آخر الأخبار

دراسة: دواء لحبّ الشباب يساعد على إنتاج الحيوانات المنوية وعلاج العقم لدى الرجال

شارك

تمثل الدراسة خطوة أولى نحو علاج غير جراحي للعقم الذكري، وتُتيح إمكانية تحسين قدرة ملايين الرجال الذين يعانون صعوبات في الإنجاب على استعادة وظيفة بيولوجية طبيعية كانت شبه مستحيلة حتى الآن.

كشفت دراسة أولية أن دواء حب الشباب المعروف باسم إيزوتريتينوين (Isotretinoin) قد يساعد الرجال المصابين بالعقم على إنتاج حيوانات منوية متحركة، ما يتيح لهم تفادي الجراحة المعقدة لاستخراج الحيوانات المنوية لاستخدامها في التلقيح الصناعي.

ويُعتبر العقم الناتج عن نقص شديد في الحيوانات المنوية أو انعدامها معضلة كبيرة، إذ يضطر الرجال عادة إلى خضوع جراحي مباشر للخصيتين لاستخراج الحيوانات المنوية لاستخدامها في التلقيح الصناعي. وتحمل العملية مخاطر العدوى كما تستلزم فترة تعافي طويلة، ونجاحها لا يتجاوز نصف الحالات تقريبًا.

غير أن الدراسة، المنشورة في Journal of Assisted Reproduction and Genetics، أعطت بارقة أمل. فالإيزوتريتينوين، الدواء المعروف لعلاج حب الشباب الشديد منذ عقود، أظهر قدرة على تحفيز إنتاج الحيوانات المنوية لدى بعض الرجال الذين لم يكن لديهم أي حيوانات منوية، أو كانت أعدادها ضئيلة جدًا.

كيف يعمل الدواء على الخصوبة؟

يرجع تأثير الإيزوتريتينوين المحتمل على الخصوبة الذكرية إلى ارتباطه بحمض الريتينويك، المشتق من فيتامين أ، الضروري لتحويل الخلايا الجرثومية غير الناضجة إلى حيوانات منوية كاملة. وأظهرت الدراسات أن الرجال العقيمين غالبًا ما يعانون من انخفاض مستويات هذا المركب داخل الخصيتين، ما يعيق إنتاج الحيوانات المنوية.

ويعمل الإيزوتريتينوين كمنشط يحاكي تأثير حمض الريتينويك الطبيعي، ما يسهم في تنشيط عملية تكوين الحيوانات المنوية وإطلاقها في الأنابيب المنوية.

وشارك في التجربة 30 رجلاً، بينهم 26 يعانون من حالة "غياب الحيوانات المنوية غير الانسدادي" و4 مصابين بـ"قلة الحيوانات المنوية الشديدة".وتناول جميع المشاركين جرعة 20 ملغ من الإيزوتريتينوين مرتين يوميًا لمدة لا تقل عن ستة أشهر، مع متابعة دقيقة لمستويات الدم والهرمونات وفحوصات السائل المنوي.

مؤشرات مشجعة

أظهرت النتائج أن 11 رجلاً بدأوا بإنتاج حيوانات منوية متحركة، ما أتاح لهم ولشركائهم الشروع في التلقيح الصناعي دون الحاجة للجراحة. وشملت المجموعة المستجيبة جميع الرجال الذين يعانون من قلة الحيوانات المنوية وسبعة رجال لم يكن لديهم أي إنتاج سابق. أما الرجال الآخرون، فقد استُخدمت الجراحة لديهم، لكنها أصبحت أكثر سهولة، حيث استغرقت 63 دقيقة في المتوسط بدلًا من 105 دقائق قبل العلاج.

وحتى الآن، تم إجراء تسع دورات للتلقيح الصناعي باستخدام الحيوانات المنوية المنتجة بعد العلاج، وأسفرت عن عدة أجنة صحية، بعض حالات الحمل المستمرة، وُسجلت ولادة واحدة، ما يقدم بصيص أمل للرجال الذين يعتمدون عادةً على الحلول الجراحية المكلفة والمعقدة.

الآثار الجانبية والاحتياطات

لم يخلُ العلاج من آثار جانبية، فجميع المشاركين عانوا من جفاف الجلد وتشقق الشفاه، ونصفهم شعروا بالانزعاج العصبي، كما ظهرت لدى بعضهم طفح جلدي وارتفاع في مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية. وشدد الخبراء على ضرورة المتابعة الطبية الدورية أثناء العلاج، خصوصًا لمراقبة وظائف الكبد ومستويات الدهون في الدم.

وفي حين يُعد الإيزوتريتينوين خطرًا كبيرًا على النساء الحوامل، تظهر الدراسات أن استخدامه لدى الرجال لا يضر بالحمض النووي للحيوانات المنوية، ولا يشكل خطرًا على الشركاء أو الأطفال الناتجين، بل قد يحسن إنتاج الحيوانات المنوية لدى بعض الرجال.

ويقول الدكتور برايان ليفين، أحد خبراء الخصوبة: "استعادة إنتاج الحيوانات المنوية عبر دواء فموي بسيط يشكل تحولا نوعيا في علاج العقم الذكري، وتمنح ملايين الرجال فرصة لاستعادة وظيفة بيولوجية طبيعية كانت شبه مستحيلة حتى الآن".

يورو نيوز المصدر: يورو نيوز
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار