الجزائر الآن ـ تحاول السلطات الموريتانية تسيير الخلافات والصراعات التي تعرفها عدد من دول المنطقة بما فيها الموجودى بين دول الجوار ، بالكثير من الحذر و الحيطة، آخذة في حسبانها بحسب عدد من المراقبين مصالحها السياسية و الإقتصادية قبل أي حسابات أخرى. وهو ما يترجمه إتقانها مؤخرا لعبة التوازن بين دول المنطقة في ظل خلافات معلنة بين عدد منها بل وحتى خلافات وصراعات بين أطراف داخلية ببعض الدول .كما هو الحال في ليبيا ومالي مثلا وكذلك تسعى لأن تفعل مع الجزائر و المغرب .
ومعلوم أن حكومة شرق ليبيا ومقرها بنغازي الغير معترف بها أمميا ، تحضى بدعم روسي ، مصري و إماراتي ، وتعتمد على القوات العسكرية التي هي تحت سيطرة خليفة حفتر و أبنائه ، و مدعومة من طرف مجلس نواب برلمان طبرق.
غير أن حكومة ” أسامة حماد ” غير معترف بها من طرف الأمم المتحدة عكس حكومة عبد الحميد الدبيبة المعترف بها دوليا وتحوز على ثقة ودعم الأمم المتحدة .
وفي هذا الصدد وبعد الجدل الذي خلفته زيارة ما يسمى رئيس الحكومة الليبية المعينة من طرف برلمان طبرق” “أسامة حماد “ و المحسوبة على جناح خليفة حفتر و حليفه عقيلة صالح إلى موريتانيا و إستقباله رسميا من قبل رئيس الجمهورية محمد ولد الغزواني وبث وكالة الأنباء الموريتانية صور إستقبال أسامة حماد بمطار نواقشط من طرف الوزير الأمين العام للحكومة حسينو لام.
و تداول ناشطون ليبيون محسوبين على حكومة الوحدة الوطنية بطرابلس رسالة وجهها السفير الموريتاني في طرابلس محمد ولد ببانا إلى وزارة الخارجية بحكومة عبد الحميد الدبيبة، أكد فيها تمسك موريتانيا بموقفها الثابت من الحكومة المعترف بها دوليا.
وجاء في ذات الرسالة التي يكذب فيها السفير الموريتاني بليبيا إستقبال أسامة حماد كرئيس حكومة بل أن اللقاء كان بطلب من «الضيف الليبي»، وأنه يأتي “من أجل التباحث حول موضوع اللقاء المزمع عقده في الأيام المقبلة بالتنسيق مع اللجنة رفيعة المستوى المعنية بالملف الليبي”.
كما جاء في ذات الرسالة التي وجهها ذات السفير إلى حكومة الدبيبة : “ما تم تداوله من أخبار في وسائل الإعلام المحلي، مجرد تخمينات من بعض الصحفيين، تم التعامل معها بسرعة والأمر بسحب ما تضمنه من أخبار وصور”.
ومعلوم أن الوكالة الموريتانية للأنباء كانت قد نشرت خبر استقبال حماد في مطار نواكشوط الدولي أمس الأربعاء، قبل ان تقوم بحذف الخبر ، ما فسره المراقبون بأنه إشارة واضحة من السلطات الموريتانية بأن إستقبال أسامة حماد ليس بصفته حكومة بل بناء على الطلب الذي تقدم به للرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني ويدخل في السبياق سالف الذكر .
