آخر الأخبار

هذه الأسلحة ستكون أشد فتكا من الأسلحة النووية والعالم يتسابق لامتلاكها

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على الرابط أعلاه للمشاهدة على الموقع الرسمي

مقدمة الترجمة

في هذه المادة المنقولة عن مجلة فورين أفيرز، يتناول الكاتب موضوعا هاما وخطيرا في الآن ذاته، حيث الأسلحة المستقلة التي ستشكل جانبا من حروب المستقبل. أما مكمن خطورة هذه الأسلحة فعائد إلى استقلاليتها الكاملة في اتخاذ قرار الاستهداف والقتل بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يطرح تساؤلات عديدة حول مدى الدمار الذي أن يمكن أن تولّده هذه الأسلحة حينما ننحّي العامل الإنساني بما فيه من مشاعر واعتبارات معقّدة جانبا بالإضافة للاعتبارات السياسية والمصلحية التي تطرأ وفق تغيرات الواقع، لتصبح الآلة هي التي تبحث عن الهدف، وتختاره، ثم تستهدفه، دون أدنى تدخل بشري سوى برمجة السلاح مسبقا.

فأي أبعاد ستحملها هذه الأسلحة إلى العالم المليء بالصراعات والحروب؟ هذا ما تسعى المادة للإجابة عنه.

 

نص الترجمة

في العام الماضي، زعمت شركة الطائرات المسيرة الأوكرانية "ساكر" أنها طورت سلاحًا مستقلا بالكامل يُدعَى "ساكر سكوت" (Saker Scout)، يعتمد على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قراراته الخاصة بشأن من يجب قتله في ساحة المعركة.

وأعلن مسؤولو الشركة أن الطائرة المسيرة شنت هجمات ذاتية على نطاق صغير. وعلى الرغم من أن مزاعم هذه الشركة لم تؤكدها أيُّ جهة خارجية مستقلة، فإن التكنولوجيا اللازمة لتصنيع مثل هذا السلاح متوفرة بالتأكيد، ناهيك بأن استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تصميم وتشغيل أسلحة ذاتية التشغيل قد يشكِّل خطوة تقنية صغيرة، إلا أنه مع ذلك يحمل أبعاداً أخلاقية وقانونية كبيرة.

فعندما تغدو الأسلحة قادرة بنفسها على البحث عن الأهداف واختيارها، فإن ذلك يثير تساؤلات حول المسؤوليات والتبعات الأخلاقية لمثل هذه القرارات.

على الجانب الآخر، يؤكد انتشار طائرة "ساكر" أن الوقت المتاح لتطبيق القوانين والتنظيمات التي تحكم استخدام الأسلحة المستقلّة بات يتسرب من بين أيدينا. ولعقدٍ من الزمان، استمرت الدول في مناقشة ما يجب فعله بشأن الأسلحة الذاتية، لكنها لم تتمكن في النهاية من التوصل إلى اتفاقات لتحديد لوائح تقلل من أضرار هذه الأسلحة.

ومع ذلك، ما زالت هناك حاجة مُلّحة إلى اتفاق دولي، فالتطور غير المقيد للأسلحة الذاتية قد يؤدي إلى خطر حقيقي يتمثل في حروب تتجاوز سيطرة البشر، مع توفير قدر أقل من الحماية للجنود والمدنيين على السواء.

وحتى لو كان من الصعب تحقيق حظر شامل على الأسلحة الذاتية، فثمة العديد من التنظيمات العملية التي يمكن للحكومات اعتمادها للتخفيف من أسوأ المخاطر التي يمكن للأسلحة المستقلة أن تنطوي عليها. لكن الطريقة التي تتبناها دول العالم في تصنيع الأسلحة الذاتية دون أيّ قيود، ستتسبب في انزلاق البشرية إلى مهوى وخيم العواقب، وسنواجه خطر الاندفاع نحو مستقبل من الحروب الخطيرة التي تتحكم فيها الآلات.

على وشك الوصول

منذ ثمانينيات القرن الماضي والجيوش تستخدم أسلحة ذاتية التشغيل بصورة جزئية في ظروف دفاعية محدودة (أي أنها لا تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي أو التكنولوجيا الذاتية لاتخاذ القرارات*). واليوم  تُدير ما لا يقل عن 30 دولة أنظمة تصدٍّ وحماية ضد الهجمات الجوية والصاروخية، أو لتحييد الصواريخ المعادية التي تستهدف المركبات البرية. وبمجرد تفعيلها، يمكن لهذه الأنظمة أن تستشعر تلقائيًا خطر الصواريخ ومدافع الهاون أو الطائرات القادمة، والتدخل فورًا لاعتراضها.

