آخر الأخبار

جريدة القدس || رئيس بلدية طمون لـ"القدس": ازدياد الاعتداءات بعد 7 أكتوبر وخسائر البنية التحتية 800 ألف شيكل

شارك الخبر

تواصل قوات الاحتلال استهداف بلدة طمون، جنوب محافظة طوباس، ضمن حربها المتصاعدة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، للقضاء على المقاومة وحاضنتها الشعبية، وبحسب مصادر الرصد والمتابعة، فإن البلدة تتعرض بشكل شبه يومي للاستهداف الإسرائيلي في ظل حملات تدمير وتخريب واعتقالات، إضافة للاغتيالات وعمليات القتل المتواصل.


وأفاد رئيس بلدة طمون، ناجح بني عودة لـ"ے" أن الاحتلال يمارس سياسة العقاب الجماعي بحق الأهالي، ما كبّدها خسائر مادية فادحة وغير مسبوقة، موضحاً أنه في كل عملية اقتحام يتعمد الاحتلال تدمير البنية التحتية، وممتلكات البلدية والمواطنين.


تعتبر طمون بلدة زراعية من الدرجة الأولى، تمتد أراضيها التي تبلغ مساحتها 93 ألف دونم، في سلة فلسطين الغذائية  وتصل حتى نهر الأردن، وهذا الموقع كما يوضح  بني عودة، جعلها مستهدفة من قبل الاحتلال منذ نكسة حزيران عام 1967.


وقال: "أراضينا وهذه المنطقة رهن مطامع الاحتلال منذ اليوم الأول لاحتلال الضفة، لذلك استخدم كل السبل لنهبها ومصادرتها والسيطرة عليها والضغط علينا لنهبها وحرماننا من أراضينا، لذلك استغل بناء جدار الفصل العنصري  للسيطرة على ثلثي الأراضي التي يمنع أصحابها من الوصول إليها حالياً.


وأضاف: "الأوضاع أصبحت أكثر سوءاً بعد بناء جدار الفصل العنصري، لأن الاحتلال لم يتوقف عن محاربة المزارعين بأراضيهم ورزقهم ومصدر عيشهم، كما أن  المزارعين ورعاة الماشية يعانون الكثير بسبب إعلان الاحتلال المراعي مناطق عسكرية مغلقة  ومنعهم من دخولها، ما أثر على حياتهم ومعيشتهم".


وبالرغم من المضايقات والسياسات الإسرائيلية، خاصة إحاطة طمون بالمعسكرات المستوطنات الزراعية، توجّه أهالي البلدة البالغ عددهم 16ألف نسمة، للتركيز على الإستفادة من مساحة الأراضي المتبقية لهم التي تبلغ مساحتها 25الف دونم، فاستغلوها في الزراعة وتوفير عيش كريم لهم، لكن الأوضاع تأثرت كثيراً بعد السابع من تشرين الأول الماضي.


ويقول بني عودة: عدد كبير من أبناء البلدة كانوا يعملون في الداخل، ولكن بعد الإجراءات والقيود الإسرائيلية التي فرضها الاحتلال بعد الحرب على غزة أصبح هناك ارتفاع كبير في نسبة البطالة، وفقد العمال مصادر دخلهم ورزقهم، كما توجه عدد منهم للعودة للعمل في الأرض واستصلاحها  لمواجهة الأوضاع المأساوية والحرب الإسرائيلية المتصاعدة، وذكر رئيس البلدية أن طمون كباقي البلدات والقرى في الوطن تتعرض لاستهداف وحملات من الاحتلال، تتمثل في الاقتحامات والمداهمات المتكررة بدعوى ملاحقة الشبان والمقاومين.


وأضاف: "خلال هذه الحملات يتعمد الاحتلال تدمير البنية التحتية من الممتلكات العامة والخاصة دون تمييز وهذا كنوع من الإنتقام والعقاب الجماعي للمواطنين".


وتابع: "المعاناة الأكبر التي تعانيها البلدة وقوع معسكرات الجيش الى الشرق من طمون، لذلك فإن الإحتلال في كل عملية إقتحام سواء للبلدة أو طوباس أو أي من المناطق المجاورة مثل الفارعة وغيرها  لا بد أن يمر من شوارعنا، سواء من داخلها أو أطرافها، ما يؤدي إلى استفزاز المواطنين، واندلاع المواجهات وقيام الاحتلال بقمعهم والتنكيل بهم.


وذكر رئيس البلدية أن عدد الشهداء منذ السابع من تشرين الأول الماضي 8، بينما وصل عدد الجرحى إلى 300 شاب وطفل، كما اعتقل 200 مواطن.


وقال: "خسائرنا كبلدة وبلدية في ارتفاع مستمر، وقيمة الخسائر التي منية بها بلدية طمون تتجاوز الـ800 الف شيكل، في البنية التحتية من شوارع وأرضفة وحاويات نفايات وأعمدة ومحولات كهرباء".


وأكمل: الكارثة الكبرى أن التدمير مستمر وفي كل مرة تتزايد وترتفع قيمة الخسائر، ولا يوجد من يساعدنا لإنقاذ البلدة والمواطنين ومعالجة آثار التدمير والحرب الإسرائيلية.


وأوضح بني عودة: إن قوات الاحتلال كبدت مجموعة من المواطنين خسائر تتجاوز النصف مليون شيكل عندما هاجمت عمارة تضم محلات تجارية ومنازل”.


وأضاف: "دون سبب إقتحمت قوات الاحتلال البلدة مؤخراً، وشرعت بتدمير وتجريف جدران المنازل والبوابات وأسوار المقابر وبعض المحلات التجارية، وقد أسفرت اعتداءاتها عن احتراق ثلاثة محلات بالكامل، كما امتدت النيرات للطوابق العليا وكبدت أصحابها خسائر مادية فادحة".


وعبّر المواطن الستيني عدنان محمد بني عودة عن سخطه وغضبه بعدما أحرق الاحتلال متجره بالكامل وكبده خسارة تساوي 250 الف شيكل.


وقال: "قبل 5 سنوات افتتحت هذا السوبر ماركت الذي يعيل 3 أسر، ويعتبر مصدر عيشنا الكريم فجأة أحرقه الاحتلال رغم عدم وجود مواجهات أو مسلحين في المنطقة.


وأضاف: استمر الاحتلال بإغلاق المنطقة ومنع طواقم الدفاع المدني من الوصول للعمارة، وإخماد الحرائق حتى التهمت النيران كل شيء، رغم أنه لايوجد أي مبرر لتدمير وحرق محلي وممتلكات المواطنين المجاورة، وهذا يعتبر انتقاماً منا ومحاربة للناس بمصدر رزقهم ومعيشتهم.


من جهته، حذر رئيس بلدية طمون بني عودة من استمرار هذه الممارسات والانتهاكات التي تهدد حياة الناس.


وقال: "تجاوز الاحتلال كل الخطوط، واخترق كافة الأعراف والقوانين وكل يوم يبتدع سياسة جديدة في إطار حربه ضد شعبنا، والواضح أن كل شيء أصبح مباحاً، ولا يوجد ما يوقف ويردع الاحتلال".


ويضيف: "كل يوم نضع آمالاً أن تنتهي هذه الحرب، وأن تعود الحياة لطبيعتها، لكن للأسف تزداد الأوضاع سوءاً في ظل التعنت الإسرائيلي والجنوح المستمر نحو التصعيد الذي يدفع ثمنه شعبنا".

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا