تناولت عناوين الصحف التي نعرضها لكم الأحد، أبرز ما ورد على الساحة الإقليمية والدولية بدءاً من المحادثات الأمريكية الإيرانية ومساع التوصل إلى اتفاق كما ورد في تحليل لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، بينما تحدثت صحيفة موندويس الأمريكية عمّا تواجهه السياسة الإسرائيلية من انقسامات في ظل عدم التوصل لوقف إطلاق نار في غزة. وأخيراً يتناول مقال علمي على صحيفة الغارديان قصة كويكب يوفر مكونات هامّة للحياة على الأرض، وقد يؤشر على حياة في عوالم أخرى.
نبدأ من ما نشرته صحيفة هآرتس، حيث عنون الكاتب تسفي برئيل تحليلاً بعنوان "مع تقدم المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، ستكون المرحلة التالية هي التحدي الحقيقي الأول". فأين يكمن هذا التحدي؟
يجيب الكاتب: أن الجولة الثانية من المحادثات بين وفدي الجانبين الأمريكي والإيراني التي انعقدت في روما السبت الماضي 19 ابريل/ نيسان، لم تُثرِ الآمال فحسب، بل مهدت الطريق لتحقيق الأهداف المأمولة من المحادثات، وسط ما أشيع عن الأجواء الجيدة خلال المحادثات التي وُصفت بالفعالة، على الأقل وفق التقارير التي وردت إيران، ويستند لها الكاتب في تحليله السياسي.
لكنه يقول إن المرحلة الأصعب والأكثر تعقيداً "تقترب الآن"، حيث تمضي المفاوضات إلى المستوى التالي، وتنتقل "من مناقشة الإطار العام إلى دراسة التفاصيل الفنية". وهي المرحلة المقرر عقدها يوم الأربعاء في عُمان بين مجموعات العمل تمهيداً لجولة المحادثات الثالثة السبت. وهي مرحلة يصفها الكاتب بمرحلة التفاصيل، "حيث تكمن الشياطين" على حد تعبيره.
في هذه المرحلة "يستعرض الطرفان نتائج المناقشات المهنية ويقرران مستقبل العملية الدبلوماسية"، يقول الكاتب.
ويوضح برئيل أنه في ظل تضارب التصريحات الإدارة الأمريكية حول مصير النووي الإيراني، بين الاكتفاء بتقييد تخصيب اليورانيوم دون تفكيك البرنامج النووي، أو التدمير الكامل لبرامج إيران النووية والصاروخية الباليستية، فقد "نجد مؤشراً على مسار المفاوضات في تصريحات وزارة الخارجية العمانية يوم السبت، وجاء فيها أن المحادثات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق عادل ودائم وملزم... لضمان خلو إيران تماماً من الأسلحة النووية والعقوبات، مع الحفاظ على قدرتها على تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية".
ويلفت الكاتب إلى شروط إيران التسعة الأساسية لإجراء المفاوضات من أبرزها، "الجدية، والضمانات الأمريكية الملموسة، والتوازن، وتخفيف العقوبات، ورفض النموذج الليبي، ووقف التهديدات الأمريكية، والتقدم السريع، واحتواء الجهات الفاعلة المزعزعة للاستقرار مثل إسرائيل، وتسهيل الاستثمار الأجنبي".
يشير مقال هآرتس إلى أنه رغم انعدام الثقة العميق بين طهران وواشنطن، إلا أن الجانبين اتخذا "قراراً استراتيجياً ببدء جهد دبلوماسي قائم على قاسم مشترك، وهو تجنب الحرب".
ويستنتنج المقال أنه "ظاهرياً تُعتبر هذه الحرب تهديداً أحادي الاتجاه من قِبل الولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران، ولكن من الممكن الاستنتاج من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن التهديد ثنائي الاتجاه".
ويوضح الكاتب تسفي برئيل رأيه بالقول "ترامب، الذي يسعى لفصل بلاده عن مناطق الحرب العالمية، بدأ بسحب القوات الأمريكية من سوريا، وأعلن بوضوح تخليه عن جهود الوساطة في أوكرانيا"، ويضيف أنه "وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، فإن ترامب عرقل الخطط الإسرائيلية لضرب إيران".
