قتلت أمس وخلال مشاركتها في حملةِ "فزعة" لإسناد الفلاحين في الضفة الغربية والذين يعانون من اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين، متضامنة تركية من أصول أمريكية، تدعى ايسينور ازجي ايجي، والبالغة من العمر 26 عامًا.

وفي السياق، يدين حراك "حرية"، الساعي إلى موضعة النضال ضد الاحتلال في صلب اجندة الفلسطينيين في إسرائيل وعلى سلم أولوياتهم، الحدث مؤكدًا أنّ ما حدث مؤشرًا على مغالاة الاحتلال فهو يستهدف أي صوت وإن كان مطالبًا بأبسط الحقوق، كما ومؤشرًا على أنّ الاحتلال لا يفرق بين طفل وامرأة، فلسطيني أو أي متضامن وصل إلى اسماع صوته القيمي والأخلاقي لإنهاء الاحتلال.

ويطالب حراك "حرية" بوقف الاعتداءات على شعبنا الفلسطيني، سواءً في غزة والتي بلغ عدد ضحاياها أكثر من 40 الفًا، او في الضفة الغربية التي تعاني من هجمة شرسة يقودها جيش الاحتلال كما والمستوطنين، او في الـ 48 الذي يعاني من موجة اعتقالات باتت تحد من حرية في الحراك والوقوف إلى جانب أبناء شعبة، والوقوف إلى جانب موقفه الإنساني المُطالب بوقف الحرب والاعتداءات على مدنيين ووصفهم ووسمهم بالـ "مخربين".

يُشار في السياق إلى أنه ومنذ الـ 7 من أكتوبر، شهدت الضفة الغربية تصاعدًا حادًا في عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، بالتزامن مع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، حيث قُتل أكثر من 120 فلسطينيًا نتيجة لهجمات المستوطنين، وتم تسجيل 1,250 حادثة شملت العنف، وتدمير الممتلكات، والترهيب، خاصة في مناطق مثل نابلس، الخليل، ووادي الأردن.

وارتفعت وتيرة العنف من ثلاث حوادث يوميًا إلى متوسط سبع حوادث يومية، وشملت تدمير المنازل، المركبات، والأراضي الزراعية. في العديد من الحالات، أفادت التقارير أن القوات الإسرائيلية كانت ترافق المستوطنين أو تدعم هجماتهم بشكل مباشر.

ولم يقتصر التصعيد على هجمات المستوطنين، بل شملت العمليات العسكرية الإسرائيلية الضفة الغربية بشكل كبير، حيث نفذت القوات الإسرائيلية غارات متعددة على مدن ومخيمات اللاجئين مثل جنين ونابلس وطولكرم، مما أسفر عن مقتل المئات من الفلسطينيين وإلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات.

وترافق ذلك مع فرض قيود شديدة على الحركة، مما حال دون وصول الإمدادات الطبية والخدمات الأساسية إلى السكان المتضررين. بالإضافة إلى ذلك، تم الإبلاغ عن حالات اعتقال واسعة النطاق في مدن مثل الخليل ونابلس، حيث بلغ عدد المعتقلين منذ بدء العمليات أكثر من 10,000 فلسطيني في الضفة الغربية.

تحويل التضامن إلى حراك

ويؤكد "حراك حرية" أنه ورغم مساعي الترهيب إلا أنّ شارعنا الفلسطيني في الـ 48، لا زال يسطر مواقفًا تؤكد على انتمائه إلى شعبه، منها حملات التضامن الجبارة التي خرجت من البلدات العربيّة، ومنها الحدث الذي نظم أمس مساءً بالتعاون ما بين حراك "حرية" وشباب "عرعرة الحر" وشارك به المئات من أبناء شعبنا وشمل على عرض مجموعة أفلام "من مسافة صفر" للمخرج رشيد مشهراوي المتناولة لـ 20 قصة شخصية من غزة، والتي رافقها حملة تبرع لأخوتنا في غزة.

ويوضح أنّ هذه المشاعر والتحركات المُقيّدة وإن كانت موقفًا صريحًا لكن دون حراك فعليّ وجديّ، لن تتحوّل إلى حالة إسناد، وهذا ما يحتاجه شعبنا اليوم في كل المناطق وهذا ما يدفع المتضامن الأجنبي إلى المخاطرة بحياته لفعلة، فالقضية الفلسطينية لم تكن يومًا قضية الشعب الفلسطيني وحده، بل كانت لها أهميتها في النضال الإنساني ضد الامبريالية الغربية.

ويدعو "حراك حرية" مجتمعنا إلى الانضمام لحملة "فزعة" لدعم أهلنا في الضفة الغربية في صمودهم في ارضهم وبيتهم ووطنهم، فدون هذه الفزعة بات التهجير القسري والمصادرة قاب قوسين وأدني منهم.