كشفت دراسة جديدة عن ارتفاع معدلات الوفيات في أقسام الطوارئ في مستشفيات أميركية استحوذت عليها شركات الاستثمار الخاصة، مقارنة بمستشفيات مماثلة لم يتم الاستحواذ عليها، وتستند هذه الدراسة على أدلة سابقة تثبت هذه الصلة.
وأجرى الدراسة باحثون في كلية الطب بجامعة هارفارد وجامعة بيتسبرغ وجامعة شيكاغو في الولايات المتحدة، ونشرت نتائجها في حوليات الطب الباطني في 23 سبتمبر/أيلول الجاري، وكتبت عنها مجلة نيوزويك الأميركية.
وقارن الباحثون أكثر من مليون زيارة لقسم الطوارئ و121 ألف حالة دخول لوحدة العناية المركزة في 49 مستشفى استثماريا خاصا بين عامي 2009 و2019، مع أكثر من 6 ملايين زيارة لقسم الطوارئ، و760 ألف حالة دخول لوحدة العناية المركزة في 293 مستشفى مرجعيا. وشملت البيانات المستخدمة مطالبات برنامج الرعاية الطبية التقليدي وتقارير التكاليف.
ووجدت الدراسة أن مستشفيات الاستثمار الخاصة شهدت تخفيضات كبيرة في أعداد الموظفين والرواتب، وهو ما قد يكون من بين الإستراتيجيات الشائعة لتحقيق عوائد مالية للشركات والمستثمرين وفق مؤلفي الدراسة.
ذكرت الدراسة أنه بعد استحواذ شركات الاستثمار الخاصة على مستشفيات أميركية، ارتفع معدل الوفيات بين المستفيدين من برنامج الرعاية الطبية (ميديكير) في أقسام الطوارئ بنسبة 13% في المتوسط (7 وفيات إضافية لكل 10 آلاف زيارة لقسم الطوارئ، من معدل أساسي بلغ 52 حالة وفاة لكل 10 آلاف زيارة) مقارنة بمستشفيات المجموعة الضابطة غير المملوكة للقطاع الخاص.
وفي تصريح لمجلة نيوزويك، قال الدكتور زيروي سونغ، مؤلف الدراسة وأستاذ سياسات الرعاية الصحية بجامعة هارفارد وطبيب باطني عام بمستشفى ماساتشوستس العام "حدث هذا بعد زيادة في عدد مرضى قسم الطوارئ المحولين إلى مستشفيات أخرى، والذين عادة ما تكون حالتهم الصحية أسوأ".
وأوضح سونغ "لقد وجدنا أيضا انخفاضا بنسبة 18% في متوسط نفقات رواتب قسم الطوارئ بعد الاستحواذ مقارنة بمستشفيات المجموعة الضابطة، مما قلل على الأرجح من القدرة الاستيعابية ونطاق تقديم الرعاية، وربما يكون قد فسر زيادة الوفيات".
وقد خُفِّضت الرواتب في وحدات العناية المركزة بنسبة 16%. ولم يتغير معدل الوفيات في هذه الوحدات، ولكن نُقِلَ مرضى العناية المركزة الأكثر مرضا إلى مستشفيات أخرى بشكل أكبر بينما عانى مرضى العناية المركزة المتبقون، الأكثر صحة، من فترات إقامة أقصر.