ويتخذ خبز الموتى شكلًا دائريًا، مزينا بما يشبه العظام ويعلو سطحه السكر، ويظهر على طاولات الطعام والمقاهي وعلى مذابح المنازل التي يقيمها المكسيكيون لاستقبال أرواح أحبائهم الراحلين، وتذكّرهم في ليلة الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني.
ويرى أندريس مدينا، الباحث في معهد البحوث الأنثروبولوجية في جامعة المكسيك الوطنية، أن "خبر الموتى" يعكس مزيجًا من التقاليد الإسبانية ونظيرتها المكسيكية-الأمريكية. فمنذ عصور ما قبل الإسبان، كانت هناك احتفالات تكريمية للأموات تقدم خلالها منتجات مصنوعة على شكل جماجم. لكن، بعد وصول الإسبان، أُضيفت إلى الطقوس عناصر جديدة مثل السكر والخبز.
رمز الحياة في العظام وفقًا لأساطير الأزتيك
ويقول مدينا إن أحد الأساطير القديمة تشير إلى أن الإله كويتزالكواتل خلق البشر من العظام التي سرقها من العالم السفلي. ويضيف: "في تلك الثقافة، كان ينظر للعظام كبذور للحياة، ولهذا فإن خبز الموتى يُقدَّم كرمز للخصوبة والاحتفاء بالحياة."
وتختلف طريقة إعداد ومكونات "خبز الموتى" من ولاية مكسيكية إلى أخرى. ففي مدينة مكسيكو سيتي، يتنافس مئات المخابز في تقديم وصفاتهم الخاصة، ويعد رودريغو ديلغادو من أبرز عشاق هذا الخبز، حيث قام بتذوق نحو 100 نوع من الخبز العام الماضي، ويهدف لتجربة أكثر من 110 نوع هذا العام.
التقاليد الأسرية في عملية الخَبز ذات طابع مميز
في مخبز "باناديريا دوس فينتي" بمكسيكو سيتي، يوضح مالك المخبز، مانو توفار، أن إعداد "خبز الموتى" يستغرق ثلاثة أيام كاملة، ويعتمد على مكونات بسيطة كالزهرات البرتقالية وزهور اليوسفي واليانسون والزبدة. ويضفي توفار لمسة مميزة باستخدام الخميرة الطبيعية التي يعود تاريخها إلى عشرين عامًا، مشيرًا إلى أنها تعزز طعم الخبز وتجعل هضمه أسهل.
يضيف توفار: "أن خبز الموتى هو تجسيد للحظات مليئة بالحنين، واحتفال بحياة الأحبة الراحلين، واستشعار لقربهم ولو لليلة واحدة فقط في السنة."