بعد الجدل الذي أثارته نتيجة جائزة الكرة الذهبية في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، تُوّج نجم ريال مدريد ومنتخب البرازيل لكرة القدم فينيسيوس جونيور بجائزة الأفضل لعام 2024، في حفل سنوي أقامه الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الثلاثاء في الدوحة.
واحتفظت الإسبانية أيتانا بونماتي لاعبة خط وسط برشلونة بجائزة أفضل لاعبة في العالم للعام الثاني توالياً، كما توج الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد بجائزة أفضل مدرب في العالم.
وتنافس فينيسيوس على الجائزة مع 10 لاعبين آخرين بخاصة الإسباني رودري نجم مانشستر سيتي الذي نال جائزة الكرة الذهبية المقدمة من مجلة "فرانس فوتبول" مؤخراً.
وأقام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حفل توزيع جوائزه السنوية في العاصمة القطرية عشية نهائي بطولة كأس القارات للأندية بين ناديي ريال مدريد الإسباني وباتشوكا المكسيكي الذي يقام في الدوحة أيضاً.
وعلى عكس المعتاد، أعلن (الفيفا) عن موعد حفل توزيع الجوائز قبل يوم واحد من إقامته، وبدون أن يعلن عن قائمة اللاعبين الثلاثة الذين انحصر التنافس بينهم، وهي ممارسة ميزت الجائزة لسنوات طويلة.
واستضافت أكاديمية أسباير الحفل عشية الذكرى السنوية الثانية لإقامة نهائي كأس العالم 2022.
وغاب معظم الفائزين عن الحفل، ولم يتسلموا جوائزهم خلاله، وظهر بعضهم في مقاطع مصورة مسبقاً يتسلمون فيها الجائزة أو يلقون فيها كلمة كرد فعل على التتويج.
وتقدم جائزة "ذا بيست"، أنواعاً مختلفة من الجوائز التي تتوج نهاية عام كروي، وتعد جائزة أفضل لاعب للرجال هي الجائزة الأكثر انتظاراً وترقباً.
وتصدر فينيسيوس البالغ من العمر 24 عاما التصويت الذي شارك فيه قادة ومدربو المنتخبات وصحافيون وجماهير، متفوقًا على عشرة مرشحين آخرين برصيد 48 نقطة، أمام رودري (43 نقطة) وزميله في ريال مدريد الدولي الإنجليزي جود بيلينغهام (37 نقطة).
وبات فينيسيوس أول برازيلي يفوز بجائزة فيفا لأفضل لاعب في العالم منذ عام 2007 حينما توج بها ريكاردو كاكا، وهو أول من يفوز بها تحت مسمى "الأفضل" (ذا بيست).
وخاض نجم ريال مدريد ومنتخب البرازيل موسما رائعا 2023-2024 وحسم الكثير من المباريات المهمة بالنسبة لفريقه مسجلًا 24 هدفًا خلال 39 مباراة خاضها في جميع المسابقات.
وتبقى أبرز لحظاته العظيمة هدفه في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا في شباك بوروسيا دورتموند الألماني، مع إحرازه هاتريك في مرمى برشلونة (4-1) في نهائي الكأس السوبر الإسبانية في الرياض مطلع العام.
وقال فينيسيوس الذي اختير افضل لاعب في المسابقة القارية العريقة "لا أعرف من أين أبدأ ولكن بدا وأنه من المستحيل أن أصل ألى هنا عندما كنت طفلا يلعب كرة القدم في الشارع. خرجت من الفقر بعيداً عن الجرائم وكان مهماً أن أفعل ما قمت به حتى الآن من أجل الأطفال والكثير من الأشخاص الذين أشكرهم على مساعدتي وبالتأكيد اللاعبين والجمهور وكل من صوَّت لي".
وبدت المنافسة على الجائزة المرشح لها 11 لاعباً، محصورة بين البرازيلي فينيسيوس جونيور، المتوج مع ريال مدريد الإسباني بثنائية الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا، والإسباني رودري الذي قاد مانشستر سيتي الإنجليزي للقب الدوري المحلي لموسم رابع توالياً وساهم في إحراز إسبانيا كأس أوروبا ما فتح الباب أمامه لنيل الكرة الذهبية.
