آخر الأخبار

الانتخابات الأمريكية ..حسابات هؤلاء قبل الموعد الحاسم ..وتطورات تخص الجزائر

شارك الخبر

الجزائر الآن ـ بطبيعة مهنتي ، تابعت بإهتمام  جلسات المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الأمريكي  الذي جرت أطواره منذ الإثنين الفارط. وينتظر أن تنتهي اليوم الخميس بمدينة شيكاغو الأمريكية  .

وكما هو معروف ، فقد تنازل الرئيس الحالي الأمريكي و مرشح الحزب الديمقراطي” جو بايدن ” سابقا عن الترشح للرئاسيات الأمريكية لصالح نائبته الحالية “ كامالا هاريس” .

و كامالا هاريس أمريكية تنحدر من أصول إفريقية و أسيوية وزوجها يعتنق الديانة اليهودية .

لم تجد كامالا هاريس التي نالت تزكية الرئيس بايدن أي صعوبة تذكر في نيل ثقة الشخصيات المؤثرة بالحزب الديمقراطي وعلى رأسهما   الرئيسان  السابقان  “بيل كلينتون و باراك أوباما وزوجاتهما ” هيلاري كلينتون و ميشيل  أوباما” .

ومعلوم أن الحزب الديمقراطي ممثلا في  “كاملا هاريس” كمترشحة لمنصب الرئيس  و تيم والز نائبا لها، ينافس الحزب الجمهوري الذي يمثله “دونالد ترامب” للمنافسة على كرسي الرئيس و ديفيد فانس نائبا له .

و حتى أكون صادقا ، كان مركز إهتمامي بمؤتمر الحزب الديمقراطي الأمريكي  طيلة هذه الأيام هو متابعة موقف الحزب و شخصياته الثقيلة مما يحدث في قطاع غزة .

من مجازر ومذابح في حق الرضع و الأطفال ، الرجال و النساء و الشيوخ و العجائز .

ولاحظت كما لاحظ غيري من المتابعين  بأن قادة الحزب الديمقراطي تحاشو تماما الحديث عن حرب الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق غزة و شعبها ، بل أكد الحزب على ضرورة مواصلة الولايات المتحدة دعم الكيان بالمال و السلاح.

بل بحماية إسرائيل المحتلة .

بمعنى لا بد للولايات المتحدة الأمريكية أن توفر الحماية والدعم المادي و السياسي للكيان المحتل. كما هو عليه الحال حاليا في فترة رئاسة  بايدن  .

كما لفت إنتباهي ، ملاحظة ثانية إستوقفتني هي إتفاق الشخصيات الفاعلة بالحزب الديمقراطي وعلى رأسها ” الرباعي سالف الذكر ”  على توجيه سهامهم الجارحة صوب دونالد ترامب منافس كامالا هاريس على مقعد الرئيس الأمريكي  .

بل أن ميشيل أوباما زوجة الرئيس السابق باراك وجهت عبارات قبيحة وقاسية جدا لترامب الجمهوري و الذي وصفته بأبشع الأوصاف السياسية والأخلاقية .

مع ملاحظة أساسية أن ميشيل أوباما دورها و شعبيتها بالحزب الديمقراطي يتزيدان .

في مقابل ذلك، لا نحتاج  لأي جهد لنعرف الموقف الكارثي لمرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب مما يحدث من مجازر غزة ، وهو الذي صرح مؤخرا “بأن مساحة إسرائيل( المحتلة )  صغيرة ولطالما فكرت في كيفية توسيعها .”

بمعنى  أوضح ،ترامب يريد محو غزة و الضفة الغربية ومحو الدولة الفلسطينية وتسليم أراضيها للكيان الإسرائيلي المحتل ..كيف لا وهو من كان وراء نقل سفارة الكيان خلال فترة رئاسته الأولى إلى القدس ، في تعدي صارخ على الشرعية الدولية.

بحسب المؤشرات السياسية التي تلوح في الأفق الأمريكي ، كل الإحتمالات واردة في الإنتخابات الأمريكية المرتقبة بعد 76 يوما من اليوم .

يقال بأن الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية لها حساباتها و لاتريد عودة دونالد ترامب العودة للرئاسة. وهو الذي سيمتلك الحقيبة النووية و يتحكم فيها بضغطة زر .

ويطرح سؤالا جديا في هذا السياق مفاده : هل سيقبل دونالد ترامب بالهزيمة أمام كامالا هريس التي قد تفوز عليه بالإنتخابات ؟

أنظار العالم من دون شك ستكون مشدودة نحو تاريخ 5 أنوفمبر 2024 وما سيفرزه الصندوق، أو أي تطورات أخرى  ،  قد تكون لها إنعكسات غير مسبوقة على بقية العالم بما فيه دول العالم العربي و الإسلامي  .

فيما يخصنا العلاقات الجزائرية الأمريكية ، أعتقد بأن العلاقات بين البلدين في حقبة الرئيسين ” تبون وبايدن ” تميزت “بالإستقرار  و الهدوء في الكثير من الأحيان .

  و “التعاون و التنسيق” في ملفات هامة أحيانا أخرى .

  

ومن لديه شك ما عليه إلا العودة لأرشيف هذا العام لحساب  عدد الإتصالات الهاتفية التي تلقاها وزير الخارجية الجزائرية” أحمد عطاف” من نظيره الأمريكي” أنتوني بلينكن” .

لا أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت ستقبل من أي بلد عربي آخر بإستثناء الجزائر أن يقوم بالدور الفاعل جدا والغير مسبوق بمجلس الأمن تجاه القضية الفلسطينية  .

فالولايات المتحدة وهي التي تمتلك أكبر جهاز إستخباراتي في العالم ،  تعرف الدول العربية صاحبة المباديء الحقيقية و الأخرى التي تتاجر بقضايا الأشقاء الفلسطنيين والعرب  ، ومواقفها المحترمة للمواقف الجزائرية مبنية على هذا الأساس .

أعلم أيضا أنه تم الإتفاق بين البلدين على مناقشة  المواضيع الخلافية بكل صراحة.

و كل بلد يشرح وجهة نظره للآخر . و بناء الأرضية على النقاط المشتركة وسد الثغرات و معالجتها قدر الإمكان وفق مباديء ومصالح كل بلد .وترك ما يجب تركه منها جانبا  .

هذه من النقاط الديبلوماسية التي تحسب للرئيس تبون في هذا الملف تحديدا 

كما يحسب له أيضا إختياره للديبلوماسي المحنك ووزير الخارجية السابق” صبري بوقادوم “سفيرا للجزائر في الولايات المتحدة الأمريكية 

وكذلك الديبلوماسي المحنك و الذي أصبح فخر الديبلوماسيين العرب “عمار بن جامع” كممثل دائم للجزائر بمجلس الأمن .

و للأمانة ، كان للسفيرة الأمريكية “إلزابيت مور أو بين”  التي شارفت مهمتها على الإنتهاء ، دور فاعل في وضع العلاقة بين البلدين  في المكان الذي أصبحت عليه  .

الجزائر الآن المصدر: الجزائر الآن
شارك الخبر

إقرأ أيضا