آخر الأخبار

صورة الصحفي في السينما

شارك

"أكشن" تعني في عالم السينما أن عجلة الحدث بدأت تدور، وهي حالة حضور في حياة الصحفي، كلاهما يدوران باحثين عن معنى، وكلاهما يجريان خلف الحقيقة، وكلاهما يؤثران في الرأي العام، فكيف قدّمت السينما صورة الصحفي؟

كما ترتبط الصحافة بالواقع ترتبط السينما به كذلك، لكن بحسب المراد تقديمه من العمل الفني، وأي عمل فني هو في جزء منه يعكس الحالة السياسية والاجتماعية، سواء برفضها أم بمعالجتها أم بكونه مرآة وثمرة لها.

اهتم المخرجون بشخصية الصحفي كما تشير الكاتبة سارة عبد العزيز في كتابها "صورة الصحفي في السينما"، لأن "شخصية الصحفي تستطيع أن تمد المؤلف والمخرج بوسائل درامية للمواقف لما لشخصية الصحفي من إمكانية دخول كل الأماكن في كل الأوقات وفعل أي شيء وتوجيه سؤال عن أي معلومة إلى كل الطبقات الاجتماعية".

مصدر الصورة فيلم "الغول" لسمير سيف يؤطر الصحفي في المجتمع بصورة الباحث عن الحقيقة وهذا ما يجعلها صورة مثالية تحظى باحترام الجمهور (الجزيرة)

صورة الصحفي في الأفلام العربية


*

الصورة الإيجابية: البطل أو البلياتشو

يؤطر الصحفي في المجتمع بصورة الباحث عن الحقيقة، وهذا ما يجعلها صورة مثالية تحظى باحترام الجمهور.

في أفلام مثل "قضية سميحة بدران" لإيناس الدغيدي، و"الغول" لسمير سيف، و"هدى ومعالي الوزير" لسعيد مرزوق تبرز صورة الصحفي الذي يحارب الفساد كما كتبت هبة عبد العزيز في كتابها صورة الصحفي في السينما.

والمراحل التي أُنتجت فيها تلك الأفلام وغيرها اتسمت بقمع الحريات خلال القرن الماضي وقدّمت شخصيات اتسمت بالجدية.

مصدر الصورة يخوض المذيعان الشابان مغامرة صحفية جريئة يتقمص فيها هنيدي شخصيات مختلفة، من المتأخر عقليا إلى فتاة الليل بهدف كشف حقيقة فساد في أحد مصانع الألبان (الجزيرة)

في مقارنة سريعة مع أفلام جاءت لاحقا ربما نتوصل إلى أن طفرة في الوعي العربي نحت إلى الكوميديا، قد صبغت الشخصيات الصحفية البطلة في الأفلام خلال الألفية الثانية.

إعلان

فـ"بطل من ورق" ليس وحده الفيلم بطابع كوميدي وإن كان أسبق، إذ بحسب ما جاء في مقال لعلاء مصباح في الجزيرة نت بعنوان "الصحفي في السينما المصرية.. كاشف الفساد الباحث عن المتاعب":

"يقدم محمد هنيدي وحنان ترك فيلم "جاءنا البيان التالي" (2001)، ويخوض المذيعان الشابان مغامرة صحفية جريئة يتقمص فيها هنيدي شخصيات مختلفة، من المتأخر عقليا إلى فتاة الليل، من أجل كشف حقيقة تهديد صحفي شهير وقضية فساد في أحد مصانع الألبان".

وفي مقارنة سريعة بين "بطل من ورق" و"جاءنا البيان التالي" سيلحظ المتابع أن الحركة أسرع في الثاني رغم أن المقاربة كوميدية في الحالين، وأن السيناريو يرجح كفة إبراز مواهب الممثل في التقمص على حساب هوية الشخصية نفسها، وإن كان الهدف النبيل والتضحية والتهور من أجل المهنة موجودا في العملين.

