آخر الأخبار

لماذا صوت الألمان لليمين المتطرف؟

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على الرابط أعلاه للمشاهدة على الموقع الرسمي

شهدت ولايتا تورينغن وساكسونيا الألمانيتان، يوم الأحد الماضي، انتخابات تاريخية أحدثت هزة في المشهد السياسي الألماني والأوروبي بشكل عام، إذ حقق حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD) اليميني المتطرف مكاسب كبيرة في انتخابات الأقاليم، مما أثار ردود فعل متباينة بين السياسيين والمحللين والصحفيين داخل وخارج البلاد.

ففي ولاية تورينغن الواقعة شرق البلاد، حصد حزب البديل من أجل ألمانيا، 32.8% من الأصوات، متقدمًا بشكل كبير على الحزب المسيحي الديمقراطي الذي حصل على 23.6%، وحزب "دي لينكه" اليساري الذي حاز على 13.1%.

أما في ولاية ساكسونيا، فقد جاء البديل في المركز الثاني بنحو 30.6% من الأصوات بعد الاتحاد الديمقراطي بنسبة 31.9%، وبفارق كبير عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي -وهو حزب المستشار الألماني أولاف شولتس– الذي حصل على 6.1%.

ووصف الصحفي في مؤسسة دويتشه فيله "يوسف بوفيجلين" نتائج هذه الانتخابات بأنها "زلزال سياسي"؛ فعلى الرغم من تقدم الأحزاب اليمينية في نتائج الاستطلاعات التي أجرتها مؤسسات ألمانية عديدة، فإنّ أحدًا لم يكن يتوقع أن يحصد حزب البديل من أجل ألمانيا هذه النتائج غير المسبوقة.

وتعكس هذه النتائج -التي تمثل صعودًا غير مسبوق لليمين المتطرف في ألمانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية- تحوّلًا كبيرًا في توجهات الناخبين الألمان، خاصة في الولايات الشرقية التي تعاني من تحديات اقتصادية واجتماعية، كما أنها تثير تساؤلات حول مستقبل الديمقراطية والتعايش الاجتماعي في البلاد، بالإضافة إلى تأثيرها على سياسات الهجرة والاندماج.

ردود فعل داخل ألمانيا

عبّرت المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، عن قلقها العميق من هذه النتائج قائلة "هذه النتائج تمثل تحديًا كبيرًا لقيمنا الديمقراطية والتعددية، ويجب أن نعمل جميعًا على فهم أسباب هذا التحول، ومعالجتها من خلال سياسات تلبّي احتياجات المواطنين وتشجع على التماسك الاجتماعي".

والمعروف عن ميركل رفضها التعاون بين حزبها "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" وحزب "البديل من أجل ألمانيا"، وقد عبّرت عن ذلك في أكثر من مناسبة خلال فترة توليها منصب المستشارة وبعد خروجها من المنصب.

وفي السياق ذاته، أقرّ رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرتس بالهزيمة، وأكد على ضرورة إعادة تقييم إستراتيجيات الحزب قائلًا "علينا أن نتواصل بشكل أفضل مع المواطنين، ونستمع إلى مخاوفهم وتطلعاتهم. لا يمكننا تجاهل الرسالة التي أرسلها الناخبون من خلال هذه الانتخابات".

من ناحية ثانية، انتقدت وسائل إعلام ألمانية كثيرة تأخر ميرتس في التعليق على نتائج انتخابات تورينغن وساكسونيا، حيث لم يظهر إلا صباح يوم الاثنين في مقر الحزب في برلين، وقال "يجب على ائتلاف إشارة المرور -والمقصود هنا الائتلاف الحاكم المكون من الحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الليبرالي- أن يصحح سياسته بشكل جذري، خصوصًا في ملف الهجرة".

فريدريش ميرتس زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني يتحدث إلى وسائل الإعلام (غيتي)

ويشار إلى أنّ حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي المعارض قد غيّر من مواقفه في الآونة الأخيرة بهدف جذب الناخب الألماني وإعادة بناء شعبيته داخل المجتمع، من خلال تأييده دعم الحكومة الألمانية بشكل غير مسبوق لأوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وأيضا تأييده المطلق لإسرائيل في حربها على غزّة.

هذا بالإضافة إلى كثير من الوعود التي أطلقها الحزب لناخبيه، وعدم استبعاد ميرتس العمل مع الحزب اليميني المتطرف لتشكيل الحكومة، حال فوزه في الانتخابات البرلمانية على مستوى الولايات في نوفمبر/تشرين الثاني القادم. إلا أنّ كل تلك التغييرات لم تشفع للحزب المسيحي الديمقراطي لدى دافعي الضرائب الألمان.

أمّا البديل من أجل ألمانيا، فقد عاش نشوة الفرح مساء الأحد، وأطلق عدد كبير من أعضائه تصريحات نارية فيما يخصّ رؤية الحزب لقيادة البلاد في الفترة المقبلة، إذ صرّح رئيس الحزب ألكسندر غاولاند -لموقع فرانكفورتر ألغيماينه- بأن هذه النتائج تعكس رغبة الشعب في تغيير جذري للسياسات الحالية".

ويضيف غاولاند "سئم الناخب الألماني من السياسات التقليدية التي فشلت في معالجة قضايا الهجرة والأمن والاقتصاد، نحن مستعدون لتحمل المسؤولية والمساهمة في بناء مستقبل أفضل لألمانيا". كما صرّحت نائبة رئيس الحزب أليس فايدل بأنّ حزبها قادر على مواجهة ملف الهجرة غير النظامية، والعمل على تقييد تلك الهجرة مَهْما كلّف الثمن.

غاولاند: نتائج الانتخابات بفوز حزب البديل من أجل ألمانيا تعكس رغبة الشعب في تغيير جذري للسياسات الحالية (غيتي)

تأثير النتائج على المهاجرين والأقليات لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك الخبر

إقرأ أيضا