آخر الأخبار

'وينك يا حكومة؟'... جعجع: لرئيس ثمّ طاولة حوار وسلاح 'الحزب' لا يحمي الشيعة

شارك الخبر

أكد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أن "مِحورَ الممانعةِ يزُجُّ بلبنانَ في حربٍ عبثيّةٍ لا أُفُقَ لها. وهي حربٌ يرفُضُها اللبنانيونَ وفُرِضتْ عليهِمْ فرْضاً، ولا تَمَتُّ إِلى قضاياهُمْ ومصالِحِهم بِصِلَة ولا تخدُمُ إِلا مشاريعَ وُمخططاتٍ خارجيّة"، مشيراً إلى أن "هذه الحربَ التي انخرطَ فيها حزبُ الله يجب أن تتوقَّفَ قبلَ أَنْ تتحوّلَ إلى حربٍ كبيرٍة لا تُبقي ولا تَذَرُ". وسأل: "كيف يسمحُ حزبُ الله لنفسِهِ بأخذِ اللبنانيين إلى حيثُ لا يريدون وإلى حيثُ يريدُ هو فقط وبِما يخدُمُ مشروعَهُ وارتباطاتِهِ. مَنْ أَجازَ لحِزبِ الله واعطاهُ التفويضَ لِأَنْ يُصادِرَ قرارَ اللبنانيينَ وحُريَّتَهُمْ ويحتَكِرَ قرارَ الحربِ والسِلمِ، وكأنَّ لا دولةَ ولا حكومةَ ولا سُلطةَ ولا مؤسساتٍ ولا شُركاءَ له في البلدِ، ولا شعبَ حتى".

وأعلن أنه "إِذا كانَ البعضُ يريدُ تعديلَ الدستورِ فَلا مانِعَ لَدَينا. فلننتَخِبْ رئيساً للجمهوريةِ أولاً، وتِبعاً للدستورِ، وبعدَها نحنُ جاهزونَ، لا بلْ ندعُو، لِطاولةِ حوارٍ وطنيّةٍ فِعليّةٍ في قصرِ بعبدا حيث نطرحُ كلَّ شُؤونِنا وشُجونِنا الوطنيَّةِ، يتركّزُ النِّقاشُ فيها على عُنوانٍ أوحد: أيُّ لبنانَ نريد؟ ونتّفقُ على أنَّنا لنْ نخرُجَ منْ هذا الحِوارِ كما خرجنا من كل الحوارات السابقة، فِيما البلدُ يُواصِلُ انهيارَهُ، ومؤسساتُهُ تتآكلُ، وشعبُهُ يموتُ ويُهاجِرُ"، مشدداً على أنه "حانَ الوقتُ لِأنْ نحسِمَ النِقاشَ حولَ الأمورِ الخِلافيةِ الأساسِيّة التي تمنَعُ قِيامَ دولةٍ فِعليّةٍ وتُبْقِي لبنانَ ساحةَ فوضى وفَسادٍ وعدَم استقرار".

وأوضح جعجع أنه "إذا كانَ البعضُ يعتقدُ بِأنّهُ في نِهايةِ الحربِ التي نمُرُّ بِها، وَمَهْما كانتْ نتائجُها، فإنَّ المجموعةَ الدوليّةَ كما العربيةَ ستفاوضُ مِحورَ المُمانعةِ بِخُصوصِ مُستقبَلِ لبنانَ لأنَّهُ الفريقُ المدجّجُ بالسلاحِ، فهْوَ مخطئ. لأنَّ أحداً لنْ يقبَلَ بأنْ يَعوُدَ الوضعُ في لبنانَ الى ما كانَ عليهِ قبْلَ الحربِ وَأَنْ تَسْتَمِرَّ الدولةُ في فُقدانِ قرارِها وتفكُّكِها. الجميعُ في اليومِ التالي للحربِ سيتفاوَضُونَ معَ من يملِكُ مفاتيحَ اليومِ التالي، مفاتيحَ المستقبلِ، معْ مَنْ يملِكُ الرُّؤيا والخِّطَّةَ والإِصلاح،َ لا مع الذي لا رؤيةَ لهُ إلاّ الحربُ، ولا إِصلاحَ لديه إلاّ التجاراتُ الممنوعةُ والاقتصادُ الرديفُ".
وشدد على أن "اليومَ التالي في لبنانَ هُوَ لنا، "بكرا إلنا" ليسَ لسببٍ سِوى لأنَّنا أولادُ الغدِ، نحمِلُ لُغَتَهُ ومفاهيمَهُ وخُطَطَهُ وبرامِجَهُ منذُ الآنَ، مُتَحَلّينَ بِكُلِّ ما يلزمُ مِنْ أخلاقٍ واستِقامَةٍ وشفافيَّةٍ ومعرِفةٍ بالشيءِ تمَكّنُنا مِنْ أَنْ نصنعَ الغدَ. أمّا مِحورُ الممانعةِ وحُلفاؤُهُ، فرَأينا ما كانتْ نتيجةُ تحكُّمِهِ بِزِمامِ الأُمورِ، وهُوَ لا يصلُحُ إِطلاقاً، لا هُوَ ولا حلفاؤُهُ، لليومِ التالي، ولا يتوقَّعَنَّ أحدٌ أَنْ يكونوا هُمْ عُنوانَ المرحلةِ المقبِلة"، مؤكداً أن "الجميعَ بعد نهايةِ هذه الحرب سيَرى نفسَهُ مُلزَماً بِدَعْمِ نظرتِنا لِقيامِ الدولةِ لِأنَّ الجميعَ يُريدُ استقرارَ لبنانَ، الذي يشكِّلُ ضمانةً للجميعِ في الداخل والخارج، وَلأنَّ الجمهوريَّةَ القويَّةَ وحدَها تؤمِّنُ هذا الاِستقرارَ، وْنَحْنُ بُناةُ "الجمهورية القوية".

