آخر الأخبار

صمدت لمئات السنين قبل أن تجرفها مياه الأمطار.. الفيضانات تدمر منازل أثرية فارهة في صنعاء القديمة

شارك الخبر
نشرت في آخر تحديث

تتزايد المخاوف في اليمن بعد شهر من هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات التي أدت إلى انهيار أجزاء من مدينة صنعاء القديمة التاريخية، وسط مخاوف من أن يواجه الموقع الأثري المزيد من الأضرار إذا لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة.

تعرف مدينة صنعاء القديمة التي بُنيت قبل حوالي 2500 عام، بأنها واحدة من أقدم المدن في العالم وتضم أكثر من 6000 مبنى تاريخي، وما يزال الكثير منها يستخدم حتى اليوم. واعترفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بصنعاء كموقع تراث عالمي في عام 1986، ما عزز مكانتها العالمية كمركز تاريخي شديد الأهمية.

مبنى قديم في مدينة صنعاء القديمة في اليمن عام 2019أ ب

كانت المدينة مهددة أصلاً على مدار سنوات من الحرب، لكن موجة الأمطار الغزيرة المستمرة جلبت الآن خطراً أعظم، ما أدى إلى تسرب المياه بشكل كبير وإلى اضطراب بنيتها، وانهارت بالفعل العديد من المباني القديمة.

ومع تناثر الأنقاض والحطام في العديد من الشوارع التي تتكدس فيها المباني المنهارة جزئياً، حذر أحد السكان هناك من أن الوضع قد يزداد سوءاً إذا لم يتم تنفيذ أعمال الإزالة والصيانة اللازمتين بسرعة.

مدينة الحديدة الجنوبية في اليمن حيث قُتل 30 شخصًا ونزح المئات بسبب الفيضانات في آب أغسطس 2024أ ب

يقول صلاح الجلال صاحب أحد المباني المنهارة: "هذا هو منزل عائلتي القديم، ويعود تاريخه إلى مئات السنين. لقد انهار مع منزل جيراننا. إذا لم نزل هذا الحطام ولم نصلح المنازل، فإن البيوت الخمسة المجاورة ستكون جميعها في خطر".

يمنيون يتفقدون مبنى مدرجًا على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في مدينة صنعاء القديمة انهار بسبب الأمطار في آب أغسطس 2022أ ب

منذ اندلاع حرب السعودية ودول التحالف على اليمن في عام 2011، انخفض مستوى الاستثمار الحكومي في الحفاظ على الآثار التاريخية بشكل كبير. كما عانت مدينة صنعاء القديمة من التفجيرات خلال النزاعات التي تلت ذلك، ما أدى إلى إدراجها من قبل اليونسكو كـ "موقع تراث عالمي معرض للخطر" في عام 2015.

المدمرة الصاروخية الموجهة تبحر في البحر الأحمر يوم الأربعاء 12 حزيران يونيو 2024أ ب

وحذّر المسؤولون من حجم المشكلة، وقالوا إن جهود الحفاظ على المدينة القديمة كانت بالفعل صعبة بما فيه الكفاية، وأضافوا أن التهديد الذي شكلته فترة العواصف المطرية الطويلة جعل الوضع يتفاقم.

وقال رشاد المقطري وكيل الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية للشؤون الفنية في اليمن: "تضرر أكثر من 2000 مبنى في مدينة صنعاء القديمة حاليا. ولا يعود السبب في ذلك إلى الأمطار الغزيرة فحسب، بل أيضاً إلى الحرب السابقة ونقص أعمال الترميم. وأدت الأمطار الموسمية الغزيرة إلى تفاقم الأضرار. أعني أن المدينة القديمة تضررت بالفعل، ونحن نحاول إصلاحها كل عام. لكن الأمطار هذا العام كانت أكثر من المعتاد".

يورو نيوز المصدر: يورو نيوز
شارك الخبر

إقرأ أيضا