ومع ذلك، لا يزال هناك عنصر بشري يشرف على عمليات تشغيلها والتدخل إذا حدث خطب ما. غير أن المشكلة كانت تكمن دائمًا في حركة الجيوش البطيئة بشأن تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التي سبق أن طوّرها القطاع التجاري، ويعود ذلك جزئيا إلى الإجراءات البيروقراطية الطويلة والمعقدة المتعلقة بعمليات الشراء والتوريد في القطاع العسكري.

لكن ما يبعث على الأمل قليلا، أن الأمور بدأت تأخذ منحنى آخر منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، فقد ساهمت هذه الحرب في تسريع وتيرة الابتكارات من الجانبين، خاصة فيما يتعلق بمجال التكنولوجيات التجارية مثل الطائرات المسيَّرة الصغيرة.

توسعت موسكو وكييف في استخدام الطائرات المسيرة لعمليات الاستطلاع والتجسس، والهجمات على القوات البرية، وأفضت هذه الاستخدامات بدورها إلى تطوير إجراءات مضادة جديدة، بما فيها أنظمة الحرب الإلكترونية التي تعطِّل روابط اتصال الطائرات المسيَّرة أو تحديد موقع المشغّلين على الأرض، الذين يمكن استهدافهم بعد ذلك بسهولة. أما من الناحية الإستراتيجية، فيبدو التركيز على المتحكمين في الطائرات المسيّرة أمرًا منطقيًا، لأن معظم هذه الطائرات مُصممة للتحكم فيها عن بُعد، وهو ما يجعل المشغِّل البشري هدفا أساسيا لاغتياله.

وبدون العامل البشري، تفقد الطائرات المسيّرة التقليدية قيمتها تمامًا. ومن هنا تكتسب الطائرات المسيرة المستقلِّة (ذاتية التشغيل) قيمتها الكبرى، إذ لا تعتمد الأخيرة على روابط اتصال ضعيفة (كالاتصالات اللاسلكية أو الشبكات التي يمكن أن تكون عرضة للتعطل أو التشويش)، بالإضافة إلى أنك لكي تواجهها، عليك العثور على الطائرة نفسها وتدميرها.

لقطة بثتها وزارة الدفاع الروسية في أغسطس/آب من العام الحالي، وتُُظهر استهداف طائرة مسيرة روسية لآلية مدرعة أوكرانية (الفرنسية)

على الجانب الآخر، سيتحدد شكل الأسلحة المستقلِّة بناءً على احتياجات ومتطلبات الصراع الدائر، بمعنى أن الاستخدام الفعلي ونوعية الأسلحة المستقلة قد تختلف باختلاف طبيعة وظروف النزاع. ففي الحرب بين  أوكرانيا وروسيا -على سبيل المثال- استخدمت موسكو وكييف طائرات مسيّرة صغيرة لاستهداف الأفراد ومهاجمة المركبات، بينما استعانتا بطائرات مسيّرة أكبر تُحلّق على ارتفاع متوسط للوصول إلى عمق أكبر خلف خطوط العدو (أي المناطق الأكثر إستراتيجية وحيوية) لاستهداف الرادارات والمنشآت، في حين استخدمت أوكرانيا أيضا زوارق مسيرة لمهاجمة الأسطول الروسي في البحر الأسود.

والجدير بالذكر أن جميع هذه الطائرات المسيّرة المُصممة للتحكم  فيها عن بُعد، يمكن تحديثها لتغدو ذاتية التشغيل، وهو ما سيسمح بمواصلة عملها إذا ما تعطلت روابط الاتصالات.

يمكن لصراعات أخرى أن تؤدي إلى تطوير أسلحة مستقلة مختلفة، إذ تعمل العديد من الدول -بما فيها الصين وفرنسا والهند وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة- على صناعة طائرات مسيرة قتالية متخفية، وبالتالي يمكن للحروب المستقبلية أن تشهد على القدرة الذاتية والقرارات المستقلِّة للطائرات المسيّرة في استهداف أنظمة دفاع جوية أو أجهزة إطلاق القذائف ال ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك الخبر

إقرأ أيضا