آخر الأخبار

الإخوان في سوريا.. بين محاولات التسلل وحتمية الإقصاء

شارك الخبر
الإخوان في سوريا.. بين محاولات التسلل وحتمية الإقصاء

بينما تخطو سوريا نحو مرحلة جديدة من التوازن الإقليمي والسياسي، تتزايد التساؤلات حول إمكانية عودة جماعة الإخوان المسلمين إلى المشهد، وسط تحولات إقليمية ودولية تحد من قدرتها على إعادة التموضع.

ورغم المحاولات المستمرة لاختراق الساحة السياسية، يبدو أن التنظيم يواجه تحديات تكاد تكون مستعصية، في ظل واقع لم يعد يتقبل الأيديولوجيات العابرة للحدود.

عقبات في طريق العودة

"الإخوان لم يعد لديهم ما يقدمونه للسوريين"—هكذا يلخص الباحث السياسي رضوان السيد الوضع خلال حديثه لغرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية، مشيرًا إلى أن التنظيم يعاني من تراجع شعبي واضح في سوريا، نتيجة التجربة المريرة التي مر بها خلال العقود الماضية.

ورغم أن التنظيم كان يحظى بنفوذ في بعض المناطق، خاصة تلك التي شهدت تدخلات تركية، إلا أن التحولات السياسية الأخيرة قلصت من فرص الإخوان في تحقيق أي اختراق حقيقي.

كما أن التوجه العربي نحو دعم دمشق، في إطار استعادة الاستقرار، جعل من الصعب على التنظيم إيجاد قاعدة جديدة للانطلاق.

تركيا.. دعم مشروط أم انسحاب تدريجي؟

لعبت أنقرة دورًا مزدوجًا في التعامل مع الإخوان، إذ وفرت لهم مظلة سياسية وإعلامية، لكنها في الوقت نفسه لم تتردد في التضحية بهم عندما فرضت الضرورات السياسية ذلك.

يؤكد أستاذ العلاقات الدولية محمد فراس النائب، أن "تركيا، رغم تبنيها خطابًا داعمًا للإخوان، إلا أنها بدأت بالتخلي عن التنظيم تدريجيًا، خاصة بعد التقارب مع الدول العربية".

ويرى مراقبون أن أنقرة قدمت نصائح غير معلنة لبعض قيادات الإخوان في سوريا بالابتعاد عن المشهد السياسي، والتركيز على مشاريع أخرى، في محاولة لتهدئة المخاوف الإقليمية.

الإخوان والانتخابات السورية.. فرص معدومة

على المستوى الداخلي، لا تبدو الأوضاع أكثر تفاؤلا للإخوان، حيث يؤكد أحمد بان، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن التنظيم يفتقر إلى القاعدة الشعبية التي تمكنه من المنافسة سياسيا، حتى في حال حدوث انتخابات حرة مستقبلاً.

"الشارع السوري بات أكثر وعيًا"، يقول بان، موضحًا أن التجربة الإخوانية في دول أخرى، مثل مصر وتونس، أظهرت هشاشة المشروع السياسي للتنظيم، وعدم قدرته على التكيف مع متطلبات الحكم المدني.

الفكر الإخواني.. الخطر المستمر

ورغم التراجع السياسي للإخوان، فإن النائب والمحلل السياسي طارق عجيب يحذر من أن "الخطر الحقيقي لا يكمن في التنظيم ككيان سياسي، بل في الفكر الذي نشره لعقود، والذي لا يزال يشكل قاعدة لبعض الجماعات المتطرفة".

ويضيف عجيب أن التنظيم طالما استخدم الشعارات الدينية كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية، لكنه فشل في تقديم مشروع حقيقي قادر على الصمود أمام التحديات الاقتصادية والاجتماعية.

صفحة طُويت

مع تعافي سوريا من سنوات الحرب والتفكك، يبدو أن المستقبل لا يحمل الكثير لتنظيم الإخوان. فالمعادلة الجديدة، التي تقوم على تثبيت الاستقرار وتعزيز العلاقات مع المحيط العربي، تترك التنظيم في مواجهة مصير بدا محتمًا منذ سنوات: التهميش والإقصاء.

ورغم محاولات التكيف، يبدو أن الزمن قد تجاوز المشروع الإخواني، الذي لم يعد يمتلك الأدوات الكافية للتسلل مجددًا إلى المشهد السوري.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا