الجزائرالٱن _ يَقبَلون بأي شيء ولو أن يباعوا كالعبيد، فلا يهمهم إلّا الهرب من الظروف الصعبة التي يعيشونها في المغرب والبحث عن لقمة عيش في إسبانيا، هذا هو حال الكثير من فقراء المغرب، الذين أرغمهم العوز والفاقة في بلاد أمير المؤمنين، إلى التوجه شمالا نحو الجار الأوروبي، ولو كان العبور عبر “سوق النخاسة”
هذا ما كشفته الشرطة الإسبانية بمدينة مايوركا، بعدما تمكنت نهاية الأسبوع الجاري من إلقاء القبض على عصابة إجرامية يتزعمها رجلان إسبانيان يعملان في القطاع الزراعي، متورطين مع سماسرة في المغرب لبيع مغاربة لأصحاب المزارع في إسبانيا.
فيما أفادت مصادر مطلعة بأنّ المنظمة التي تم تفكيكها من طرف رجال الأمن الإسبان، متهمة باستغلال العمال المغاربة الموسميين، مقابل دفع أموال لتسوية وضعيتهم القانونية في إسبانيا، وفق ما نقلت صحيفة elconfidencial.
إلى ذلك، كشفت التحقيقات التي أجرتها السلطات، أنّ هذه الشبكة التي يتزعمها رجال أعمال كانت تطالب مبالغ خيالية تتراوح بين 15 ألف دولار و22 ألفا، مقابل الحصول على عقود عمل يمكنهم من الدخول إلى إسبانيا.
وبينت أنّ الشبكة عززت من نفوذ استغلالها للضحايا الوافدين من المغرب، مطالبة بمبالغ مالية أخرى تصل إلى ما بين 6000 دولار و8000 دولار، من أجل تسوية وضعهم القانوني.
كذلك استغلت تلك الشبكة ظروف العمال الموسميين، وتشغيلهم في ظروف مسيئة تتعارض مع قوانين العمل في إسبانيا، وذلك بسبب الديون المتراكمة، تفاديا لفقدان وضعهم القانوني.
ومن المتوقع أن تكشف التحقيقات التي أجرتها السلطات الأمنية في إسبانيا، خلال ثلاثة أشهر الأخيرة، اعتقال أشخاص آخرين متورطين مع نفس الخلية الإجرامية، في تهم الاتجار بالبشر واستغلالهم في العمل بطرق غير نظامية للهجرة في حق المغاربة، منها التهديد والاختطاف الجنسي، وجرائم ضد حقوق العمال.
فيما تستغل تلك المنظمات المهاجرين المغاربة في الحقول الإسبانية لساعات طوال، بمقابل مادي باهظ، وفي حالة رفضهم يتم تهديدهم بالقتل في حالة محاولة أحدهم باللجوء إلى الشرطة، مع رفض تسليمهم وثائقهم.