مصدر الصورة تظهر في فيلم "دموع صاحبة الجلالة" تبعية الصحفي للسلطة والتكسب منها (الجزيرة)
*

الصورة السلبية: الانتهازي الداهية

ظهرت هذه الشخصية في السينما نظرا إلى تبعية الصحفي للسلطة والتكسب منها، وكمثال نجدها في فيلم "دموع صاحبة الجلالة" كما يوضح كتاب "صورة الصحفي في السينما"، حيث "أظهر تعاون الصحفي مع البوليس السياسي من خلال كتابة التقارير عن زملائه في الجريدة وعن نشاطهم السياسي، وهو ما ساعده في الترقي السريع في المناصب".

ربما نجد في بعض الأفلام شخصيات أدت أدوارا مساندة أو لم تكن الشخصية الرئيسية في الفيلم، وهي تُبرز السلوك الإنساني المتعقل العارف بالأحداث الأقرب إلى أن يكون داهية، يقدم النصح والمعلومة من دون إظهار تعاطف مع الموقف بحركة سريعة ولامبالاة بالحدث نفسه كما هي شخصية مصطفى في فيلم "السفارة في العمارة".

وبحسب الناقد الفني طارق الشناوي في مقال منشور عبر موقع "المصري اليوم"، فإن "الأعمال الدرامية والسينمائية كانت في صالح شخصية الصحفي بشكل عام، فيما الشخصية كانت في فيلم "اللص والكلاب" بطولة كمال الشناوي شخصية الصحفي الانتهازي، وأسوأ شخصية قدّمت دور صحفي في فيلم "على واحدة ونص" للراقصة سما المصري".

صورة الصحفي والإعلامي في السينما العالمية

مصدر الصورة فيلم "All the President’s Men" بلغت فيه صورة البطل المثالي ذروتها في السينما العالمية (الجزيرة)
*

الصورة الإيجابية: البطل الخارق

"سأجعلك تعرف مكانه"، ومن دون تردد يقف الصحفي أمام فتحة المخبأ، فيتلقى رصاصة ترديه بلمح البصر، وذلك في محاولة منه أن يدل القناص التابع لجيش بلاده على مكان القناص في الجبهة المقابلة خلال الحرب العالمية الثانية، في فيلم "الأعداء على الأبواب" "Enemies at the Gates" -وهو صاحب فكرة خلق البطل القناص كنوع من الحرب النفسية والتفوق التي مكنت الروس من هزيمة الألمان حينها- هنا يقدم الفيلم المثالية في صورة الفداء والتضحية من أجل الوطن.

أما فيلم "كل رجال الرئيس" "All the President’s Men" فهو الفيلم الذي بلغت فيه صورة البطل المثالي ذروتها في السينما العالمية بحسب هبة عبد العزيز، حيث صُوّر البطلان داستن هوفمان وروبرت فور كأنهما بطلان يدافعان عن الحقوق العامة في عرض الحقيقة، حيث جسّدا أفضل ما تحمله القيم الأميركية.

ربما يمكن أن نعد الفيلم مندرجا تحت النظرة المثالية التي تسعى أميركا إلى خلقها عن نفسها وتقديمها إلى العالم، لكن ذلك لا يمنع أنه ارتبط بالدفاع عن الحق ومحاربة الفساد، وهي قضايا إنسانية مشتركة، وليس هذا الفيلم نموذجها الأوحد.

إعلان

فالصراع بين السلطة والصحافة الاستقصائية قديم، وقد كانت السينما أحد ممراته إلى العلن، وإن كان محمد صلاح في أحد مقالاته لا يرى أن السينما قد أعطت للصحافة مسافة كبيرة أو كافية، بحسب ما كتب في مقال نشر في الجزيرة نت:

"رغم أهمية الصحافة الحرة للبشرية فإنها كانت الأقل حظا في السينما، فلم تقدم هوليود في تاريخها أكثر من 30 فيلما روائيا يتناول الرسالة الإنسانية للصحافة ومعاركها من أجل كشف الحقيقة ومحاربة الفساد"، وإن مورست بتفاوت بين العالميْن العربي والغربي.

هذه الصورة تجعل من الصحفي بطلا من الصعب هزيمته لأنه متسلح بالمبادئ، فهل هذا وحده ما أنتجته هوليود عن الصحفي؟

مصدر الصورة نرى الصورة الفاسدة للصحفي في فيلم "Ace in the Hole" الذي يقدم رؤية سوداوية للمراسل الصحفي الذي يعمل على صناعة الحدث من أجل مصلحته الشخصية (لقطة من الفيلم)
*

الصورة السلبية: الصحفي المتأثر الخاضع للضغوط الإعلامية

تابعنا على منصات التواصل الاجتماعي مقابلة الإعلامي الأميركي بيرس مورغان مع باسم يوسف، وكيف حاول بشتى الطرق أن يضغط كي يحصل على تصريح يدين حماس.

وليس مورغان النموذج الوحيد لانحياز الصحفي، إذ بات مفهوما اليوم أن الإعلام الغربي يحرف الحقيقة أو يشوهها أو ينتقص منها أو يضعها في أي سياق يشاء بحسب أجندته ومصالح الجهات التي يتحيز لها.

فهل عالجت السينما الغربية بحرية شخصيات صحفية فاسدة؟ وماذا كان الهدف من وراء تلك الأفلام؟

نجد مثالا عن الصورة الفاسدة للصحفي في فيلم "آيس في الحفرة" "Ace in the Hole" الذي يقدم "رؤية سوداوية للمراسل الصحفي الذي يعمل على صناعة الحدث من أجل مصلحته الشخصية، حتى وإن أدى ذلك إلى التضحية بحياة أشخاص أبرياء.

فالصحفي تشارلز تاتوم الذي يفشل في عمله بصحف نيويورك، مما يجعله يطرد من أكثر من صحيفة، يحاول البدء من مكان بعيد في صحيفة محلية تدعى البوكيرك.

ويوضح تاتوم صورته لرئيس التحرير من اللقاء الأول بأنه "كاذب، ملفق" وفي حاجة ماسة إلى سبق صحفي يكون له بمثابة تذكرة العودة إلى صحيفة المدينة الكبيرة.

لكن هذا المثال يكفي لإظهار قدرة الصحفي والإعلام على التلاعب برأي الجمهور، وربما الإساءة له عبر الاستخفاف بوعيه وقدرته على التمييز.

فيلم "The Insider" كشفت فيه الصحافة الاستقصائية أكاذيب شركات التبغ الكبرى (غيتي)

أسباب اختلاف الصورة بين السينما العربية والعالمية

في واقع عالمي مأزوم ومحكوم بالتغيرات السريعة والهائلة لناحية الأخلاق والمعايير والقيم والتحالفات السياسية ومعادلات الربح والخسارة والتحولات الاقتصادية والحروب والغليان والثورات وتدفق المعلومات بتنا على تماس مع صورة الصحفي في الميدان بشكل يومي وعلى الهواء مباشرة.

فتغطية الأحداث الكثيرة والبحث عن اللقطة أو الحدث اللحظي وصوغ القصص والتنبه إلى ما يهم الإنسان المعاصر ومحاولة تشكيل رأيه أو التأثير فيه كلها أمور تجعل الصحفي في حالة "أكشن".

ولأن المشاهد مباشرة صار ممكنا أن يلحظ المتابع الجانب الإنساني في الصحفي فهل كانت الصورة دائما مثالية؟

الأمثلة التي وردت في المقالة بأغلبيتها انحازت إلى صورة المثالية عن الصحفي، سواء في السينما العالمية أم العربية.

لكن الأفلام في السينما العالمية -بمعظمها- تستند إلى وقائع حقيقية وأحداث عرفها المجتمع، وكان لها صدى وتأثير في إثارة الرأي العام وفي هز صورة السلطة بعنف كما هو حال فيلم رجال الرئيس.

يقول محمد صلاح في تحليله "فضحت مؤامرة للتغطية على انتهاكات السلطة قادها رجال البيت الأبيض المحيطون بالرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون وأدت إلى استقالته في النهاية".

ولعل هذا الشاهد يكفي لنستدل على الاختلافات الجذرية بين أثر السينما في العالم العربي والغرب، لقد استطاع فيلم الإطاحة بكرسي أعظم دولة في العالم، فهل لدينا ما هو أشبه بذلك في العالم العربي؟

إعلان

هذا هو صلب الاختلاف: سقف الحرية، إذ لا بد أن الأفلام التي استندت إلى شخصية صحفية جربت أن تثير التساؤل بشأن السلطة، وأن تهز عرش المسكوت عنه، وتدافع عن قضايا الإنسان في العالم العربي، لكن حجم تأثيرها لم يبلغ أن تطيح بأي عرش.

كما نجد اختلافا لناحية الاهتمامات أو المواضيع، فرئاسة الولايات المتحدة سقطت بسبب فضيحة ووترغيت، وهي قضية سياسية، لكن أفلاما عالمية أخرى حققت نجاحات باهرة وترشحت لجوائز أوسكار كان موضوعها اجتماعيا لارتباطه بصحة الناس، وإن كان للموضوع أثر رجعي على السياسة.

ومن تلك الأفلام "المطلّع" "The Insider" الذي -بحسب ما أورده محمد صلاح في مقاله المنشور في الجزيرة نت- "كشفت فيه الصحافة الاستقصائية أكاذيب شركات التبغ الكبرى".

وللمقارنة، نجد فيلم "اللعنة" الذي جسّد فيه نور الشريف دور صحفي يجازف بمستقبله فيدخل مصحة للأمراض العقلية كي يكشف سر مقتل أحد الضحايا ويحقق سبقا صحفيا.

كيف تؤثر صورة الصحفي في السينما في الرأي العام؟

يعي صناع السينما ما لها من أثر على الجمهور، والسياسيون والمنتجون يعون ذلك، إنها القوة الناعمة التي تتسلل إلى الوعي، ويمكن أن تغير المشاعر والمواقف، وتثير الرأي العام وتشكله أو تشتت انتباه الناس عن قضاياهم المصيرية.

وقد حاولت السلطة عبر التاريخ أن تمرر رسائل إلى الجمهور عبر الأفلام، مما جعل عبد الناصر -كما يرد في مقال للكاتب أحمد يوسف الصفدي في مجلة درج- ينشئ "المؤسسة العامة للسينما عام 1957 كأداة حكومية للإنتاج الفني، وتوسع دورها في الستينيات وصارت هي المهيمن على إنتاج الأفلام رغم الإبقاء على الإنتاج الخاص".

والصورة المثالية التي عرضتها السينما للصحفي هي صورة يمكن لها أن تحث المتلقي على البحث عن الحقيقة، أن تستثير فيه الشجاعة في المواقف، التفكير خارج السائد، حب الخير والتضحية وبذل الجهد والصدق واستخدام القدرات العقلية في منفعة المجتمع وحسن استثمار الوقت فيما هو مفيد ونابع من الشغف الداخلي.

هذه المعاني بات الجمهور اليوم غريبا عنها بنسبة كبيرة، إذ يسيطر الاستسهال والنفعية والمادية والسرعة على عالمنا، وتاليا على سلوكنا وطباعنا وفكرنا الجمعي، وربما مصيرنا، وهي -إن لم تحقق التغيير المرجو- تسلط الضوء على الواقع كما على من يعيشونه.

نحن والصحفيون من المسافة صفر

بتنا اليوم على مسافة صفر من صورة الصحفي، نستطيع أن نقيّم سلوكه ونحلل مواقفه، ونتعاطف معه أو نرفض آراءه.

وما عالجه المقال من نماذج قد لا يكون دليلا جيدا لصورة الصحفي الإنسانية، بضعفها وتجاور الخير والشر فيها وتنوع اهتماماته وتغير مواقفه، وربما صدمته من الأحداث أو رفضه لها.

نحن لا نجد صورتنا في تلك النماذج كأشخاص عاديين، ربما تشجعنا بطولاتهم على خوض حياتنا بحب أكبر لها وعلى اكتشاف المعاني التي تستحق وقتنا وجهدنا، لكن تلك الصورة ربما تجعلنا نشعر بالعجز، أو على أقل تقدير -وبتفاؤل- قد تصور لنا مثالا يجب أن نحتذي به.

ولكن، هل يمكننا ذلك؟ وكيف؟ وهل تساعدنا ظروف المعيشة على تحقيق ذلك؟

لحظة اعتقال مراسلة الجزيرة جيفارا البديري أثناء تغطيتها في حي الشيخ جراح (الجزيرة)

صورة أكثر واقعية.. أحداث أكثر دينامية

"كانت معكم جيفارا البديري" عبارة تعودنا على سماعها لامرأة تحيك قصة توثق بها حدثا ما، ربما حصل منذ لحظات، أو توقع به تقريرا عن حالة إنسانية، ولكن الصورة التي التصقت في أذهاننا هي صورة مقدم نشرة الأخبار، أنيقا يتحدث اللغة العربية بطلاقة.

ومع تصاعد العنف في العالم طغت صورة المراسل الصحفي متحمسا يوجه رسالة من موقع الحدث، متعبا ومحاولا إخفاء موقفه، متجنبا الاحتكاك مع السلطة التي تزجره وتحاول منعه من التغطية.

رأينا على الهواء مباشرة صحفيين ينزفون حتى الرمق الأخير، يصطادهم الرصاص في الأزقة والشوارع الضيقة، تُمنع عنهم الإسعافات، يُقتل أبناؤهم ويبكون متأثرين بما يعاينونه من تجارب الناس، وسمعنا نشرات الأخبار يتهدج فيها صوت المقدمين متأثرين بالنصر أو الخسارة.

يستحق هذا التغير أن يجد صداه في الصورة التي تقدمها السينما للصحفي، فالأفلام التي تتأسس على شخصية صحفية بحسب هبة عبد العزيز "ليست مجرد أفلام، ولكنها وثائق تؤرخ لصناعة الصحافة وللمهنة وللعاملين بها".

يقدم فيلم "بيت الروبي" مشهدا لتدخل السوشيال ميديا في كل شيء، وقدرتها على تغيير كل شيء، من "عبوس الوجه حتى تغير مفهوم الثراء (لقطة من الفيلم)

روبوت اسمه "فتحي"

مع تحول الحياة إلى شاشات الهواتف المحمولة وطغيان وسائل التواصل الاجتماعي لاحظ بعض المخرجين هذه الظاهرة، وقدّموا للسينما نماذج من المؤثرين الذين بات وجودهم اليوم شكلا من أشكال العمل في الإعلام.

إعلان

في فيلم "بيت الروبي" -الذي أدى فيه كريم عبد العزيز شخصية مؤثر- يُطرح نموذج كيف أضحت حياتنا تتوازى في خطين:


* الخط الأول هو "السوشيال ميديا" التي تمثل الوهم من نجاح ومال وشهرة وثراء فاحش سريع وتسارع الأحداث وتدفق المواضيع.
* الخط الثاني هو خط الشارع: العمل الروتيني، الازدحام، المناوشات الزوجية، مشاكل الأبناء الصغيرة، التفاصيل المتكررة عبر الأجيال، الحب، والحياة التي هي من لحم ودم.

بسلاسة وبصورة جميلة وواضحة خلال ساعة وربع يقدم فيلم "بيت الروبي" مشهدا لتدخل السوشيال ميديا في كل شيء، وقدرتها على تغيير كل شيء، من عبوس الوجه حتى تغير مفهوم الثراء، وتغيير تناولنا معاني الفشل والنجاح والقبول والرفض، وتغيير نبض الوعي بسرعة، مع بقاء الجوهري في الداخل، في النفس والقلب، حيث الخط المستقيم الذي يشكل نقطة ارتكاز الإنسان وهو يلتف حول الحياة وفي مساراتها، وحيث لا بد له من أن يعود إلى تلك النقطة بالتحديد كي يقيم التوازن الذي يمكنه من الاستمرار.

هذه اللمحة لأفلام أبطالها نماذج صحفية في السينما العربية والعالمية، ومنذ أن أُنتج في مصر أول فيلم روائي طويل بطله صحفي عام 1946 وحتى عصر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الأفلام الخاصة يظهر أن صورة الصحفي في السينما قد تبدلت، سواء لأهميتها في الفيلم، إذ بدأت بكونها صديق البطل الرئيسي ثم أضحت الشخصية المحورية، أم لناحية حضورها وأثرها ودورها.

فهل سيكون زمن يمحو ملامح تلك الصورة تماما ويرسم أخرى؟ نسأل: ترى، كيف ستكون؟

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار