آخر الأخبار

DW تتحقق: تزايد نظريات المؤامرة ضد المسلمين

شارك الخبر
أثارت المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي أعمال عنف ارتكبتها الجماعات اليمينية في بريطانيا ودول أوروبية أخرى. صورة من: Ian Forsyth/Getty Images

ازدادت تعليقات الكراهية ضد المسلمين والمهاجرين  في ألمانيا بشدة بعد هجوم الطعن الوحشي بالسكين في مدينة زولينغن الألمانية. وفي هذه الجريمة، التي أعلن لاحقًا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسؤوليته عنها، قتل طالب لجوء سوري مشتبه به ثلاثة أشخاص وجرح ثمانية آخرين. وقبل وقت قصير من الانتخابات البرلمانية المحلية التي جرت بداية الشهر الحالي في ولايتي سكسونيا وتورينغن، استخدمت أطراف يمينية مثل حزب البديل من أجل ألمانيا هذا الهجوم في المقام الأوَّل من أجل انتقاد الحكومة الاتحادية.

وقد حقق حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي المصنف متطرفا في بعض الولايات الألمانية، مكاسب كبيرة في الانتخابات الولايتين، وقد أعاد سبب هذه الحوادث إلى سياسة الهجرة التي ينتهجها الائتلاف الحاكم في ألمانيا.

وانتشرت في الوقت نفسه على الإنترنت العديد من تعليقات الكراهية والادعاءات الكاذبة حول حادثة مدينة زولينغن.  وغالبًا ما تكون هذه الحملات موجَّهة ضد المسلمين عموما. وهذه ظاهرة تزداد قوة ليس في ألمانيا وحدها، بل حتى في بلدان أوروبية أخرى وقد أدَّت بالفعل كما حدث في ساوثبورت في بريطانيا إلى أعمال عنف وشغب من جانب الجماعات اليمينية المتطرِّفة.

قام فريق تدقيق الحقائق في دويتشه فيله (DW) بتدقيق مجموعة كاملة من الحسابات المؤكَّدة على منصة إكس X والتي تنشط في تنشر معلومات مضللة وذلك من خلال نشرها صور ساخرة ورسوم كاريكاتورية وادعاءات مشكوك فيها وأكاذيب واضحة.

ومن هذا الادعاء: شارك مثلًا على منصة إكس بعد وقت قصير من هجوم زولينغن النائبُ عن حزب البديل من أجل ألمانيا  مارتن زيشرت   مقطعَ فيديو وكتب: "المسلمون المتطرِّفون يتقدَّمون في كلّ مكان في ألمانيا. هنا مقطع فيديو قصير لتجمُّع أقامه في نورنبيرغ تنظيم الدولة الإسلامية بعد وقت قصير من هجوم زولينغن". ويظهر في هذا المقطع مع الادعاء المنشور بلغات مختلفة عدة أشخاص يحملون رايات سوداء أمام كنيسة سانت لورينتس في مدينة نورنبيرغ الألمانية.

تنشر العديد من مقاطع الفيديو كهذا المقطع على وسائل التواصل الاجتماعي مؤامرة مفادها أنَّ المسلمين سيسيطرون على أوروبا. صورة من: X

وفي الحقيقة لا يعرض مقطع الفيديو تجمعًا لتنظيم "الدولة الإسلامية"، بل يعرض موكبًا شيعيًا بمناسبة أربعينية الحسين، وهو احتفال تذكاري ديني يعبِّر فيه المسلمون الشيعة عن حزنهم على مقتل الإمام الحسين حفيد النبي محمد. وقد تمكَّنا من خلال البحث العكسي عن الصور من الوصول إلى منشور   نشره على فيسبوك "مركز الزهراء  الثقافي نورنبيرغ".

 فقد شارك هذا المركز عدة صور من الاحتفال التذكاري في 24 آب/أغسطس الماضي. ويشاهد في هذا المنشور المشهد نفسه كما في مقطع الفيديو، ولكن يتَّضح هنا أنَّ الأمر يتعلق باحتفال ديني. وقبل ذلك أعلن هذا المركز الثقافي أيضًا عن هذا الاحتفال على صفحته على فيسبوك.

ولذلك فإنَّ الرايات السوداء التي يلوح بها المشاركون ليست أعلام تنظيم "الدولة الإسلامية". والكتابة المكتوبة عليها ليس شعارات "داعش" بل هي أسماء أئمة شيعة وترمز إلى الحزن والحداد. ويظهر من خلال مقارنتها بصور  راية داعش   أنَّها ليست الراية نفسها.

تزايد الإسلاموفوبيا في جميع أنحاء أوروبا

من الواضح أنَّ انتشار  التحريض المعادي للإسلام لا يمثِّل حالة موجودة في ألمانيا وحدها، وذلك لأنَّه يتزايد أيضًا في غيرها من الدول الأوروبية - ويشتعل خاصةً بسبب هجمات مشابهة لهجوم زولينغن، مثلًا بعد هجوم قاتل وقع في توليدو الإسبانية. فقد طُعن هناك في منتصف شهر آب/أغسطس صبي عمره أحد عشر عامًا. وبعد وقت قصير من ذلك ربطت العديد من  المنشورات   على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مزيَّف هذا الهجوم بمهاجر مسلم من أصول شمال أفريقية. بينما كان منفذ الهجوم بحسب معلومات رسمية من الحرس المدني الإسباني شابًا إسبانيًا عمره عشرون عامًا.

وغالبًا ما يتبع انتشار حملات التضليل ضد المسلمين والهجرة في أوروبا نمطًا معينًا، ففي مقابلة مع DW السيِّدة لورينا مارتينيز وهي رئيسة هيئة تحرير أوروبا في منظمة تدقيق الحقائق   "حقائق منطقية"، قالت "إنَّهم يبدؤون بالأخبار الساخنة ويقصفون الجماهير بمحتويات تهدف إلى قيادتهم إلى طريق تكهنات ذات نتيجة حتمية مفادها: أنَّ المسلمين والمهاجرين يشكلون تهديدًا وجوديًا لأوروبا".

لقد اتضحت العواقب المحتملة للكراهية عبر الإنترنت  في ساوثبورت البريطانية. فبعد هجوم طعن وقع في أواخر شهر تمُّوز/يوليو 2024 وقُتلت فيه ثلاث فتيات، انتشرت العديد من التكهنات في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ادعى هنا أيضًا وبشكل غير صحيح العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي  أنَّ الجاني مهاجر مسلم . ولكن بحسب معلومات الشرطة فإنَّ الجاني وُلِد لأبوين روانديين في مدينة كارديف عاصمة ويلز في المملكة المتحدة. لقد أدَّت الأخبار الكاذبة حول أصل ودين الجاني إلى  قيام الجماعات اليمينية المتطرِّفة بأعمال عنف شديدة  في إنكلترا وأيرلندا الشمالية.

بحسب السلطات البريطانية فقد اعتُقل أكثر من ألف شخص بعد اضطرابات وهجمات عنصرية ضد المسلمين والمهاجرين استمرت عدة أيام. صورة من: Getty Images

هل تؤدي الكراهية عبر الإنترنت إلى الجريمة؟

عمل الفاعلون اليمينيون المتطرِّفون والمؤثرون والمتصيِّدون عبر شبكة الإنترنت إلى زيادة تأجيج الاض ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
DW المصدر: DW
شارك الخبر

إقرأ أيضا