ذكرت مجلة فوربس في تقرير مفصل للكاتبة كاثرين بروك، أن العديد من المستثمرين يواجهون حاليًا أعلى مستويات المخاطر الاستثمارية منذ عام 2001، وذلك بحسب استطلاع شهري أجراه "بنك أوف أميركا" ونقلته "إنفستمنت نيوز".
وتشير المجلة إلى أن تخصيص رؤوس الأموال بشكل كبير نحو الأسهم الأميركية والأوروبية، وخاصة أسهم التكنولوجيا المتقلبة، هو ما يغذي هذا المستوى المرتفع من المخاطر.
ورغم هذه التحذيرات -وفقا لفوربس- فإنه من الصعب مقاومة الاستثمار في أسهم النمو، لا سيما مع تصدر شركة إنفيديا لقائمة الشركات الأعلى قيمة في العالم، وارتفاع مؤشري ستاندرد آند بورز 500 وناسداك المركب إلى مستويات قياسية.
وفي خضم هذا المناخ الاستثماري المغري، تستدعي المجلة مقولة الملياردير الشهير وارن بافيت: "نحاول ببساطة أن نكون خائفين عندما يكون الآخرون جشعين، وجشعين عندما يكون الآخرون خائفين"، معتبرة أن هذه الإستراتيجية المناقضة للسوق قد تُجنب المستثمرين الخسائر الكبيرة في أوقات الانهيار.
وتحدد فوربس أربع علامات واضحة على أن محفظتك الاستثمارية قد تكون أكثر مخاطرة مما تتحمل:
يُذكّر التقرير بأن مؤشّر ستاندرد آند بورز 500 فقد 20% من قيمته في يوم واحد في 19 أكتوبر/تشرين الأول 1987، وتراجع بنسبة 35% خلال شهر بين فبراير/شباط ومارس/آذار 2020.
وعلى الرغم من أن الأسواق تعافت دائمًا على المدى الطويل، فإن غياب السيولة قد يضطر المستثمرين إلى بيع أصولهم بأسعار متدنية لتغطية نفقات المعيشة عند فقدان الوظيفة، مما يقلل من فرصهم في الاستفادة من التعافي.
تشير المجلة إلى أن التحقق الدائم من أداء المحفظة خلال اليوم يعكس قلقًا عميقًا حيال الأداء، وقد يكون مؤشرًا على ارتباط نفسي بالعوائد المرتفعة، مما قد يؤدي إلى الذعر عند تراجع السوق. وتقول فوربس: "إذا تسببت فكرة انخفاض قيمة محفظتك بنسبة 30% في تسارع ضربات قلبك، فقد تكون محفظتك أكثر مخاطرة مما تحتمل".
إذا كنت تنوي سحب الأموال من محفظتك في وقت قريب، فإن الانخفاض المفاجئ في أسعار الأسهم يعني أنك ستضطر إلى بيع عدد أكبر من الأسهم لجمع نفس المبلغ، مما قد يهدد إستراتيجيتك المالية بالكامل.
إذا كنت لا تستطيع تحمل فكرة أن تنخفض محفظتك بنسبة 40% في يوم واحد لأي سبب، فإنك ببساطة تتحمل مخاطرة تفوق قدرتك.
وتقدم فوربس ثلاث إستراتيجيات عملية لتقليل المخاطر دون تعطيل أهدافك الاستثمارية:
عبر بيع الأصول التي ارتفعت قيمتها وإعادة استثمار العوائد في أدوات أكثر تحفظًا، يمكن خفض ملف المخاطر وتحصين الأرباح. لكن فوربس تنبّه إلى أن هذه الخطوة يجب أن تُنفّذ قبل تراجع الأسواق، وإلا فإنها تفقد الكثير من جدواها.
إن لم تكن راغبًا في بيع الأصول، يمكنك ببساطة تغيير طريقة تخصيص الاستثمارات الجديدة، كأن تحوّل نسبة أكبر من مساهماتك الشهرية في خطة التقاعد نحو السندات بدلًا من الأسهم.
لتوفير السيولة النقدية دون بيع أصولك، يمكنك وقف إعادة استثمار الأرباح مؤقتًا وتجميعها نقدًا أو إعادة توجيهها نحو أدوات منخفضة المخاطر كالسندات قصيرة الأجل.
وفي قسم "الأسئلة المتكررة"، تؤكد فوربس أن كل استثمار ينطوي على مخاطرة، وأن السيطرة عليها تكمن في تنويع الأصول والاحتفاظ بها على المدى الطويل. كما تشير إلى أن مستوى المخاطرة يجب أن يتوافق مع قدرتك النفسية على تحمل الخسائر دون التخلي عن خطتك الاستثمارية.
وفي مثال توضيحي، تذكر المجلة أنه إذا انخفضت محفظتك من 100 ألف دولار إلى 75 ألف دولار بفعل خسارة بنسبة 25%، فإنك تحتاج إلى مكسب بنسبة 33.3% لتعويض الخسارة، مما يُظهر كيف أن التراجعات الكبيرة قد تجهض المكاسب المستقبلية.