آخر الأخبار

بايدن يضغط على طرفي الحرب في السودان لاستئناف المفاوضات

شارك الخبر

دعا الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء طرفي النزاع في السودان إلى استئناف المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب المستمرة بينهما منذ أبريل 2023 والتي خلّفت عشرات آلاف القتلى ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة، في محاولة للضغط على الجيش السوداني الذي سبق أن أبدى تعنتا ورفض المشاركة في مفاوضات جنيف متمسكا بالحلول العسكرية.

وبعيد أيام من تجدّد المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في إقليم دارفور (غرب) قال بايدن في بيان “أدعو الطرفين المتحاربين المسؤولين عن معاناة السودانيين – القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع – إلى سحب قواتهما وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وإعادة الانخراط في المفاوضات لإنهاء هذه الحرب”.

ومنذ الأسبوع الماضي تدور معارك عنيفة بين الجيش السوداني والقوات المتحالفة من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى في الفاشر، التي تعد الوحيدة بين عواصم ولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع رغم أنها تحاصرها منذ مايو.

وتسيطر قوات الدعم السريع على أكثر من 80 في المائة من الإقليم، بعد سقوط القواعد العسكرية التابعة للجيش السوداني في مدن الجنينة ونيالا، وزالنجي والضعين.

وكان حاكم إقليم دارفور مني مناوي أعلن الأسبوع الماضي أنّ الجيش صدّ “هجوما كبيرا” على الفاشر شنّته قوات الدعم السريع التي قالت من جهتها إنّها تقدّمت وسيطرت على مواقع عسكرية في المدينة.

ونقلت منصات إعلامية تابعة لقوات الدعم السريع فيديوهات تشير إلى تقدُّم قواتها داخل الأحياء السكنية في الفاشر، على مقربة من قاعدة الجيش السوداني “الفرقة السادسة مشاة”.

ومنذ أبريل 2023 يشهد السودان حربا مستعرة بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

وقُتل أكثر من 12 ألف شخص في أنحاء السودان منذ اندلاع الحرب. وبدأ الصراع عندما تحولت المنافسة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، التي كانت تتقاسم السلطة في الماضي إلى حرب مفتوحة.

والثلاثاء، حذّر الرئيس الأميركي من أنّ هذه الحرب خلقت “واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم”، مشيرا بالخصوص إلى نزوح ما يقرب من “10 ملايين شخص”.

وبدأت الولايات المتّحدة في 14 أغسطس مناقشات في سويسرا لتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية والتوصل لوقف لإطلاق النار.

وانتهت المحادثات بعد حوالي عشرة أيام من دون التوصل لاتفاق على وقف لإطلاق النار، لكنّ الطرفين المتحاربين التزما ضمان وصول آمن ومن دون عوائق للمساعدات الإنسانية عبر ممرّين رئيسيين.

وفي بيانه ذكّر بايدن بأنّ المساعدات الأميركية للمدنيين السودانيين بلغت 1.6 مليار دولار خلال عامين.

وأضاف “فلنكن واضحين: الولايات المتحدة لن تتخلى عن التزامها تجاه شعب السودان الذي يستحق الحرية والسلام والعدالة، وندعو جميع أطراف الصراع إلى إنهاء العنف”.

وشدّد بايدن على أنّه “يتعيّن على الطرفين السماح فوراً بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع مناطق السودان.”

وسبق أن قررت الولايات المتحدة أن الجانبين ارتكبا جرائم حرب وفرضت عقوبات على 16 فردا وكيانا على صلة بالحرب.

وقال بايدن إن هجمات الدعم السريع تلحق أضرارا بشكل غير متناسب بالمدنيين السودانيين، ودعا القوات المسلحة إلى وقف القصف “العشوائي” الذي يدمر حياة المدنيين والبنية التحتية.

وأضاف أن الولايات المتحدة ستواصل إجراء تقييمات بشأن المزيد من مزاعم الفظائع والعقوبات الإضافية المحتملة.

وكانت منظمات حقوقية حذرت من استمرار القتال في السودان مؤكدة تورط طرفي النزاع في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وانسحب بايدن من سباق الانتخابات الرئاسية بعد أداء متواضع في مناظرة جمعته مع خصمه الجمهوري دونالد ترامب، وهو يأمل على ما يبدو في إنهاء مسيرته السياسية بإنجاز يدعم حملة نائبته كامالا هاريس الساعية لخلافته في البيت الأبيض.

العرب

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر

إقرأ أيضا