القدس (CNN)-- أثار وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير غضباً إقليمياً من المملكة العربية السعودية والأردن بعد أن صرح لمحطة الإذاعة العسكرية الإسرائيلية (GLZ) أنه إذا كان ذلك من الممكن، فإنه سيبني كنيسا يهوديا في مجمع المسجد الأقصى.

وقال بن غفير لإذاعة GLZ التابعة للجيش الإسرائيلي، الاثنين: "سأقولها بوضوح - السياسة المتبعة في (جبل الهيكل) "مجمع المسجد الأقصى"- تسمح بالصلاة فيه. نقطة".

وأضاف بن غفير: "نهجنا واضح: لن نستسلم لحماس، ولا للوقف (الذي يدير المسجد الأقصى)، وليس الأمر وكأنني أفعل كل ما أريد القيام به حول جبل الهيكل، إذا فعلت ذلك، لكان العلم الإسرائيلي سيرفرف هناك".

وعندما سئُل من قبل إذاعة GLZ عما إذا كان سيبني كنيساً هناك، أجاب بن غفير: "نعم، نعم، نعم".

ومجمع المسجد الأقصى كما هو معروف لدى المسلمين في القدس الشرقية المحتلة، ويطلق عليه اليهود اسم جبل الهيكل. وهو أقدس مكان في اليهودية وثالث أقدس مكان في الإسلام. والأردن هو الوصي على المواقع الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية، ويسمح تفاهم "الوضع القائم" بين إسرائيل والأردن لليهود بزيارة الموقع، ولكنهم لا يصلون فيه.

ودفعت تعليقات بن غفير إلى إدانة كل من المملكة العربية السعودية والأردن بشدة للمقابلة.

وقالت وزارة الخارجية الأردنية إن تلك التصريحات "انتهاك للقانون الدولي وتحريض غير مقبول"، داعية إلى "موقف دولي واضح لإدانتها ومواجهتها".

وأكد المتحدث الرسمي باسم الأردن السفير سفيان القضاة على "رفض الأردن المطلق وإدانته" لتعليقات بن غفير، قائلاً إن الوزير الإسرائيلي يغذي "سياسة التطرف".

وقال القضاة في بيان لوزارة الخارجية الأردنية إن "بن غفير يعمل على تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها من خلال فرض وقائع وممارسات جديدة مدعومة برواية إقصائية متعصبة".

وأدانت وزارة الخارجية السعودية تحريض بن غفير، مؤكدة أنها تؤكد "رفضها القاطع" لهذه التصريحات "المتطرفة والتحريضية"، وترفض "الاستفزازات المتواصلة لمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم".

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان: "تؤكد المملكة على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى المبارك".

وتواصلت شبكة CNN مع مكتب بن غفير بشأن المقابلة، لكنها لم تتلق ردًا حتى الآن. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاثنين، إنه "لا يوجد تغيير في الوضع الراهن" بشأن المجمع.

وفي رده على مقابلة بن غفير، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت إن تحدي الوضع القائم في (جبل الهيكل) "عمل خطير وغير ضروري وغير مسؤول".

وأضاف غالانت في منشور على منصة "إكس": "إن تصرفات بن غفير تعرض الأمن القومي لدولة إسرائيل ومكانتها الدولية للخطر".

وفي محاولة للنأي بنفسه عن تعليقات بن غفير، قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق وزعيم حزب الوحدة الوطنية بيني غانتس في منشور على"إكس": "لا أحد يتوقع أي شيء من الوزير بن غفير، ولا حتى رئيس الوزراء الذي يسمح لمشعل حرائق غير مسؤول بأخذنا إلى الهاوية مقابل السلام السياسي".

وأضاف: "الإدانات والكلمات اللطيفة لن تكون كافية هنا، وسيحكم عليكم التاريخ لكونكم جزءًا من هذه الرحلة الخطيرة".

وقام بن غفير بعدة زيارات استفزازية للمجمع منذ توليه منصبه، وكانت آخرها في وقت سابق من هذا الشهر.

وتُعتبر المنطقة، المعروفة باسم الحرم القدسي الشريف لدى المسلمين، وجبل الهيكل لدى اليهود، مكانًا مقدسًا ليس فقط للديانتين ولكن أيضًا للديانة المسيحية. ويدير الموقع الأوقاف الأردنية، بالتعاون مع قوات الأمن الإسرائيلية المكلفة بفرض حظر على الصلاة لغير المسلمين بموجب اتفاق يُعرف باسم "الوضع القائم".