فبينما تسعى إسرائيل إلى الحفاظ على سيطرتها على محور فيلادلفيا كجزء من استراتيجيتها الأمنية، تبرز مصر كلاعب إقليمي فاعل، وتدخل الوساطات الدولية لإقناع إسرائيل بالانسحاب.

ومع استمرار هذه العقدة، يظل السؤال مطروحا: هل يتحول المحور من عقبة إلى مفتاح الانفراج في المفاوضات المستمرة منذ مدة؟

,ذكر  موقع "أكسيوس" الأميركي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل طلب الرئيس الأميركي جو بايدن بانسحاب جزئي من محور فيلادلفيا جنوبي قطاع غزة، وذلك خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن حتى تتقدم المفاوضات.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن القاهرة وافقت على تسليم مقترح الخرائط المحدَّثة لانتشار القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا إلى حركة حماس، وذلك بعد أن دعمت واشنطن الموقف الإسرائيلي بشأن تراجع محدود للقوات عن المحور.

واستبعد موقع "واللا" نقلا عن مسؤولين إسرائيليين أن توافق حماس على بقاء القوات الإسرائيلية حسب المواقع التي تظهر في الخرائط المحدثة لمقترح الاتفاق.

ويبقى محور فيلادلفيا على الحدود بين مصر وقطاع غزة إحدى العقبات التي يضعها نتنياهو كشرط رئيس في مفاوضات القاهرة.

وترفض القاهرة بشكل قاطع اقتراحات إسرائيلية وأميركية تهدف إلى التوصل إلى تسوية بشأن الترتيبات الأمنية في المنطقة.

ويبلغ طول هذا المحور نحو 14 كيلومترا، من ساحل البحر المتوسط، حتى معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع.

وقد ظهر محور فيلادلفيا على إثر معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل عام 1979. وأنشئ عليه معبر رفح الحيوي، الذي يمثل المنفذ الرئيس لسكان قطاع غزة، على العالم الخارجي.

وفي مايو المنصرم، أعلنت إسرائيل السيطرة الكاملة على هذا الشريط الحدودي، وشكل هذا التطور العقدة الأبرز في التفاوض.

في هذا الصدد، قال رئيس تحرير صحيفة "الشروق"، عماد الدين حسين، في حديثه لقناة "سكاي نيوز عربية":

  • هناك اقتراحات أميركة لحلحلة موضوع فيلادلفيا، لكن نتنياهو قال سابقا إنه لن يتم الخروج من المحور تحت أي ظرف.
  • نتنياهو يؤكد دائما أن الوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا يعد مسألة أمن قومي من الدرجة الأولى.
  • هذه التفاصيل وأخرى كفيلة بنسف أي اتفاق.
  • في كل الأحوال، مصر ترفض رفضا قاطعا الوجود الإسرائيلي لأنه يتعارض تماما مع اتفاق السلام 79 واتفاقية محور فيلادلفيا.
  • إذا أصر نتنياهو على هذا الوجود، فأظن أن المباحثات ستكون معرضة للانهيار، إلا إذا كان لدى الولايات المتحدة ما تخفيه في جعبتها.

ومن حيفا، ذكر محرر الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، جاك خوري، لـ"سكاي نيوز عربية":

  • إذا سمع وفد حماس أن هذه الصفقة ستنتهي بوقف الحرب بشكل كامل والانسحاب، فعندها يمكن أن تبدي مرونة بشأن التواجد العسكري الإسرائيلي.
  • التواجد العسكري الإسرائيلي في فيلادلفيا يعد جزئية أمنية مهمة.
  • هناك واقع إنساني كارثي في غزة يجب أن يؤخذ على محمل الجد.
  • السؤال الكبير هو إلى أي مدى لدى الإدارة الأميركية ما يكفي من الضمانات ووسائل الضغط لتدعو حماس من خلال الوسطاء إلى الموافقة على الجزئية الأولى لأن هناك ضمانات دولية تضمن عدم استئناف القتال والعودة للحرب.
  • وقف الحرب يخدم الحزب الديمقراطي الأميركي ويخدم كامالا هاريس.
  • نتنياهو لا يريد وقف هذه الحرب، وإذا ترك له هذا الأمر، فإن ذلك سيستمر لأشهر طويلة وسنوات.