آخر الأخبار

الانتداب الاماراتي بغطاء اقتصادي وباعتراف أهل الدار

شارك الخبر

الجزائر الآن ـ شد إنتباهي مؤخرا الحوار الاعلامي  الذي أجرته الدكتورة الاماراتية” ابتسام الكتبي” رئيسة مركز الامارات للسياسات .

لأن ملخص ما قالته هذه الدكتورة الاماراتية المقربة من دوائر صنع القرار بالعاصمة أبوظبي ما معناه أن الامارات العربية المتحدة أينما وجدت مصالحها الإقتصادية وفي أي بلد ، فستمارس “الإنتداب” عوضا عن الإحتلال و الاستعمار .

و  مركز الامارات للسياسات أسسته ذات الدكتورة في سبتمبر 2011 .

وهو ممول من طرف الدولة الاماراتية .بمعنى أوضح هو يشبه مراكز التفكير الأمريكية الموجودة خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية ” تيك تاك “.

إختصاص هذا المركز تحديدا هو الجغرافيا السياسية.

و يمتلك “وحدات سياسية” تتابع عن كثب ما يجري من تطورات و أحداث بمختلف بلدان العالم المنتشرة بالقاراة الخمس .

هذه الوحدات السياسية ترفع للسلطات العليا للإمارات أوراق سياسية لا تتعدى 5 صفحات .

بمعنى عصارة العصارة.

أحيانا تقترح كيفية فتح الطريق للإمارات ببلدان معينة و أحيانا أخرى تتابع الطريق المفتوح.

وماشد إنتباهي ودعاني لمتابعة الحوار الاعلامي كاملا لرئيسة هذا المركز ،هو المقطع الذي إنتشر كالنار في الهشيم على وسائط التواصل الاجتماعي .و الذي يخص  علاقات الامارات العربية المتحدة مع الولايات المتحدة الامريكية .وكذلك محتوى إجابتها بعدما سئلت من طرف المحاور حول إتهام السودان للامارات بالتدخل في الشأن السوداني .

وكانت إجابتها حرفيا ما يلي :”لماذا عدو أمريكا يكون عدوي .مصالحك الوطنية هي الأولى و ليست مصالح الدول الأخرى.

القانون الأمريكي ” من ليس معي فهو ضدي “، هذا ما يطبق. ومن المفروض يتم رفضه.

و أضافت ” ” حتى الطفل يكبر ، هذه دولة كانت صغيرة صحيح ، اعتمدنا على أمريكا لكن إنتهى،  كبرنا و صار عندنا عضلات ،صرنا نحن  نموذج تنموي .صار العالم كله يحج إلينا لماذا أنا أعادي من تعاديه” .

في الملف السوداني وهو الملف الذي استوقفني كثيرا  خاطبها الاعلامي بالقول بأن السودان مشتكي علينا في الأمم المتحدة  و أجابت وبكل صراحة بالقول بأن “النظام هو الذي اشتكى و ليس السودانيين، النظام حسب زعمها متحالف مع الاخوان طبيعي أنه يشتكي على  الامارات لأن الإمارات  ضد الاخوان  . نحن لسنا متدخلين في السودان ، نحن  موجودون  هناك لأننا لدينا مصالحنا ، مصالح إقتصادية في السودان عندنا استثمارات لابد لنا أن  نحميها ..كيف تترك استثماراتك بالمليارات ، يهمنا استقرار السودان لأننا عندنا مصالح هناك”.

لا يهمني طبعا ما قالته الدكتورة إبتسام الكتبي بخصوص علاقتها مع الولايات المتحدة ،  لكن يهمني كاعلامي جزائري و  عربي  ما قالته بخصوص علاقة بلدها مع السودان و تقديمها ذلك التبرير لتدخل بلدها في شؤون السودان  .

و بالتالي وجب  أن نطرح الأسئلة التالية:

 ـ هل إستثمارات دولة من الدول في دولة أخرى يعطيها الحق  في ضرب أمنها القومي و إقالة سلطة والمجيء بأشخاص آخرين لوضعهم على رأس سلطة  هذا البلد  لحماية مصالحها الاقتصادية  ؟

ـ وهل هذا تصرف “الدول” أم تصرف الجماعات و المليشيات  ؟

الإمارات في  السودان تريد أن تسقط الجيش الوطني السوداني وتنصب قائد الدعم السريع بدلا عنه ، بمعنى تريد إسقاط الدولة و تنصيب جماعة أو مليشيا  لتسير مصالح أبوضبي الإقتصادية .

بمعنى أوضح تريد إستنزاف خيرات الشعب السوداني من مياه  و أراضي خصبة و مناجم الذهب ومعادن أخرى  في دارفور.

وبالتالي من واجب ودور دولة  الإمارات إسقاط” البرهان” قائد الجيش السوداني و تنصيب حليفها “حمديتي” قائد الدعم السريع. لأنه هذا هو مفهوم ودور وواجب الدولة الإماراتية بحسب مفهوم الدكتور” إبتسام الكتبي” رئيس مركز السياسات للامارات  التي ترفع 5 من أوراقها السياسية  لرئيس الدولة محمد بن زايد بخصوص الملف السوداني  .

ما تأكد منه الجميع بعد هذه التصريحات أن الإمارات من واجبها ودورها لحماية استثماراتها بأي دولة أن تقود إنقلاب داخل هذه الدولة .

بمعنى تمول جماعة أو ميليشا أو كيان أو هيئة أو حزب  أو جمعية أو وسيلة اعلامية و يكون التمويل بشتى الوسائل بما فيها العسكرية  ، المهم أن تأتي بأشخاص على رأس سلطة هذا البلد لحماية مصالحها الاقتصادية لأن هذا هو مفهوم و دور الدولة الاماراتية في أي بلد فيه إستثمارات إماراتية .

بمعنى الإمارات العربية المتحدة أينما وجدت إستثماراتها فهي تسعى للمارسة “الإنتداب” على تلك الدولة و إلا تفعل فيها ما فعلت في السودان .

في الأخير لابد من الإشارة أن ذات الدكتورة إفتخرت بالإمارات لأنها كانت رفقة الناتو بليبيا لإسقاط نظام معمر القذافي و الدولة الليبية والتي لازالت منهارة إلى اليوم .

الجزائر الآن المصدر: الجزائر الآن
شارك الخبر

إقرأ أيضا