آخر الأخبار

ما وراء عملية إطلاق النار على الحدود الأردنية؟

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على الرابط أعلاه للمشاهدة على الموقع الرسمي

عمّان- بعد عملية إطلاق النار التي نفذها سائق شاحنة أردني على معبر الكرامة الحدودي الأردني وأدت إلى مقتل 3 إسرائيليين، فُتح الباب واسعا على العديد من الاحتمالات والتطورات السياسية والأمنية والعسكرية.

وأكد خبراء أمنيون وعسكريون أن الاحتلال سيسعى لاستغلال العملية لقضم المزيد من الأراضي المحاذية للحدود مع الأردن، ضمن المخطط الذي عُرف بـ"صفقة القرن"، ولفرض السيطرة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية الكاملة على طول الحدود بين الجانبين، في مخالفة صريحة وواضحة لما نصت عليه اتفاقية وادي عربة للسلام الموقعة بين الطرفين الأردني والإسرائيلي عام 1994.

وأعلنت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن منفذ الهجوم سائق شاحنة أردني يدعى ماهر الجازي (39 عاما)، بينما أكدت وزارة الداخلية الأردنية أن الجهات الرسمية باشرت التحقيق في الحادثة، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هذا "يوم صعب على إسرائيل".

المنفذ استخدم ما يقرب من 5 رصاصات وقتل 3 إسرائيليين (مواقع التواصل)

خرق أمني

اعتبر الخبير العسكري العقيد المتقاعد الدكتور محمد المقابلة أن عملية إطلاق الرصاص في معبر اللنبي (جسر الملك حسين كما يسمى في الأردن، ومعبر الكرامة كما يسمى في فلسطين) تعد "خرقا أمنيا وعسكريا" من خلال قيام سائق شاحنة بتهريب مسدس وإطلاق الرصاص على إسرائيليين.

وقال المقابلة للجزيرة نت إن هذه الحادثة ومقتل الإسرائيليين "تعكس حقيقة النبض الشعبي الأردني، وهي عملية مشابهة نوعا ما لما حصل قرب الحدود المصرية من قبل"، ويدل على أن الشعوب العربية "لم يتم تزييف وعيها بما يسمى بالسلام مع الإسرائيليين"، وأن ما يحصل في غزة والضفة الغربية ليس منفصلا عما يسمى بـ"وحدة الساحات" لدى الشعوب العربية.

موضحا أن استمرار جرائم الاحتلال في قطاع غزة بحق المدنيين، وما يحصل في الضفة الغربية من اقتحامات يومية، وتسارع محاولات تهويد المسجد الأقصى المبارك، كل ذلك أدى إلى تنفيذ هذه العملية الفدائية، التي "من المرجح أن يعقبها العديد من العمليات الأخرى طالما بقي الاحتلال مستمرا في عدوانه على قطاع غزة".

وأشار الخبير إلى أنه جرى "إحباط العديد من العمليات المماثلة سواء من الجانب الأردني أو المصري خلال الفترات السابقة، لكن لم يتم الإعلان عنها لأسباب أمنية"، على حد قوله.

المقابلة: إسرائيل ستستخدم العملية للقيام بإجراءات أحادية تمثل تهديدا عسكريا حقيقيا للأردن (مواقع التواصل)

دلالات العملية

وحول ما تعكسه العملية، قال المقابلة إن الهجوم الذي نفذه مواطن أردني يقول لنا إن "الشارع الأردني يغلي" إزاء المجازر بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وإن على الدولة الأردنية أن تقوم بالعديد من الإجراءات المقنعة على المستويات السياسية والأمنية والعسكرية لوقف العدوان على غزة.

وفي الوقت نفسه، يرى المقابلة أن "الاحتلال قادر على تحويل التهديدات إلى فرص"، وبالتالي سيبدأ بالتحريض على الأردن، نتيجة مواقفه المتقدمة من الحرب على غزة، وسيتخذ "العملية الفدائية" مبررا للقيام بإجراءات أحادية الجانب تؤدي لفرض سيطرته الأمنية والعسكرية على كامل الحدود مع الأردن، وإغلاق المعابر البرية مع المملكة، وتحريك آلياته العسكرية قرب الحدود مع البلاد، بما يمثل تهديدا عسكريا حقيقيا للأردن، ومخالفة صريحة لما نصت عليه اتفاقية السلام.

ويتفق الخبير الأمني خالد المجالي مع تقديرات الخبير العسكري المقابلة، في أن الاحتلال يريد استغلال عملية إطلاق النار من خلال زيادة وتيرة هجمات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين على مناطق واسعة في الضفة الغربية، لا سيما في المخيمات الفلسطينية، بهدف تهجير أهلها نحو الأردن.

وأضاف مستدركا في حديثه للجزيرة نت، أن المطلوب من الحكومة الأردنية أن تعلن فورا إغلاق حدودها مع الجانب الإسرائيلي، فالأخير يسعى لتهجير نحو مليون فلسطيني من سكان الضفة الغربية نحو الأردن ممن يحملون الجنسية الأردنية، وربما يجد الاحتلال مبررا لخطوته بعد تنفيذ العملية على الحدود.

وأوضح الخبير الأمني أن منفذ الهجوم مواطن أردني، قام بعمله نتيجة "دوافع فردية"، لها علاقة بما يجري من مجازر في قطاع غزة، ومن اقتحامات بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية. وأضاف أن "منفذ الهجوم حمل مسدسا من السهل إخفاؤه، وهو يحتوي على ما يقرب من 15 طلقة نارية، حيث قام باستخدام ما يقرب من 5 رصاصات لقتل 3 أشخاص، قبل أن يدخل في اشتباك مسلح مع جنود الاحتلال".

العبادي: ما حصل اليوم بادرة من البوادر الأردنية التي من الممكن أن تتكرر (مواقع التواصل)

رد فعل لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك الخبر

إقرأ أيضا