آخر الأخبار

ما الذي تمثله الغارات الإسرائيلية على الحوثيين بصنعاء؟

شارك





صنعاء- "لم نعش رعبا كهذا.. الغارات المكثفة نشرت الفجيعة في كل أرجاء صنعاء "، بهذه الكلمات وصفت الشابة انتصار هجمات إسرائيل اليوم على العاصمة اليمنية الواقعة تحت سيطرة جماعة أنصار الله الحوثيين منذ عام 2014.

وأضافت انتصار أن "الغارات الإسرائيلية أربكت حياة الناس في الشوارع والمحلات التجارية والمقاهي، وسببت حالة من الذعر، بينما انتشرت قوات أمنية في أماكن عديدة".

بدوره، قال المواطن أبو أبرار إنه كان مع أسرته في سيارته على مقربة من القصف الإسرائيلي الذي استهدف مجمع دار الرئاسة بصنعاء. وأضاف للجزيرة نت أن سيارته اهتزت جراء القصف الذي تسبب بحالة هلع بين أطفاله، مشيرا إلى أن القصف تزامن مع تساقط الأمطار وخروج العائلات للفسحة لأخذ قسط من الراحة في أجواء صنعاء المعتدلة.

وعصر اليوم الأحد، أعلن الحوثيون عن عدوان إسرائيلي جديد استهدف بغارات محطة شركة النفط بشارع الستين وسط صنعاء، ومحطة حزيز الكهربائية جنوبي العاصمة، بينما أفاد سكان بأن الهجمات طالت أيضا مجمع دار الرئاسة.

خسائر بشرية

وأدت الغارات الإسرائيلية إلى استشهاد مواطنين اثنين فضلا عن إصابة 35 شخصا، حسب إحصائية غير نهائية صادرة عن وزارة الصحة بصنعاء، اطلعت الجزيرة نت على نسخة منها.

وأضافت الوزارة -التي يديرها الحوثيون- في بيانها أن فرق الدفاع المدني والإنقاذ عملت على البحث عن الضحايا وإخماد الحرائق الناجمة عن العدوان الإسرائيلي.

ودان البيان "العدوان الإجرامي الذي استهدف منشآت مدنية وخدمية"، محملا "الكيان الصهيوني وحلفاءه المسؤولية الكاملة عن عواقب هذه التصرفات الاستفزازية الخطيرة، وتداعياتها على السلام والأمن في المنطقة".

وقال شهود عيان للجزيرة نت -كانوا على مقربة من محطة شركة النفط- إنهم شاهدوا تطاير جثث مواطنين في الهواء مع تصاعد كرة النار والدخان إثر القصف الإسرائيلي للمحطة التي كانت تزدحم بسيارات كثيرة للتزود بالوقود لحظتها.

إعلان

واحترقت عشرات السيارات التي كانت تقف للتزود بالوقود أو تلك المارة بشارع الستين، وشعر السكان في محيط المحطة المستهدفة بحرارة الحرائق التي أثارت الرعب والهلع في أوساطهم، كما تضرر عدد من المنازل والمحلات التجارية المجاورة التي يقع بالقرب منها حديقة للأطفال والعائلات ومستشفى أهلي أيضا.

مصدر الصورة استهداف إسرائيلي سابق لمحطة حزيز الكهربائية بمحافظة صنعاء في ديسمبر/كانون الأول الماضي (مواقع التواصل)

وتعد محطة حزيز الكهربائية -التي سبق أن تعرضت لاستهداف متكرر من قبل إسرائيل- من أهم منشآت الطاقة في العاصمة اليمنية، وتغذي عدة أحياء بالتيار الكهربائي، كما استهدفت الغارات محطة وقود تعد من أهم المحطات التابعة لشركة النفط اليمنية الواقعة تحت سيطرة سلطات الحوثيين.

وحسب شهود عيان تحدثوا للجزيرة نت، فقد أدى القصف الإسرائيلي إلى دمار كبير في محطتي الكهرباء والوقود، واشتعلت فيهما النيران بشكل مكثف جراء الغارات.

بدوره، قلل المتحدث باسم شركة النفط اليمنية في صنعاء عصام المتوكل من آثار الاستهداف الإسرائيلي، وقال -في مقطع فيديو من أمام المحطة التي ضربتها الغارات- إن الوقود الذي استهلكته طائرات العدو الإسرائيلي للوصول إلى اليمن أكثر من كمية الوقود الذي كان داخل خزانات المحطة المستهدفة.

وعقب الغارات الإسرائيلية، أصدرت شركة النفط بصنعاء بيانا طمأنت فيه المواطنين باستقرار الوضع التمويني، قائلة إنها اتخذت عددا من الإجراءات والاحتياطات اللازمة لضمان الاستقرار في الوقود عند أي طارئ.

موقف الحوثيين

وفي أول موقف رسمي لحكومة صنعاء التي تتبع جماعة الحوثيين والمعروفة بـ"حكومة التغيير والبناء"، اعتبرت أن "العدوان الإسرائيلي على اليمن جريمة حرب نكراء تضاف إلى سجله الأسود وهو عدوان على سيادة اليمن وشعبه".

وأكدت -في بيان لها- "حق اليمن -كأي دولة ذات سيادة- في الدفاع عن نفسه وأرضه ومقدساته، واتخاذ كلّ ما يلزم من إجراءات لحماية أمنه القومي، ورد العدوان الصهيوني بكل الوسائل المتاحة".

كما أشارت إلى أن "الغارات الوحشية لن تثني الشعب اليمني العظيم عن موقفه الثابت والشرعي في دعمه الكامل والمطلق لأهلنا في غزة المحاصرة، الذين يتعرضون لجريمة إبادة كاملة الأركان".

كما قلل مصدر عسكري في وزارة دفاع الحوثيين من نتائج الغارات الإسرائيلية، وقال في تصريح نقلته وسائل إعلام تابعة للجماعة إن "الدفاعات الجوية تمكنت من تحييد أغلب طائرات العدو الإسرائيلي المشاركة في العدوان على صنعاء وإجبارها على المغادرة".

وتعليقا على الغارات الإسرائيلية، قال نصر الدين عامر نائب رئيس الهيئة الإعلامية للحوثيين إن "استهداف إسرائيل محطة وقود مدنية في شارع رئيسي قطعا لن يكون له أي تأثير على العمليات العسكرية لقوات الجماعة".

إعلان

وأضاف -في بيان اطلعت عليه الجزيرة نت- أن "العدوان الجديد على صنعاء يكشف وحشية وإفلاس العدو الإسرائيلي، وسيجلب على نفسه المزيد من التصعيد"، مؤكدا أن "الشعب اليمني لن يتراجع عن موقفه الإيماني والإنساني المساند لغزة".

من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله محمد الفرح إن "العدو الإسرائيلي يستهدف المدنيين والمنشآت المدنية في اليمن كما هي عادته في قطاع غزة ".

ورأى القيادي الحوثي، في تصريحات نقلتها فضائية "المسيرة" التابعة للجماعة، أن "العدوان الإسرائيلي اليوم يؤكد أن ضرباتنا التي استهدفته حققت أهدافها بنجاح كبير، وكان آخرها الصاروخ الذي أخفقوا في اعتراضه، ويعكس العدوان مستوى الألم الذي طاله من الصواريخ والمسيرات اليمنية".

كما اعتبر الفرح أن "العدوان الإسرائيلي على اليمن يأتي في سياق معادلة الاستباحة التي يريد العدو فرضها على شعوب أمتنا"، مضيفا "أن العدوان الإسرائيلي لن يثني شعبنا عن موقفه المساند لغزة مهما كان مستوى التحديات".

من جانبه، قال الخبير العسكري في القوات المسلحة اليمنية بصنعاء العميد مجيب شمسان، في حديث للجزيرة نت، "إن على الصهاينة أن ينتظروا ردا يمنيا قويا وأسوأ مما يتصور قادته"، مضيفا "نحن لم نخض المعركة ضد العدو الإسرائيلي إلا ولدينا القدرة العسكرية على المواجهة، وثانيا نحن لا نخشى تهديدات الكيان الصهيوني".

وأضاف "في صنعاء واجهنا الولايات المتحدة الأميركية التي جلبت في مارس/آذار الماضي 5 مجموعات هجومية بينها حاملات طائرات، وعجزت عن كسر الإرادة اليمنية، ولذلك لا يمكن للكيان الإسرائيلي تحييد اليمن أو ترهيبه أو منعه من مساندة غزة".

مصدر الصورة نتنياهو وكاتس وزامير يتابعون الضربات الجوية على اليمن من داخل غرفة محصنة تحت الأرض (الجزيرة)

الهدف الإسرائيلي

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن "سلاح الجو استهدف بتوجيه استخباري بنى تحتية عسكرية تابعة لنظام الحوثي في صنعاء"، متوعدا "بمواصلة العمل بقوة ضد الهجمات العدوانية المتكررة للحوثيين"، وقال إنه مصمم "على مواصلة تسديد الضربات لكل تهديد مهما بلغت المسافة".

وأضاف "استهدفنا مجمعا عسكريا يضم القصر الرئاسي ومحطتي طاقة وموقع تخزين وقود استخدم لأنشطة عسكرية"، وأشار إلى أن الغارات جاءت ردا على هجمات الحوثيين المتكررة بإطلاق صواريخ ومسيرات باتجاه إسرائيل.

وبحسب ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية، فإن 14 مقاتلة شاركت في هجوم اليوم على صنعاء وألقت نحو 40 صاروخا على مواقع اعتبر أنها "مواقع عسكرية أو تخدم النشاط العسكري للحوثيين" الذين يستهدفون بالصواريخ الباليستية والفرط صوتية مطار بن غوريون ومواقع داخل تل أبيب بشكل متكرر على مدى الأشهر الماضية.

ويعتقد المهتم بالشؤون الأمنية والعسكري عدنان الجبرني أن الهجمات الإسرائيلية -وهي 8 موجات هجومية منذ يوليو/تموز 2024- ما تزال في إطار وقائي تحضيري، بمعنى أن إسرائيل تهدف من خلال استهدافها لبنى تحتية وإشعال حرائق إلى طمأنة الشارع الإسرائيلي بأنها تفعل شيئا ردا على صواريخ الحوثيين. ويستطرد أنها أيضا تهدف لخنق اليمنيين باستهداف مصادر الطاقة والمواني والمطار.

وقال الجبرني، في حديث للجزيرة نت، إن "هناك هدفا خفيا تحاول إسرائيل من خلاله الإيحاء بقواعد اشتباك معينة للحوثيين، ثم ما تلبث في لحظة ما أن تقوم بضربة قوية ومؤثرة، كما فعلت مع حزب الله عندما أوهمته لنحو عام بقواعد اشتباك وهجوم وهجوم مواز ثم ضربت ضربتها الكبرى فجأة".

وبشأن عدم قدرة إسرائيل على استهداف القدرات العسكرية للحوثيين أو النيل من قياداتهم العسكرية والسياسية، قال الجبرني إن اسرائيل لا تزال تجمع معلومات كافية عن الحوثيين لأنهم لم يكونوا ضمن مدار تركيزها خلال السنوات الماضية، والمسافة التي تفصل عن هجوم واسع هي مدى الوقت الذي يتطلبه تحويل ما يجمعونه من معلومات إلى بنك أهداف مؤكد، بحسب قوله.

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا