آخر الأخبار

الرياضة والثقافة في برنامج المترشحين للرئاسيات !

شارك الخبر

الجزائرالٱن _ على مدى أكثر من أسبوعين من عمر الحملة الانتخابية لرئاسيات السابع سبتمبر خاض المرشحون ومن ناب عنهم من المؤيدين في التجمعات و اللقاءات الجوارية في كل المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية المختلفة لأجل استمالة الناخبين، خاصة الشباب منهم باعتبارهم يشكلون أعلى نسبة من الهيئة الناخبة التي يفوق عددها العشرين مليون ناخب، لكنهم تجاهلوا قطاع الرياضة لحد الآن في خرجاتهم سواء تعلق الأمر بالاهتمام بتشجيع الممارسة الرياضية في كل الأوساط ، أو الرياضة المدرسية والجامعية والنسوية، وكذا رياضة النخبة وضرورة توفير الإطار القانوني والتنظيمي لتطويرها في إطار بنية تحتية لائقة ومرافق تستوعب الكبار وتستقطب الصغار .

صحيح أن السياسة والاقتصاد والتجارة والاستثمار  وتنظيم شؤون الدولة والجبهة الاجتماعية والتنمية بمختلف مجالاتها، والتربية والتعليم والتكوين المهنيين والعدالة والسياسة الخارجية والدفاع الوطني ، هي مجالات ذات أهمية كبرى في برامج المرشحين ، وفي أوساط الناخبين، لكن الرياضة هي أيضا جزء من مشروع المجتمع الذي نريده لشعبنا ، تحظى بالاهتمام في جميع الأوساط ، صارت بدورها صناعة وتجارة وثقافة و جزء من الدبلوماسية الناعمة، بغض النظر عن أهميتها الصحية في أوساط المجتمع الذي يحتاج الى مرافق يمارس فيها هوايته ، و يحتاج الى منظومة رياضية تسمح له بتفجير طاقاته.

صحيح أيضا أن برامج المرشحين المكتوبة أولت أهمية لقطاع الشباب بكل اهتماماته وهواياته، وأهمية أكبر لتشييد المرافق الرياضية لممارسة الرياضة بكل أنواعها، الفردية والجماعية، الجماهيرية والنخبوية، ولا يمكن للمرشحين الخوض في كل التفاصيل والجزئيات في إطار حملة انتخابية محددة في الزمان لكن تركيبة الهيئة الناخبة الشابة بنسبة كبيرة، كانت تقتضي التوجه نحوها بخطاب مباشر يغريها ويقنعها، ويشرح لها برنامجها الثقافي والرياضي والترفيهي الذي يعتبر جزءا مهما في الحياة اليومية للمواطنين ، في مجال لا يقل أهمية عن السكن والصحة والتربية والشغل و مختلف الخدمات التي تضمن لهم الحياة الكريمة. 

من حيث الشكل تضمنت برامج المرشحين محاور تتعلق بالشباب والرياضة والفن والثقافة، والترفيه بكل اشكاله، أما من حيث المضمون فقد كانت كلها متقاربة ومتشابهة تتسم بالعموميات تركز على تشييد المرافق ورياضة النخبة والمستوى العالي، دون أن تهتم بعنصر الممارسة الجماهيرية وضرورة تشجيعها في كل الأوساط بما في ذلك النسوية وكبار السن والأطفال الصغار حفاظا على الصحة العامة للناس وسعيا لاكتشاف المواهب قصد توجيهها ورعايتها والاهتمام بها ، خاصة من خلال المرافق الجوارية البسيطة التي لا تكلف الكثير من الناحية المادية، لكنها تبعد شبابنا عن كل الظواهر الاجتماعية السلبية المتفشية في العالم على غرار  التدخين وتعاطي المخدرات الذي صار هاجسا للأولياء والسلطات على حد سواء .

أتمنى أن يستدرك المرشحون الأمر فيما تبقى من عمر الحملة الانتخابية ويخاطبون الشباب الرياضي الهاوي والمحترف، والاسرة الفنية والثقافية، لما للمجال الرياضي والثقافي من أهمية في التنشئة الاجتماعية للأفراد والجماعات وترقية الممارسة الجماهيرية في المدارس ومراكز التكوين والجامعات والشوارع والمدن والقرى، وتطوير رياضة النخبة لإنتاج الأبطال ورفع علم الجزائر في المحافل الدولية خاصة وان الرياضة لم تعد مجرد لعبة للتسلية والترفيه، بل تحولت الى سلاح ووسيلة لإثبات الذات، ومصدر لتحقيق الربح المادي للأفراد والأندية والمنتخبات والاتحادات الرياضية التي تعاني بدورها من شح الموارد ونقص الإطارات الفنية والإدارية المؤهلة، إضافة الى ضرورة تجاوز مرحلة تشييد المنشآت الى صيانتها وحسن تسييرها حتى تحقق المردود المرجو منها.

ورشات مشروع المجتمع الذي نسعى لبلوغه كثيرة وكبيرة ومتنوعة تتطلب الفكر و الجهد والمال والصبر في كل مجالات الحياة، والرياضة هي جزء مهم في منظومة المجتمع، او على الأقل لا تقل أهمية عن قطاعات أخرى تتطلب منا مزيد من العناية الخاصة خاصة وانها تهم غالبية الشعب الممارس منهم والمتابع على حد سواء ..

الجزائر الآن المصدر: الجزائر الآن
شارك الخبر

إقرأ أيضا