آخر الأخبار

45 مليون نازح في أفريقيا.. ما التداعيات الإقليمية والدولية لـ"الرقم المفزع"؟

شارك الخبر

ذكر "مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية" في تقرير حديث، أن الصراعات والحروب التي تشهدها القارة الأفريقية أدت إلى ارتفاع قياسي في أعداد النازحين داخل وخارج بلدانهم، حيث يشكل ذلك، حسب خبراء تحدثوا إلى موقع "الحرة"، "كارثة إنسانية ينجم عنها الكثير من التداعيات".

ووفقا لتقرير المركز، فإن عدد الأفارقة النازحين قسراً بسبب الصراعات و"قمع الأنظمة"، والذين أحصاهم على مدار 13 سنة، قد وصل إلى أكثر من 45 مليون شخص. 

ويمثل هذا الرقم، الذي يشمل النازحين داخلياً واللاجئين وطالبي اللجوء، زيادة بنسبة 14 في المئة عن العام السابق، حيث لفت التقرير إلى أنه "مع نزوح 3 في المائة من إجمالي سكان القارة، فإن أفريقيا أصبح لديها أكبر نسبة وأكبر عدد مطلق من تلك الفئة"، مقارنة بأية منطقة رئيسية أخرى في العالم.

ونظرًا للنمو المستمر في النزوح، فقد تضاعف عدد النازحين قسراً في أفريقيا منذ عام 2018، إذ أن ثلاثة أرباع هؤلاء الأشخاص (34.5 مليون نسمة)، قد نزحوا داخليًا. 

ويمثل هذا ما يقرب من ثلاثة أضعاف عدد النازحين داخلياً في أفريقيا منذ عام 2017، كما ذكرت بيانات "مركز أفريقيا للدارسات الاستراتيجية". 

وتستضيف أفريقيا، حاليا، أكثر من 48 في المئة من النازحين داخليًا في العالم، حيث ذكر التقرير أن 90 بالمئة من النازحين يتواجدون في 9 دول، هي السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال ونيجيريا وإثيوبيا وجنوب السودان وبوركينا فاسو والكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى.

وتوقع التقرير حدوث المزيد من اضطرابات النزوح في النيجر ومالي، نتيجة الوضع الأمني والاقتصادي الذي تعيشه الدولتان.

"رقم مفزع"

وفي هذا الصدد، قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الأفريقية، رمضان قرني، لموقع "الحرة" إن "ظاهرة النزوح أضحت من أبرز الظواهر التي تحيط بالقارة، حيث إنها ارتبطت بالعديد من المتغيرات، سواء كانت سياسية أو أمنية أو حتى متغيرات مناخية، وذلك في ظل الصراعات والحروب التي تشهدها العديد من الدول".

وتابع: "هناك صراع السودان وآخر في ليبيا، بالإضافة إلى أوضاع مضطربة في منطقة الساحل، وصولا إلى منطقة جنوب الصحراء التي تشهد بلدانها العديد من النزاعات، مثل الكونغو وموزمبيق على سبيل المثال".

ولفت قرني إلى أن منطقة القرن الأفريقي "تدخل بدرجة أو بأخرى ضمن دائرة تلك الاضطرابات والكوارث المناخية، التي تؤدي إلى حدوث موجات النزوح".

اختطاف جماعي في لبنان.. هكذا تحول الحلم بالهجرة إلى كابوس
كانوا يحلمون بأوروبا كملاذ آمن يهربون إليه من الواقع الصعب في لبنان، لكن هذا الحلم الذي راودهم ليلاً ونهاراً، تحوّل إلى كابوس عندما وقعوا في شباك سمسار وعدهم بإيصالهم إلى شواطئ إيطاليا، وما إن انطلقوا في رحلتهم حتى أدركوا أنهم عالقون في فخ محكم لتتلاشى أحلامهم على عتبات المجهول

من جانبه، أشار الخبير في الشؤون الأفريقية، محمد تورشين، عبر حديثه لموقع "الحرة"، إلى أن "التحالفات الإقليمية في القارة، وعلى رأسها منظمة الاتحاد الأفريقي، ليست لديها القدرات والإمكانيات لمواجهة تداعيات هذه الكوارث والمآسي الإنسانية".

وفي نفس السياق، أوضح المتخصص في قضايا الهجرة، مجدي الكرباعي، لموقع "الحرة"، أن "القارة السمراء هي من أكثر البقاع في العالم التي تشهد حروبا وصراعات ومجاعات وكوارث طبيعية، وبالتالي فإن ذلك يوضح سبب وجود هذا العدد الهائل من النازحين قسريا في أفريقيا".