ويؤكد برئيل بناء على ما سبق أن ترامب ليس متحمساً، في الوقت الحالي، لحرب جديدة ضد إيران، لأنه، على عكس الحرب الروسية الأوكرانية، من المحتمل أن تكون الولايات المتحدة طرفاً فاعلاً في حرب ضد إيران وقد تتكبد خسائر، وفق ما يرى الكاتب.
ويلفت إلى أن هذه "المفاوضات الثنائية لها صفة خاصة بأنها تجمع بين إدارة ترامب والنظام الإيراني، دون أن دعوة الشركاء الأوروبيين، الذين وقّعوا الاتفاق النووي الأصلي عام 2015، كما أن الصين وروسيا لم تشاركا في المفاوضات أيضاً" والأهم من ذلك كله، "أن إسرائيل ليست حتى مراقباً" في المحادثات" وأنها "مُضطرة للاكتفاء بإرسال مدير الموساد ديفيد بارنيا ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر إلى روما للقاء المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، بشكل شبه سري، لمحاولة عرض مطالبها". وفق ما يقول.
يخلص الكاتب إلى أنه من المتوقع أن "تُشكّل هذه المحادثات منصةً لعرض إنجازات ترامب، في وقت سيُسلّط فيه الضوء على الاختلافات الرئيسية بين الاتفاق النووي الأصلي الذي وقّعه خصمه اللدود الرئيس السابق باراك أوباما، واتفاق ترامب الذي سيمهد الطريق للجائزة الكبرى".
لكن وبحسب الكاتب فإن إيران أيضاً "تحتاج إلى نموذجٍ يُحتذى به، وستسعى جاهدةً لتقديم أي اتفاقٍ على أنه لا يختلف جوهرياً وتفصيلياً عن الاتفاق الأصلي، وستحصل، كمكافأةٍ إضافية، على ضمانٍ لتنفيذه والالتزام بالتعهدات هذه المرة من ترامب نفسه الذي انسحب من الاتفاق الأصلي".
وعلى صحيفة موندويس الأمريكية نقرأ للكاتب قسّام معادي مقالاً بعنوان "في ظل شد وجذب مفاوضات وقف إطلاق النار، بدأت تصدّعات في الساحة السياسية الإسرائيلية بالظهور".
يرى الكاتب أن هناك "انشقاق داخلي في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، يدفع الحكومة إلى توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار يُعيد الرهائن الإسرائيليين بأي ثمن، بينما قد يجد نتنياهو مخرجاً سياسياً من خلال وعد حلفائه اليمينيين بأن الضفة الغربية هي التالية".
يلخص معادي في مقاله أبرز أسباب ما يعتقد أنه انقسام سياسي في إسرائيل، خاصة بعد إعلان كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس الثلاثاء الماضي، فقدان الاتصال "مع مجموعة مسؤولة عن حراسة الجندي الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندربغارة إسرائيلية مباشرة استهدفت موقع احتجازه".
ويلفت إلى اهتمام الإدارة الأمريكية بألكسندر، ويقول "قد يُعيد أحدث إعلان لحماس حول مصير ألكسندر الغامض ترتيب جهود التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت بين إسرائيل وحماس، بعد أن صرّح المبعوث الأمريكي آدم بوهلر يوم الخميس بأن الولايات المتحدة ستهاجم حماس إذا تبيّن أن ألكسندر أُصيب بالفعل"، كما ينقل الكاتب، ويشير إلى أنه "قبل هذا الإعلان، أفادت الولايات المتحدة بإحراز تقدم في المحادثات بين إسرائيل وحماس بشأن التوصل إلى وقف إطلاق نار محتمل".
وفق الكاتب فإن إسرائيل تصرّ على مبادلة الرهائن بوقف مؤقت لإطلاق النار، بينما تُصرّ حماس على إطلاق سراحهم مع ضمانات بإنهاء الحرب، ونتج عن ذلك نمط من التراشق في مفاوضات وقف إطلاق النار، كما يقول معادي.
لكن بالنسبة للإسرائيليين الذين يعارضون استمرار الحرب، فهم يسعون إلى "وضع حد لسيطرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو الشخصية على المؤسسات الإسرائيلية" على حد تعبير الكاتب، الذي يرى أن تواصل عائلات الرهائن مع ترامب مباشرةً منذ أشهر للضغط على نتنياهو للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يعبّر عن أمل العائلات في أن تُشاركهم الإدارة الأمريكية هدفهم، وهو ما يعكس وجود خلافات في السياسية الإسرائيلية الداخلية وفق قوله.
"قبل مليارات السنين، في فجر النظام الشمسي، دار كوكب رطب ومالح حول شمسنا. ثم اصطدم، بشكل كارثي، بجسم آخر وتحطم إلى قطع، إحدى هذه القطع أصبحت الكويكب بينو، الذي عُثر على معادنه، وأعادها مؤخراً مسبار الفضاء الأمريكي الآلي أوزيريس-ريكس إلى الأرض، وتحتوي الآن على مستويات غنية من المواد الكيميائية المعقدة الضرورية لوجود الحياة".
يطرح مقال لصحيفة الأوبزرفر البريطانية الأسبوعية نُشر عبر صحيفة الغارديان "كيف يُمكن لكويكب أن يوفّر المكونات الحيوية للحياة على الأرض؟".
ينقل كاتب المقال روبن ماكي عن علماء فلك اكتشافاً توصلوا إليه مؤخراً وصف بـ "المذهل"، لأنه قد يغير فهمنا لأصل الحياة على كوكب الأرض.
حلل فريق من المختصين عينات من كويكب بينو، ووجدوا عناصر ومركبات عضوية يُعتقد أنها ضرورية لنشأة الحياة، مثل الفوسفات والكربون.
وبحسب ما أورد المقال فإن العينات أُحضرت إلى الأرض عبر مهمة "أوسيريس-ريكس" التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، ووجد أنها احتوت على نسب مرتفعة من الفوسفات، وهي مادة أساسية في بناء الحمض النووي (DNA) وفي عمليات الطاقة داخل الخلايا. كما عثر على مركبات كربونية معقدة، يُعتقد أنها لعبت دوراً في تشكيل اللبنات الأولى للحياة.
يشير الباحثون إلى أن هذا الاكتشاف لا يساعد فقط في فهم نشأة الحياة على كوكب الأرض، بل أيضاً يفتح الباب أمام احتمالات وجود حياة في أماكن أخرى من الكون، وفق المقال.
يقول الكاتب "قد تجيب الصخور الفضائية المنقولة مؤخراً بواسطة مسبار فضائي على الأسئلة الكبرى حول أشكال الحياة الغريبة والوجود البشري".
وينقل عن البروفيسورة سارة راسل، عالمة المعادن الكونية في متحف التاريخ الطبيعي في لندن، والمؤلفة الرئيسية لدراسة رئيسية نُشرت في مجلة "نيتشر" حول معادن بينو، قولها: "كانت هناك أشياء في عينات بينو أذهلتنا تماماً، إن تنوع الجزيئات والمعادن المحفوظة لا يشبه أي عينات من خارج الأرض دُرست من قبل".
ويفيد المقال بأن العلماء يقرون "بصعوبة إثبات وجود حياة بشكل قاطع على عوالم بعيدة خارج نظامنا الشمسي، إلا في حال وجود إشارة من كائن فضائي يُعلن عن وجوده، و في المقابل، سيكون جمع ودراسة أشكال الحياة الفضائية داخل نظامنا الشمسي أسهل، وقد يُثبت يوماً ما وجود حياة على عوالم أخرى".
وتقول مارون: "ما سنفعله حيال هذا الاكتشاف أمر مختلف تماماً، أحد الأمور التي سنطلب من الجمهور التفكير بسؤال، هو كيف سنتعامل مع الحياة إذا وجدناها على المريخ أو في عالم آخر؟ هل سنبتعد عنها أم سنحاول التفاعل معها؟ أم سنحاول أكلها، كما نأكل الكائنات الحية التي نشاركها هذا الكوكب؟ تُساعدنا هذه الأسئلة حول الحياة الفضائية على التفكير في كيفية تفاعلنا مع أشكال الحياة الأخرى في عالمنا".