ألغت دار الباليه والأوبرا الملكية البريطانية (RBO) عرض أوبرا "توسكا" بعدما أدان نحو 200 موظف ما وصفوه بـ"نفاق" المؤسسة في ما يتعلق بالحرب على غزة، متهمين إياها بدعم "حكومة متورطة حاليًا في جرائم ضد الإنسانية".
وفي رسالة وجّهها إلى الموظفين، بحسب ما نقلت صحيفة "الغارديان"، أعلن الرئيس التنفيذي لدار الباليه والأوبرا الملكية السير أليكس بيرد: "لقد اتخذنا قرارًا بعدم تقديم العرض في إسرائيل ".
وأقر بيرد بتلقيه رسالة مفتوحة موقّعة من 182 موظفاً، من بينهم راقصون وموسيقيون ومغنون وأفراد من طاقم الكواليس، كانت قد أُرسلت إليه وإلى مجلس الإدارة يوم الجمعة الماضي.
وكتب الموقعون في رسالتهم: "نرفض تقديم أي عروض حالية أو مستقبلية في إسرائيل"، كما أدانوا "صمت المنظمة تجاه سلوك إسرائيل في الإبادة الجماعية التي ارتكبتها، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 60,000 فلسطيني".
وانتقدت الرسالة بشدة قرار المنظمة الملكية الهولندية الأخير بالسماح بعرض أوبرا "توراندوت" في إسرائيل.
وكتب الموظفون: "لا يمكن اعتبار هذا القرار حياديًا، بل هو انحياز متعمد، ماديًا ورمزيًا، لحكومة متورطة حاليًا في جرائم ضد الإنسانية".
وقال الموظفون إنّ الأوبرا الإسرائيلية "تقدّم بشكل روتيني تذاكر مجانية لجنود جيش الدفاع الإسرائيلي ".
وأضافوا: "من الواضح أن الأوبرا الملكية توجّه بيانًا سياسيًا قويًا من خلال سماحها بعرض إنتاجها وملكيتها الفكرية في مكان يكافئ علنًا القوات المسؤولة عن القتل اليومي للمدنيين في غزة ويضفي عليها الشرعية".
كما لفتت الرسالة إلى حادثة شهدها الشهر الماضي عرض أوبرا "إل تروفاتور" في دار الأوبرا الملكية، حين رفع الفنان دانيال بيري علم فلسطين خلال فتح الستار.
وجاء في الرسالة تعليقًا على تصرف بيري، الذي ظهر مرتديًا زيّ شيطان مقرن وهو يرفع العلم أمام الجمهور مباشرة على الهواء: "لقد كان تصرفًا شجاعًا، وموقفًا أخلاقيًا على مسرحنا".
وأظهرت لقطات فيديو مدير الأوبرا في دار RBO، أوليفر ميرز، وهو يحاول انتزاع العلم من بيري، ما أدى إلى مشادة قصيرة بينهما على وقع تصفيق الجمهور.
وانتقد الموقعون في رسالتهم تصرّف ميرز، ووجّهوا له اللوم بسبب محاولته التدخل خلال الحادثة.
وقالوا: "ظهر وهو يحاول بالقوة نزع العلم، في تصرّف اتسم بالغضب والعدوانية أمام الجمهور".
وأفاد بيري في وقت لاحق بأن ميرز قال له بشكل قاطع: "لن تعمل مرة أخرى في دار الأوبرا".
دعت الرسالة إلى "محاسبة ميرز على تصرّفه العدواني والعلني"، مؤكدة أن هذا السلوك "يوجّه رسالة واضحة مفادها أن أي تعبير صريح عن التضامن مع فلسطين سيُقابل بالعداء".
كما أشارت الرسالة إلى الاستجابة السريعة التي أبدتها دار الباليه والأوبرا الملكية البريطانية تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، داعيةً المؤسسة إلى إبداء المستوى نفسه من الوضوح والموقف الحاسم في مواجهة الخسائر الجماعية في صفوف المدنيين في غزة.
وعقب هذا الإعلان، تم حذف كل ما يتعلق بدار الأوبرا الملكية وإنتاج "توسكا" من موقع الأوبرا الإسرائيلية.