وشدد الكرباعي على أن رقم 45 مليون نازح يعد "رقما مفزعا، وقد ارتفع بشكل واضح بعد الحرب التي شهدتها السودان منذ 15 أبريل من الماضي، بالإضافة إلى حدوث العديد من الاضطرابات في بعض دول جنوب الصحراء".

"ليست الحروب فقط"

وعن أسباب ارتفاع أعداد النازحين في تلك القارة، أوضح قرني: "الحروب والصراعات تعد من أهم أسباب تفاقم تلك الظاهرة، لكنها ليست العامل الوحيد، فهناك أيضا عوامل مناخية تؤثر على العديد من البلدان، خاصة في منطقة القرن الأفريقي ودول أخرى مثل زامبيا وموزمبيق، حيث تشهد جوعا ونقصا في الأمن الغذائي".

وتابع: "تلك المتغيرات تؤثر بشكل أو بآخر على ظاهرة النزوح واللجوء، حتى أن الأمم المتحدة ومنظمة الهجرة الدولية قدرتا، مؤخرا، عدد السودانيين الذي نزحوا داخل البلاد أو فروا منها بأكثر من 13 مليون نسمة".

وشدد الخبير المصري على أن منطقة شمال أفريقيا تحتل أهمية خاصة فيما يتعلق بتلك الظاهرة لاعتبارات كثيرة، موضحا أن "الاعتبار الأول يتمثل في رغبة الكثير من النازحين بالتوجه إلى دول مثل مصر وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، لأنها تتمتع بالكثير من الاستقرار والأمان".

ونوه بأن "بعض النازحين الأفارقة يرغبون بالوصول إلى دول الشمال الأفريقي، لتكون محطة انطلاق لهم إلى جنوبي أوروبا، سواء بأساليب قانونية أو عبر طرق الهجرة غير الشرعية".

الهجرة إلى كندا.. وسطاء يغتالون أحلام البسطاء
تراود فكرة الهجرة إلى كندا ملايين الأشخاص حول العالم، بما في ذلك أشخاص في دول عربية يبحثون عن حياة أفضل. لكن مخاطر عديدة تتربص خلف هذه الأحلام الوردية، إذ تستغل مكاتب وشركات خاصة آمال وطموحات هؤلاء الحالمين وتروج لخدمات "مضمونة النجاح" مقابل مبالغ مالية كبيرة.

وزاد: "ظاهرة الهجرة غير الشرعية تتنامى بسبب إمكانية الانطلاق من سواحل ليبيا، التي تشهد أوضاعا غير مستقرة، أو عبر موريتانيا التي لديها سواحل شاسعة وقريبة من أوروبا".

وفي نفس السياق، رأى الكرباعي أن "البحث عن مستقر يوفر الأمان ولقمة العيش يجعل الكثير من النازحين الأفارقة يرغبون في الوصول إلى أوروبا، خاصة أن هؤلاء النازحين أو طالبي اللجوء، لا يلقون المعاملة الجيدة في بعض الدول التي نزحوا إليها داخل القارة السمراء، ومنها بلدان عربية".

أما تورشين فأكد أن حدوث موجات نزوح داخل القارة الأفريقية أو إلى خارجها باتجاه أوروبا، يعود في أحد مظاهره إلى "عدم قدرة التحالفات الإقليمية، لاسيما منظمة الاتحاد الأفريقي، على مواجهة الظاهرة ووضع حلول جذرية لها، بسبب ضعف قدراتها وإمكانياتها".

وكانت الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس)، قد أفادت في أغسطس من العام الماضي، بارتفاع حاد في نسبة الهجرة غير الشرعية إلى القارة الأوروبية، لافتة إلى أن معظم تلك الموجات قادمة عن طريق المتوسط، حسب تقرير لموقع "راديو فرنسا الدولي".

وأوضحت الوكالة أن الهجرة غير الشرعية إلى الاتحاد الأوروبي ارتفعت بنسبة 10 بالمئة في النصف الأول من عام 2023 مقارنة بالعام 2202، حيث شكلت طرق البحر المتوسط المنفذ الأكبر لقدوم الوافدين.

وكشفت الوكالة التابعة للاتحاد الأوروبي، أن هناك 132370 محاولة ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الحرة المصدر: الحرة
شارك الخبر

إقرأ أيضا