عمّان، الأردن (CNN)-- صدرت الإرادة الملكية للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ظهر الأربعاء، بالموافقة على تشكيلة حكومة رئيس الوزراء الجديد، جعفر حسان، لتضم 31 وزيرا، من بينهم 14 وزيرا من حكومة بشر الخصاونة السابقة، ووزراء جدد وقدامى.

وضمت التشكيلة عددا من الوزراء من قيادات أحزاب سياسية حديثة العهد، فازت بعدد من المقاعد النيابية في الانتخابات الاخيرة، ليس من بينهم حزب جبهة العمل الإسلامي.

وضمت التشكيلة أيضا التي تسربت أسماؤها مسبقا إلى بعض وسائل الإعلام، 9 وزراء جدد للمرة الأولى وضمت 5 وزيرات سيدات، غالبيتهن من الوزارة السابقة، تسلمن وزارات السياحة والتخطيط والتعاون الدولي والتنمية الاجتماعية والنقل، إضافة إلى حقيبة بمنصب وزيرة الدولة للشؤون الخارجية.

ولم يطرأ تغيير على بعض الحقائب الوزارية السيادية مثل، حقيبة وزاره الشؤون الخارجية وشؤون المغتربين التي تسلمها مجددا الوزير أيمن الصفدي، الذي احتفظ أيضا بمنصبه كنائب لرئيس الوزراء.

كما احتفظ وزير الداخلية مازن الفراية بحقيبته، فيما رحل عن الفريق وزير المالية محمد العسعس ليحل محله عبدالحكيم الشبلي الذي شغل موقع الأمين العام سابقا لوزارة المالية.

ويأتي تشكيل الحكومة الجديدة بعد إجراء الانتخابات النيابية للمجلس العشرين، واستقالة حكومة رئيس الوزراء السابق بشر الخصاونة.

وتشير تقديرات خبراء اقتصاديين، الى أن حكومة حسّان ستواجه ملفات اقتصادية شائكة، من بينها ارتفاع الدين العام إلى ما نسبته 115% من الناتج المحلي الإجمالي ونسب بطالة تتجاوز 21 %.

واستقطب حسان في فريقه الوزاري، اثنين من الأمناء العامين لأحزاب وسطية هما، وزير الإعلام السابق محمد المومني ليشغل حقيبة وزارة الاتصال الحكومي من بوابة حزبه "الميثاق" الذي خاض أعضاء فيه الانتخابات النيابية، وحازوا على ما لا يقل عن 30 مقعدا، واستقطب أيضا البرلماني السابق خالد البكار من بوابة حزبه  حزب "تقدّم"، الذي حصد أعضاء فيه عددا من المقاعد في البرلمان، ليكون وزيرا للعمل.

وعقد رئيس الوزراء الجديد "لقاءات" مع هذه الأحزاب خلال الساعات الماضية، وصفتها أوساط سياسية بأنها مشاورات للتنسيق وليست "للتوزير"، حيث اقتصرت على عدد محدود من قيادات الأحزاب، مخالفا التوقعات، بشأن إجراء مشاورات سياسية واسعة مع أحزاب البرلمان الجديد.

ورأى مراقبون، أن هذه الخطوة "السياسية"، تندرج في سياق التشبيك مع الأوساط البرلمانية والحزبية، لتفكيك أية "أزمات" لاحقة بين الحكومة والبرلمان.

ومن بين الوزراء الجدد في الفريق، رئيس مجلس النواب السابق المحامي عبدالمنعم العودات وزيرا للشؤون السياسية والبرلمانية، وأول نقيب للمعلمين الأردنيين مصطفى الرواشدة، وزيرا للثقافة.

وعاد إلى الفريق الوزاري، مثنى الغرايبة من بوابة حقيبة الاستثمار بعد أن شغل منصب وزير الاتصالات في عهد حكومة عمر الرزاز، حيث كان من أبرز نشطاء المعارضة خلال أزمة الربيع العربي.

وقال المحلل السياسي والنائب السابق عمر عياصرة؛ إن تشكيلة الحكومة تجمع بين "السياسة والتكنوقراط"، حيث تضم عددا من الشخصيات المسيّسة"، مثل عبد المنعم العودات ويزن الشديفات الذي تسلم حقيبة وزارة الشباب، والمهندس وليد المصري الخبير في الإدارة المحلية، والوزير البكار.

وأضاف العياصرة في تعليق لموقع CNNبالعربية بالقول: "هذه الحكومة بنيت بشكل منهجي بحمولة سياسية جيدة، وكذلك بفريق اقتصادي جديد".

وكان حزب جبهة العمل الاسلامي الذي حصل على 31 مقعدا في البرلمان، قد أعلن الثلاثاء عن لقاء جمع بين حسان وعدد من قيادات الحزب، وصفه الأمين العام وائل السقا بالخطوة الإيجابية، وأعلنوا أن اللقاء لم يناقش التشكيلة الوزارية.