وتنافس معهما على الجائزة النجم الفرنسي كيليان مبابي الذي يدافع هذا الموسم عن ألوان ريال مدريد بعد نهاية عقده مع باريس سان جرمان.
ورُشح للجائزة أيضاً، الإسباني داني كارفاخال الفائز بالدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا رفقة ريال مدريد الإسباني، وكأس أوروبا رفقة "لا روخا"، والنرويجي إرلينغ هالاند، والأورغواياني فيديريكو فالفيردي، والألماني فلوريان فيرتز، والإنجليزي جود بيلينغهام، والإسباني لامين يامال، والألماني توني كروس.
ولم يتوقع الإعلامي الرياضي خالد الغول في حديث مع بي بي سي، أن تكون النتيجة مطابقة لنتيجة الكرة الذهبية، وقال إن المعايير مختلفة، كما أن جائزة الكرة الذهبية الأخيرة شهدت إشكاليات بين المجلة وريال مدريد كان ضحيتها فينيسيوس.
ويرى الغول أن الألقاب والإنجازات هذا العام توزعت بين رودري وفينيسيوس، أما مبابي فلديه إمكانيات فردية كبيرة.
ورأى الغول أن فينيسيوس ومبابي يستحقان الجائزة أكثر من رودري.
أما الصحفي والكاتب الرياضي محمد حلمي راشد، توقع خلال حديثه مع بي بي سي فوز فينيسيوس بالجائزة، ورأى أن تنظيم الحفل في الدوحة بالتزامن مع وجود فريق ريال مدريد في العاصمة القطرية يعد مؤشراً على ذلك.
ويعتقد راشد أن الفيفا لا يريد خلافاً مع الفريق "الملكي" لضمان نجاح بطولة كأس العالم للأندية التي تقام الصيف المقبل.
وبعيداً عن التوقع، يرى راشد أن كارفاخال هو الأحق بالجائزة ثم فينيسيوس، وقال إن ظهير ريال مدريد حقق ألقاباً كثيرة في الموسم الأخير وبتأثير مباشر منه، لكنه يعتقد أن حظوظ كارفاخال تتأثر بكونه يلعب في خط الدفاع في ظل تفضيل المهاجمين للفوز بالجوائز الفردية.
وسجل كارفاخال هدفاً في نهائي دوري أبطال أوروبا، ولعب الظهير الأيمن المخضرم دوراً محورياً في تتويج إسبانيا بلقب بطولة كأس أوروبا 2024.
وتضم قائمة المرشحين الأرجنتيني ليونيل ميسي الفائز بالجائزة في العامين الماضيين، فيما يغيب عنها البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وفاز ميسي 8 مرات بجائزة أفضل لاعب في العالم المقدمة من فيفا، وهو رقم قياسي، مقابل 5 مرات للبرتغالي رونالدو.
وفاز ميسي 3 مرات بالجائزة بمسماها الجديد "الأفضل"، وهو رقم قياسي أيضاً، مقابل مرتين للبرتغالي رونالدو، والبولندي روبرت ليفاندوفسكي.
وفازت إيما هايز بجائزة أفضل مدربة للسيدات، بعدما قادت الولايات المتحدة إلى الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية هذا العام، بعد أن قادت تشيلسي للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات الموسم الماضي، وهو لقبها الخامس على التوالي في الدوري مع النادي.
وتوج أليخاندرو جارناتشو لاعب مانشستر يونايتد بجائزة بوشكاش لأفضل هدف في العام عن هدفه في مرمى إيفرتون بالدوري الإنجليزي الممتاز.
وفازت البرازيلية مارتا بالجائزة التي تحمل اسمها لأفضل هدف في كرة القدم النسائية، وحصلت على الجائزة المسماة تكريما لها والتي تقدم لأول مرة عن هدفها في مرمى جاميكا في يونيو حزيران من هذا العام.
وحصلت الأمريكية أليسا ناهير لاعبة شيكاجو ريد ستارز على جائزة أفضل حارسة مرمى، بينما حصل الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز لاعب أستون فيلا على جائزة أفضل حارسة مرمى.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Twitter. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Twitter وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر "موافقة وإكمال"
Accept and continueنهاية Twitter مشاركة
المحتوى غير متاح
Twitter اطلع على المزيد فيبي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية.وتختلف طريقة اختيار "الأفضل" في الجائزة المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم.
ويشارك في التصويت على اختيار الأفضل المشجعون، ممثلو وسائل الإعلام وقادة ومدربو المنتخبات الوطنية.
وقال الاتحاد الدولي، إن الجماهير كان لها دور محوري في اختيار الفائزين والفائزات بمختلف الجوائز، ولا سيما تلك المخصصة لأفضل لاعب ولاعبة وحارس وحارسة، وأفضل مدرب أو مدربة في فئتي الرجال والسيدات.
"حُددت هوية المتوّجين والمتوَّجات بحسب نظام نقاط يمنح نفس القيمة للفئات المختلفة من المصوّتين وهم: الجماهير، وقادة ومدربي ومدربات منتخبات الرجال والسيدات، وممثلي وسائل الإعلام".
أما في جائزة الكرة الذهبية، تتكون لجنة التحكيم من صحفيين مختصين ينتمون لأفضل 100 بلد في أحدث تصنيفات (الفيفا) قبل نشر قوائم المرشحين للرجال، أما في فئة النساء تتكون اللجنة من 50 صحفياً.
يعتقد الغول أن طريقة الاختيار في جائزة الكرة الذهبية أفضل، لأن الصحفيين في المجلة الفرنسية يملكون قدرات أكبر للتقييم كونهم متخصصين في المجال، في ظل تفاوت قدرات مدربي وقادة المنتخبات الوطنية الذين يصوتون في جائزة "الأفضل".
ويعتبر الغول أن الكرة الذهبية تعد الأعرق كونها بدأت في 1956، وحتى مع ظهور جائزة الفيفا ظلت الكرة الذهبية الأكثر متابعة، لكن يؤخذ على جائزة الكرة الذهبية أنها حصرت الفائز بكونه أوروبي لسنوات طويلة.
أما راشد يرى أن الجائزتين تفتقران للعدالة، فـ"المصوت يتأثر دوماً بتشجيعه وميوله"، والمعايير في الجائزتين "فضفاضة وغير واضحة".
واتفق الغول وراشد على أن جائزة "الأفضل" تعد أكثر تنوعاً بسبب تعدد طرق الاختيار فيها.
كانت جائزة الكرة الذهبية المقدمة من مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية تستحوذ على الاهتمام الكلي بالجوائز الفردية في كرة القدم التي قُدمت للمرة الأولى في 1956، وكانت من نصيب الإنجليزي ستانلي ماتيوس.
الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، قرر بدوره تقديم جائزته الخاصة، وبدأ بمنحها عام 1991، وكانت من نصيب الألماني لوثار ماتيوس.
وابتداءً من 2010، طرأ تغير بفعل دمج جائزة الكرة الذهبية مع جائزة أفضل لاعب في العالم التي يمنحها سنوياً (الفيفا)، قبل أن يحصل الفصل بينهما بدءاً من 2016.
حينها، قرر الاتحاد الدولي استحدث اسم للجائزة وهو (The Best) أي "الأفضل"، واستحدث لها كأساً بتصميم جديد تمنح للفائز منذ 2016.
ويتميز الكأس بمظهره البلاتيني لتكريم أفضل اللاعبين، ويحاكي شكله نوعاً ما شكل كأس العالم، "تكريماً للتقاليد مع تصميم معاصر وديناميكي"، وفق الفيفا.
وصممت الفنانة الكرواتية آنا كاتيتش الكأس، وقالت عن تصميمه: "تقاسمنا نفس المعتقدات التي مفادها أنه لا ينبغي لنا أن نحيد عن التقاليد، واحترام هوية الفيفا المألوفة والمعروفة".
ووُضع فوق الكأس كرة تحاكي تلك المستخدمة في نهائي كأس العالم الأول بين أوروغواي والأرجنتين في عام 1930.
ويبلغ طول الكأس 310 ملم بوزن 6.4 كجم، ويتكون من خمسة أجزاء، وهي القاع والقاعدة وقطعة كربونية فوق القاعدة والجسم والكرة.