وتوجّه لـ"حزب الله" بالقول: "إنَّ سلاحَكَ لا يَحمي الطائفةَ الشيعيةَ، كما أنَّ أيَّ سلاحٍ لا يحمي طائفةً مُعيَّنَة. وإِنْ كانَ هناك من حمايةٍ فهْي حتماً في كَنْفِ الدولةِ الفعليّة العادِلة القادِرَة. فالضماناتُ من مسؤوليَّتِها، وطمْأَنَةُ بعضِنا البعضْ من مسؤوليتِنا جميعاً. إنَّ ما نريُدُه ونعمَلُ من أجلِهِ هو الغدُ لنا جميعاً كلبنانيين، فقدْ آنَ الأوانُ أنْ نخرُجَ معاً من الماضي لكي نبنيَ المستقبلَ بِناءً يجسِّدُ طُموحاتِ كُلِّ مُكوِّنٍ مِنّا بعيدا عن منطِقِ الهواجِسِ الظرفيّةِ او الوُجوديةِ. إِنَّ ملاقاةَ بعضِنا البعضَ في الوطنِ من شأنِها تبديدُ كلِّ المخاوِفِ وإِسقاطُ كلِّ الرِهاناتِ الخارجيةِ من أيِّ جهةٍ أتَتْ. إِنَّ أوَّلَ خُطوةٍ غايَةً في الإلحاحِ في الوقتِ الحاضرِ هي انتخابُ رئيسٍ للجمهورية".

واعتبر جعجع أنَّ "انتخابَ رئيسِ الجمهورية يجبْ ألّا يكونَ موضِعَ مساومةٍ بلْ يجبْ أنْ يبقى مستنِداً الى قواعدَ دستوريةٍ واضِحة لا لُبْسَ فيها ولا تخضَعُ لأيِّ اجتِهاد. وعلى الرئيس نبيه بري أنْ يدعُوَ وكما نصَّ الدستورُ إلى جلسةِ انتخابٍ مفتوحةٍ بِدَوراتٍ متتاليةٍ حتى التوصُّلِ إلى انتخابِ رئيسٍ للجمهوريّة. وَلْيَفُزْ مَنْ يفُزْ ويَلْقى التهنئةَ والمُبارَكَةَ منَ الجميعِ بدَلاً منْ أنْ نَظَلَّ في دوّامةِ التعطيلِ والدعَواتِ العقيمةِ إلى حِوارٍ، جرى ويَجري كلَّ يومٍ ومِنْ دُونِ أنْ يُؤدِّيَ إِلى أيِّ نتيجة. على الرئيس بري أنْ يفكِّرَ ويتصرّفَ من موقِعِهِ الدستوريِّ المسؤولِ كرئيسٍ لمجلسِ النوابِ وليسَ مِنْ موقِعِهِ السياسيِّ كطرَفٍ وحَليفٍ لحزبٍ لديهِ حساباتٌ ابعدُ مِنْ رئاسةِ الجمهوريّةِ وأبْعَدُ مِنْ لبنانَ حتَّى".

وأوضح "أننا لنْ نقبلَ وتحتَ ايِّ ظرفٍ من الظروف بأنْ يَفْرِضَ فريقٌ لبنانيٌّ موقِفَهُ ومرشَّحَهُ على كُلِّ الآخرينَ، وأَنْ يَضَعَ يدَهُ على رئاسةِ الجمهوريّةِ وأَنْ يُمْعِنَ في التَّعطيلِ والتزوير. الطريقُ إلى قصرِ بعبدا لا تمُرُّ في حارةِ حريك، والدخولُ إلى قصرِ بعبدا لا يكونُ من بوابةِ عينِ التينة ووِفْقَ شُروطِها وحِوارِها المُفْتَعَلْ. الطريقُ الى قصرِ بعبدا تمرُّ فقطْ في ساحةِ النِّجمة ومِنْ خلِالِ صُندوقِ الاقتراع. إنَّ مسألةَ رئاسةِ الجمهوريّةِ تَعني جميعَ اللبنانيينَ والمسيحيينَ مِنْهُم بشكلٍ خاص عَمَلاً بقواعِدِ النِّظامِ. ولا يُمكنُ لأيِّ فريقٍ مهْما جبَرَ وتجبَّرَ ورفعَ الصوتَ وتوعّدَ أنْ يحتكِرَ ويتحكَّمَ وينسِفَ التوازناتِ والشراكةَ الوطنيّةَ ويَبتَدِعَ سَوابِقَ ويستحدِثَ اعرافاً تُصبِحُ اقوى من الدستورِ وفروعاً تُصبحُ هيَ الأصلَ والأساسَ".
وتابع: "يشترطون حِواراً لانتخابِ رئيسِ الجمهوريّة ويرفُضون حِواراً لإِنقاذِ الوطنِ من بَراثِنِ الحربِ وإِخراجِهِ من النَّفَقِ المُظلِمِ. عندما يعجَزون عن فرض ِمرشِّحِهِمْ والرئيسِ الذي يريدون، يطرَحونَ الحوارَ للتَّحايُل ِعلى الواقِعِ ولِيُحَقِّقُوا عن طريقِهِ ما لمْ يستطِيعوا تحقيقَهُ عن طريقِ القواعِدِ والآليّاتِ الدستوريّةِ والديمقراطيّة. وعندما يريدون التفرُّدَ بقرارِ الحربِ وسَوْقَ لبنانَ واللبنانيين إلى اتونِ حربٍ لا قدرةَ ولا طاقةَ لهُمْ علَيها، يرفُضونَ الحِوارَ ويتجاهَلُونَ الدعواتِ النيابيّةَ الملِحّةَ والمُحقّةَ لمناقشةِ الحكومةِ في مجلسِ النوابِ حولَ الحربِ. هُنا يَحضُرُني قولُ سماحةِ الإمامِ المغيّبِ ألسيِّد موسى الصدر: "أنا لا أُنْكِرُ وجودَ ظالِمٍ ومظلومٍ. ولَكِنْ لا نريدُ أنْ نُحوِّلَ المظلومَ الى ظالِمٍ، والظالِمَ الى مَظلومْ".

ودعا جعجع "اللبنانيينَ المُخلِصينَ، وهُمْ كُثُرٌ، الى المشاركةِ جميعُنا في خارِطةِ طريقٍ لوقْفِ الدَوَرانِ في هذه الحلَقَةِ الجَهَنَّمية، والخروجِ مِنْها الى حلَقَةِ بناءِ وطنٍ فعليٍ بِدولةٍ فِعليَّة. إنَّ أوَّلَ خَطوةٍ على هذا الطريقِ هي تضافُرُ كلِّ النوايا الحَسَنَة الموجودَة في المجلِسِ النيابيِّ والذَّهابُ، غداً، وَبِحُكْمِ المسؤوليّةِ التي حمَّلَها الدستوُر للنُّوابِ بالذّاتِ في هذا المجالِ، أَلذَّهابُ الى المجلِسِ النيابِيِّ وانتخابُ رئيسٍ جديدٍ للبِلاد".

