لم يقدم كوليبا (43 عامًا) أي سبب للاستقالة. وقدم أربعة وزراء آخرون في الحكومة استقالاتهم الثلاثاء، ما يجعل هذا التعديل الوزاري على الأرجح هو الأكبر منذ الحرب الروسية الأوكرانية في شباط فبراير 2022.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أشار الأسبوع الماضي إلى أن التعديل الوزاري كان وشيكًا، مع استعداد الحرب لدخول مرحلة حرجة ودخولها اليوم الألف في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقال يوم الأربعاء إن أوكرانيا بحاجة إلى "طاقة جديدة، وهذا يشمل الدبلوماسية". وقال خلال مؤتمر صحفي عقده في كييف مع رئيس الوزراء الأيرلندي الزائر سيمون هاريس إنه لا يستطيع الإعلان عن أي شخصيات بديلة حتى الآن لأنه لا يعرف ما إذا كان المرشحون سيقبلون دعوته للانضمام إلى الحكومة.
يحتاج زيلينسكي إلى الحفاظ على الروح المعنوية لأوكرانيا وسط حرب الاستنزاف الطاحنة مع جارتها الكبرى وإلى تقوية عزيمة البلاد لما سيكون شتاءً قاسياً آخر. لقد حطمت روسيا شبكة الكهرباء في أوكرانيا، ما أدى إلى تعطيل نحو 70% من قدرة التوليد وانقطاع إمدادات الحرارة والمياه.
التقدم الروسي الأخير في لفيف على الحدود مع بولندا
أسفرت الغارات الروسية عن مقتل سبعة أشخاص غرب البلاد، بعد يوم واحد من أكثر الهجمات الصاروخية دموية منذ بدء الحرب.
وأكد الهجوم المميت الذي وقع يوم الأربعاء على لفيف -وهي مدينة قريبة من الحدود مع بولندا العضو في حلف الناتو وبعيدة عن خطوط المواجهة- أن أوكرانيا كلها تحت رحمة قدرات موسكو بعيدة المدى.
لقد أدى التوغل المحفوف بالمخاطر الذي قام به الجيش الأوكراني قبل شهر تقريباً في منطقة كورسك الحدودية الروسية إلى رفع معنويات الأوكرانيين وجاء رداً على أشهر من الأخبار المقلقة من خط المواجهات شرق أوكرانيا. وما تزال الأهداف النهائية للتوغل الأوكراني في روسيا غير واضحة، رغم أن زيلينسكي يقول إن أوكرانيا تريد إنشاء منطقة عازلة هناك من شأنها أن تمنع الهجمات الروسية عبر الحدود.
ما يزال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عازمًا على دفع جيشه إلى العمق شرق أوكرانيا. ويشير هجوم الكرملين في دونيتسك -حيث تعاني أوكرانيا من نقص في القوات والدفاعات الجوية، والضربات الصاروخية بعيدة المدى التي أصابت مرارًا وتكرارًا المناطق المدنية في أوكرانيا- إلى أن بوتين سيظل متصلبًا ولا يلين في جهوده الهادفة إلى القضاء على التحركات الأوكرانية.
وقال معهد دراسات الحرب -وهو مركز أبحاث في واشنطن- الثلاثاء، إن بوتين يعتقد أن روسيا "يمكنها أن تُضعف أوكرانيا ببطء وإلى أجل غير مسمى من خلال التقدم الساحق" و"من خلال التفوق على الدعم الغربي" لكييف.
كما أن زيلينسكي يضع في اعتباره الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، ويعتقد أنها يُمكن أن تحدث تحولاً في الدعم العسكري الأمريكي الرئيسي لبلاده.
نصف الوزراء الحاليين سيستقيلون نهاية الأسبوع، ولكن من سيتلو كوليبا؟
جاء كوليبا خلال الحرب في المرتبة الثانية بعد زيلينسكي في نقل رسالة أوكرانيا واحتياجاتها إلى الجهات الدولية، سواء من خلال منشورات وسائل التواصل الاجتماعي أو الاجتماعات مع كبار الشخصيات الأجنبية. في تموز يوليو، أصبح كوليبا أرفع مسؤول أوكراني يزور الصين منذ الحرب الروسية الأوكرانية. وهو يشغل منصب وزير الخارجية منذ آذار مارس 2020.
لم يُعرف بعد خليفة كوليبا ولكن من المتوقع أن يتم الإعلان عنه يوم الخميس. وقالت العديد من وسائل الإعلام الأوكرانية، نقلاً عن مصادر لم تسمها، إن نائبه أندري سيبيها، سيصبح كبير الدبلوماسيين في البلاد.
ومن المرجح أن يرافق وزير الخارجية الجديد زيلينسكي الأسبوع المقبل إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وهي محاولة للضغط على قادة العالم للحصول على دعمهم.
وقال رئيس البرلمان رسلان ستيفانتشوك على صفحته على فيسبوك إن استقالة كوليبا سيناقشها أعضاء البرلمان في جلستهم المقبلة.
وقا ....