتدى في جنوب روسيا.

وقال بوتين: "نراقب عن كثب تنامي عسكرة أوروبا"، مضيفاً أن "الإجراءات الانتقامية الروسية لن تتأخر. سيكون الرد على هذا النوع من التهديدات قوياً جداً".

وتابع: "أقول الرد. نحن لم نبادر إطلاقاً إلى مواجهة عسكرية"، لكنه أكد أن "روسيا لن تظهر قط أي ضعف أو تردد".

وتدهورت العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي في أعقاب اندلاع الحرب في أوكرانيا، مما دفع التكتل لتعزيز دفاعاته. وفاقم خرق مسيرات أجواء الدنمارك وإستونيا وبولندا في عمليات تم تحميل موسكو مسؤوليتها، المخاوف من إمكانية اتساع رقعة حرب أوكرانيا.

واتّهم الرئيس الروسي أوروبا بإثارة حالة من "الهستيريا" لتبرير زيادة الإنفاق الدفاعي، مشدداً على أن روسيا لا تشكل أي تهديد. وقال موجهاً كلامه إلى الأوروبيين: "اهدأوا".

وأكد أن أوروبا تمنع تسوية تنهي الحرب في أوكرانيا، وتقوم بـ"تصعيد متواصل" للنزاع. ورأى أن بلاده تقاتل "تكتل الحلف الأطلسي بكامله" في أوكرانيا، مشيراً إلى أن الجيش الروسي يتقدم على الجبهة.

من جهة أخرى، اتهم بوتين كييف بشن ضربات في محيط محطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا والتي فصلت عن الشبكة الكهربائية منذ أكثر من أسبوع جراء ضربات تبادل البلدان الاتهامات بشنها، مهدداً بالرد باستهداف منشآت طاقة أوكرانية.

وقال إن السلطات الأوكرانية "ما زال لديها من طرفها محطات كهربائية قيد العمل ومحطات نووية. ما الذي يمنعنا من الرد؟ فليفكروا في ذلك".

وعاد في كلمته الافتتاحية إلى جذور النزاع، متهماً "الذين اعتبروا أنفسهم منتصرين" في نهاية الحرب العالمية الثانية بالسعي لفرض "مفاهيم للأمن أحادية وخاصة بهم على الجميع".

وشدد على أن "هذا بات السبب الحقيقي الأصلي ليس للنزاع الأوكراني فحسب، بل للعديد من النزاعات الخطيرة الأخرى" في بداية القرن الواحد والعشرين، مؤكداً أنه يدافع عن "عالم متعدد الأقطاب" بوجه الغرب.

وعند حديثه عن علاقة روسيا بالولايات المتحدة وبرئيسها دونالد ترامب، قال بوتين: "من المعروف أن بلدينا لديهما الكثير من التباينات. وجهات نظرنا حول العديد من المشكلات العالمية لا تلتقي، وهذا طبيعي لقوى كبرى"، معتبراً من جهة أخرى أن إدارة ترامب تسعى لتحقيق "مصالح بلادها" ولديها "مقاربة منطقية".

إلا أن الرئيس الروسي اعتبر أن إرسال صواريخ أميركية بعيدة المدى من طراز "توماهوك" إلى أوكرانيا سيشكل "تصعيداً جديداً" بين موسكو وواشنطن، وذلك بعدما أفاد مسؤولون أميركيون أن واشنطن تدرس بيع هذه الصواريخ إلى الأوروبيين لتسليمها إلى كييف.

وحذر بوتين من أن "استخدام صواريخ توماهوك غير ممكن بدون مشاركة مباشرة لعسكريين أميركيين، وهذا سيعني تصعيداً جديداً، ولا سيما في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة".