آخر الأخبار

واقعة “الهروب الكبير” صوب سبتة.. خبير هجرة: لقد نجحنا في الفشل

شارك الخبر

أكد خالد مونة، الخبير في قضايا الهجرة، أن ما شهده معبر الفنيدق من محاولات عبور جماعية لآلاف الشباب والأطفال المغاربة نحو سبتة المحتلة، لا يمكن تصنيفه كهجرة عادية، بل هو نزوح جماعي يعكس حالة الطوارئ الاجتماعية التي يعيشها المغرب.

وقال مونة في تصريح لجريدة “العمق” إن هذا النزوح “يشبه حالة حرب أهلية، حيث الطرف الآخر هو الفقر والهشاشة والتهميش”، مشيرا إلى أن فشل المشاريع التنموية في المغرب يتحمله الجميع، من الحكومات إلى المسؤولين المنتخبين على جميع المستويات.

وأوضح المتحدث ذاته، أن ما يحدث ليس مجرد هجرة فردية بحثًا عن فرص أفضل، بل هو تدفق مقلق لعدد كبير من المراهقين والأطفال الذين كان من المفترض أن يكونوا في مقاعد الدراسة أو الجامعات.

وأضاف الخبير نفسه،  أن هناك تأثيرات جانبية لوسائل التواصل الاجتماعي التي تروج لهذه الظاهرة، لكن السبب الأساسي لهذا النزوح هو الوضع البنيوي العميق للمجتمع المغربي المتمثل في الفقر والهشاشة الاجتماعية، بحسب تعبيره.

وأشار  إلى أن المشكلة ليست في الهجرة نفسها، بل في غياب التنمية والفشل في تقديم بيئة اجتماعية واقتصادية تتيح للشباب تحقيق أحلامهم وطموحاتهم داخل البلاد، وقال: “لقد نجحنا في الفشل، وفي إقناع جيل كامل بأنه لا أمل ولا طموح له في المغرب”.

من جانبه، لفت الباحث في العلوم السياسية، عبد الله الهندي، إلى أن الهجرة القسرية التي تعرفها المناطق الشمالية للمغرب ليست إلا نتيجة منطقية “لتفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها فئات واسعة من الشباب المغربي”.

وأوضح الهندي في تصريح سابق  للجريدة، أن “السياسات الاقتصادية التي اعتمدتها الحكومات المتعاقبة فشلت في خلق فرص شغل مستدامة، في الوقت الذي ارتفعت فيه تكاليف المعيشة، ما جعل الحلم بالهجرة هو الخيار الوحيد أمام هؤلاء الشباب”.

وأضاف المتحدث، “لا يمكن إغفال تأثير الفوارق المجالية التي تساهم في تفاقم هذه الظاهرة. فالمناطق المهمشة والمغرب العميق، الذي يعيش في ظروف اقتصادية صعبة، تشهد أعلى معدلات الهجرة. وما يزيد الوضع سوءا هو غياب بدائل حقيقية تُمكّن الشباب من العيش بكرامة في وطنهم، مما يغذي الإحباط واليأس لدى هذه الفئة”.

وفيما يتعلق بتداعيات هذه الموجة من الهجرة، والتي باتت تُنظم علنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي”. حذر من أن “التعزيزات الأمنية التي تشهدها مدينة الفنيدق ومعبر باب سبتة قد تحد مؤقتًا من تدفق المهاجرين، لكنها لن تكون حلاً طويل الأمد”.

وتشهد مدينة الفنيدق منذ يوم السبت 14 شتنبر، استنفارا أمنيا كبيرا من طرف السلطات المغربية، حيث تم تعزيز تواجد القوات الأمنية بمختلف شوارع وأحياء المدينة، في محاولة لمنع أي محاولات للهجرة غير النظامية نحو سبتة.

العمق المصدر: العمق
شارك الخبر

إقرأ أيضا