جمعت بي بي سي في تحقيق استقصائي، نُشر 1 أغسطس/آب 2025، موادا وأدلة عن 168 حالة إصابة أطفال فلسطينيين بإطلاق نار في قطاع غزة، ووجدت في 95 حالة أن الإصابات كانت في منطقة الرأس أو الصدر، وكان عمر الأطفال، في 76 حالة منها، أقل من 12 عاما.
وتمكَّنت بي بي سي من الحصول على روايات شهود عيان، في 59 حالة من حالات إصابة الرأس أو الصدر، إما بشكل مباشر أو من خلال أطباء وباحثين في مجال حقوق الإنسان.
وتشير المواد والأدلة والمعلومات التي جمعتها بي بي سي إلى أن الجيش الإسرائيلي هو من أطلق النار على الأطفال في 57 حالة من هذه الحالات.
ويمتد النطاق الزمني للحالات التي وثّقتها بي بي سي من الأسابيع الأولى للحرب وحتى يوليو/ تموز 2025.
ومن ضمن الحالات التي حققت فيها بي بي سي، إصابة الطفلة ميرا طنبورة، عمرها 6 سنوات، برصاصة اخترقت ظهرها، وفقا لشهادة والدها.
وقال والد الطفلة إن الواقعة جرت يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بالقرب من نقطة تفتيش تابعة للجيش الإسرائيلي، على طريق صلاح الدين، جنوب غربي مدينة غزة.
وبحسب رواية الأب، فتش عناصر الجيش الإسرائيلي العائلة في وقت سابق من ذلك اليوم، عند نقطة تفتيش الجيش الإسرائيلي، بعد فرارهم من شمال غزة. وبعد نحو كيلومتر واحد من تجاوزهم نقطة التفتيش، كان الأب يتحدث إلى سائق حافلة، وكانت الطفلة ميرا وبعض الأقارب يقفون على بعد أمتار قليلة.
وقال الأب: "استدرت إلى الخلف، فأطلق القناص النار على ابنتي في قلبها"، وأضاف "أنا على يقين أنه كان قناصا، فلم تكن سوى رصاصة واحدة أصابت قلبها مباشرة".
وأطلعت بي بي سي على صور أقمار اصطناعية التقطت في اليوم السابق لتلك الواقعة، أظهرت تمركزا لأفراد الجيش الإسرائيلي عند نقطة التفتيش. كما وثق مقطع فيديو نشره الجيش الإسرائيلي وجود جنوده له في هذا الموقع وفي هذا التوقيت.
ولا تسمح إسرائيل للصحفيين الأجانب بدخول غزة، كذلك يُصعب الدمار الكبير المنتشر والنزوح المستمر للسكان من مهمة التحقيق وجمع المعلومات.
ومنذ بدء حرب غزة، يعبّر الأطباء عن قلقهم من وقائع إصابة الأطفال بطلقات نارية في غزة. وتحدثت بي بي سي، خلال مراحل إعدادها التحقيق، إلى 30 طبيبا وممرضا، كما فحصت وحللت مئات الصور ومقاطع الفيديو، بالإضافة إلى صور للأشعة وملاحظات طبية ومذكرات يومية، تم مشاركتها مع بي بي سي.
وقدمت بي بي سي الأدلة التي جمعتها إلى الجيش الإسرائيلي، فكان رد الجيش الإسرائيلي بأنه يعمل "ضد التنظيمات الإرهابية في بيئات حضرية معقدة، وقد تقع أخطاء، أو أضرار غير مقصودة أثناء القتال".
وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه عندما يكون هناك "شك معقول"، في أن أحد عناصر الجيش قد تصرف "على نحو يتعارض مع القيم والتعليمات، يتم مراجعة الحادثة ومعالجتها بالجدية اللازمة".
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه "يُحظر تماما إلحاق الأذى المتعمد بالمدنيين، وخاصة الأطفال".
وفي سياق المطالبات بضرورة حماية أطفال غزة، دعا نائب المديرة التنفيذية المعني بالعمليات الإنسانية والإمداد في اليونيسف، تيد شيبان، السلطات الإسرائيلية إلى "مراجعة قواعد الاشتباك العسكرية بهدف حماية المدنيين والأطفال". كما حث شيبان إسرائيل على السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية.
وتحدث شيبان إلى الصحفيين في نيويورك، في 1 أغسطس/آب 2025، عقب عودته من زيارة استغرقت خمسة أيام إلى إسرائيل وقطاع غزة والضفة الغربية.
وشدد المسؤول الأممي على ضرورة "ألا يُقتَل الأطفال وهم ينتظرون في طابور بمركز للتغذية أو يجمعون المياه، ويجب ألا يكون الناس في حالة من اليأس تدفعهم إلى اقتحام قوافل المساعدات للحصول على الطعام".
ويعيش قطاع غزة وضعا إنسانيا صعبا للغاية، في ظل نقصٍ حادٍ في الطعام والشراب والمواد الطبية الأساسية.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الأحد 3 من أغسطس/آب 2025، بارتفاع عدد ضحايا الحرب إلى 60,839 قتيلا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 149,588 مصابا، منذ بدء الحرب في 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتشير إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إلى مقتل 18 ألفا و592 طفلا فلسطينيا، منذ بدء حرب غزة.
برأيكم،
نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 4 أغسطس/آب.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا .
كما يمكن مشاهدة تحقيق بي بي سي الاستقصائي هنا .