جعجع، وفي كلمة ألقاها عقب قداس شهداء المقاومة اللبنانيّة الذي أقيم في المقر العام لـ"القوّات اللبنانيّة" في معراب، لفت إلى ان الوضع الحالي لا يمثل الحقائق المجتمعية التاريخية للبنان، بل هو نتيجة لتراكمات سلبية على مدى السنوات الثلاثين الأخيرة بفعل تسلط دولتي إيران والنظام السوري، إضافة إلى بعض المجموعات السياسية الداخلية الفاسدة. واعتبر أن هذا الواقع مصطنع وقام على وهم السيطرة والفساد، لكنه حكمًا آيل للسقوط مع سقوط العوامل التي أدت إلى قيامه.
وكان جعجع قد استهل كلمته بالقول: "اليوم سأبدأ بكلمة صغيرة موجهة لعائلة الشهيد الصغيرة: والدته ووالده، زوجته وأولاده، إخوته وأخواته. صحيح أننا نركز دائمًا على القضية الكبيرة وتحدياتها وتعقيداتها وتشعباتها، ولكن لا تظنوا أنكم تغيبون عن بالنا ولو للحظة. صحيح أننا نراكم مرة في السنة، ولكن تلك المرة تبقى محفورة في قلوبنا وحاضرة في عقولنا في كل لحظة. لا تظنوا أننا لا ندرك مدى صعوبة الفراق، حتى وإن كان من أجل الدفاع عن الوجود، أو صونًا للحرية أو إيمانًا بقضية مهما كانت سامية. ولكن الفراقيبقىفراقًا".
وتابع: "نحن جميعًا نقدّر ما عانيتموه وما زلتم تعانونه بسبب فقدان أحباء لكم. نحن جميعًا ننحني أمام وجعكم وآلامكم وتضحياتكم. النقطة الأساسية التي تعزّينا في هذا الصدد هي أن أبناءكم ما زالوا أحياء، حتى وإن لم تروهم وتلمسوهم كل يوم، فإنهم ما زالوا أحياء لأن قضيتهم ما زالت حية. لأن القضية التي استشهدوا من أجلها ما زالت حية، ولأن رفاقهم ورفيقاتهم اجتمعوا ليحملوا الشعلة من بعدهم ويواصلوا النضال والكفاح حتى الاستشهاد للوصول إلى الهدف الذي من أجله استشهد أحباؤكم. الفراق صعب، ولكنه يصبح مفهومًا عندما يرتبط بمسيرة الأبرار والقديسين على هذه الأرض".

وتوجّه خلال كلمته إلى باسكال سليمان، وقال: "رفيقي باسكال سليمان، لا أستطيع أن أنسى ذلك اليوم الأحد 7 نيسان 2024. كنت في بشري، فجاءني خبر اختطافك. تحركت على الفور وذهبت إلى مقر منسقية "القوات" في مستيتا بجبيل. عند وصولي، فوجئت بأن جميع رفاقك كانوا هناك. ليس فقط رفاقك من جبيل، بل من جميع مناطق لبنان، من عكار إلى بنت جبيل، ومن بيروت إلى القاع. ملأوا الساحات والشوارع، والسيارات لم تعد تستطيع الوصول. هذا نحن يا باسكال، هذه هي القوات اللبنانية: عاصفة من البطولة تهبّ كلما دق الخطر، ولن تهدأ قبل معرفة الحقيقة وإحقاق الحق. هذا فصل جديد من فصول المقاومة اللبنانية كما عرفناها منذ 50 عامًا، منذ 100 عام، منذ 200 عام وعبر العصور، وكما سنعرفها كل يوم وبعد مئات السنين".
وتابع: "هذا العام لم ينضم باسكال إليكم فحسب، بل رفيقنا سليمان سركيس أيضًا. شاب في مقتبل عمره، عريس جديد، استشهد غدرًا ضحية حقد أعمى بينما كان يفتح محله في شكا، ليس لسبب سوى لأنه ابن أحد مناضلي "القوات" في شكا، فارس سركيس. على كل حال، البطولة والشهادة ليست جديدة على شكا أبدًا".

وقال: "إنني لا أستطيع أن أنسى في تموز 1976، عندما احتلت مجموعات مسلحة غريبة معظم أحياء شكا، كيف بقيت ثلاث فتيات، ليانتين وهند ونساريا، في موقعهن في دير الرهبان، بينما كان المسلحون يحاصرونهن من الجهات كلها. بقين في موقعهن ورفضن تركه، رغم كل النداءات التي وجهت إليهن، وصمدن حتى شُنَّ الهجوم المضاد وتحررت شكا وتحررت معها المنطقة بأكملها. رفيقي سليمان، هذه هي شكا، هذا نحن، هذه هي "القوات".
وشدد جعجع على أننا "إن ننسى لن ننسى شهيدنا المثال والرمز الياس الحصروني، الذي رغم أنه ليس بيننا جسدًا، إلا أنه يبقى بيننا روحًا، طيفه حاضر بيننا في كل ساعة وكل وقت، ذكراه، بطولته، شهامته، التزامه بشعبه وقضيته حتى الاستشهاد. الياس الحصروني سيبقى معنا دائمًا".
وتوجّه إلى عين إبل وأهلها، قائلاً: "أما أنتِ يا عين إبل، فقد كنتِ وستظلين منبعًا للبطولة. تحية كبيرة لأهالي عين إبل، وأيضًا لأهالي رميش ودبل والقوزح وعلما الشعب وقرى مرجعيون حاص ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
MTV المصدر: MTV
شارك الخبر

إقرأ أيضا