آخر الأخبار

فوز معنوي للخضر!

شارك الخبر

الجزائرالٱن _ فوز المنتخب الجزائري أمام غينيا الاستوائية في أولى مباريات تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025 بشكل متباين بين شوطين مختلفين من حيث المردود صنع الحدث كالعادة في وسائط التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التي انقسمت بين متفائل ومتشائم بالمستقبل، و بمدى قدرة المدرب البوسني فلاديمير بيتكوفيتش على إعادة بناء منتخب شهد تراجعا كبيرا على مدى سنتين ماضيتين في الأداء والنتائج، ويتوفر على أسماء ومواهب كثيرة قادرة على العودة الى الواجهة لو  أحسن استغلالها الطاقم الفني الجديد الذي لم يستقر لحد الأن على تشكيلة ثابتة ومنظومة لعب واضحة بسبب التغييرات التي تشهدها القائمة كل مرة لأسباب مختلفة.

مواجهة غينيا الاستوائية شهدت عودة القائد رياض محرز الذي لم يكن سيئا ولا متميزا  بسبب الضغوطات النفسية التي كانت مفروضة عليه ، وتسببت في تضييعه لركلة الجزاء في الشوط الأول الذي لم يتمكن فيه الخضر من خلق سوى فرصة واحدة بواسطة سعيد بن رحمة، و ظهر فيه بمردود تعيس أمام منتخب غيني كان منظما قبل أن ينهار بدنيا في الشوط الثاني بسبب الضغط الذي فرضه رفقاء المتألق اسماعيل بن ناصر، وسمح لهم بتسجيل هدف مبكر بفضل حسام عوار ، وهدف آخر متأخر عن طريق البديل أمين غويري، في مباراة تألق فيها رامي بن سبعيني الذي قاد دفاعه بشكل جيد رفقة توغاي وحجام ، في وقت ظهر عيسى ماندي بشكل متواضع في الجهة اليمنى. 

الجزائريون على اختلاف آرائهم وانطباعاتهم أجمعوا على أهمية الفوز في هذه الظروف التي يحتاج فيها المنتخب إلى تحقيق الانتصارات لأجل استعادة الثقة ، ويحتاج فيها المدرب لمزيد من الجرأة والوضوح  في خياراته الفنية والتكتيكية التي لم تستقر على حال لحد الأن ، وتميزت بالكثير من الضبابية والارتباك سواء على مستوى القوائم أو التشكيلات التي تثير الجدل كل مرة كما حدث هذه المرة مع الاستغناء عن شايبي وبلايلي واستدعاء لاعبين من دون أندية مثل يوسف عطال، وأخرين يفتقدون المنافسة على غرار لاعبي الدوري المحلي الذي لم ينطلق بعد ، اضافة الى استدعاء أمير سعيود لأول مرة بعد أن بلغ الرابعة والثلاثين من العمر.

صحيح أن الخيارات الفنية هي من صلاحيات المدرب ، يتحمل مسؤوليتها لوحده، لكن ذلك لا يمنع المحللين والصحفيين من انتقادها والتعليق عليها، ولا يعني بالضرورة أنها صحيحة أو خاطئة خاصة وأن المدرب غير مطالب بتبريرها وشرح أسبابها بالتفصيل، لكنه مطالب في الحالة الجزائرية بتحسين المردود وتحقيق النتائج، وتدارك التراجع الذي يشهده المنتخب الجزائري  منذ مدة، ويقتضي إعطاء الوقت للمدرب و بذل الجهد من اللاعبين والصبر عند المناصرين الذين كانوا في المستوى على مدى سنين ماضية رغم تراجع مستوى ونتائج المنتخب الجزائري في مختلف المنافسات. 

الإعلام و الجماهير الجزائرية مطالبة بأن تدرك أن المنتخب الجزائري  دخل مرحلة التراجع قبل أكثر من سنتين  منذ اقصائه من التأهل الى مونديال قطر، واخفاقه المزدوج في نهائيات كأس أمم أفريقيا في الكاميرون سنة 2021 ثم كوت ديفوار 2023 ، وما ترتب عنه من تدمير ذاتي خلف تداعيات فنية ومعنوية أدت إلى انقسام كبير في الأوساط الإعلامية والجماهيرية بين محافظين يدعون الى الاستمرارية واصلاحيين يطالبون بالتغيير، دون أن يعرف بعضهم معنى التغيير والاستمرارية، علما أن مستويات الأندية والمنتخبات في الكرة تخضع لمنطق النتائج التي لا يمكن أن تكون إيجابية باستمرار، وتخضع لمراحل مختلفة.

بعد غد سيكون الموعد مع الخرجة الثانية في تصفيات كأس أمم أفريقيا في مدينة مونروفيا برواندا ، والتي ستشهد تغييرات اضطرارية على مستوى التشكيلة بسبب تسريح محرز و عوار لأسباب صحية، اضافة الى اصابة الثلاثي ريان أيت نوري، محمد أمين عمورة وهشام بوداوي، ما يؤدي حتما الى تغيير ات في التشكيلة، وربما في منظومة اللعب أيضا انسجاما مع المنافس و طبيعة أرضية الميدان المكسوة بالعشب الاصطناعي، اضافة الى الظروف المناخية الحارة التي تتطلب نفس جديد في التشكيلة من الناحية البدنية، ونفس أخر جديد بدنيا و فنيا وتكتيكيا مهما كانت أسماء اللاعبين الذين يتوفر عليهم المدرب بيتكوفيتش المطالب بالتأكيد.

الجزائر الآن المصدر: الجزائر الآن
شارك الخبر

إقرأ أيضا