آخر الأخبار

في صحف اليوم: قائد بالقوة الجوية لحزب الله يكشف تفاصيل تتعلق بالمسيرات والحرب الإلكترونية مع اسرائيل

شارك الخبر

قدّم قائد في القوة الجوية في حزب الله، في حديث لصحيفة "الاخبار" عرضاً أوجز فيه تاريخ بدء العمل في القوّة الجوية، وتطرّق إلى مراحل تطوّر هذا العمل في لبنان، بالتعاون مع الحرس الثوري في إيران، وخصوصاً بعد الانتقال إلى العمل في عالم المسيّرات.

وشرح القائد بالقوة الجوية تفاصيل تتعلّق بسلاح المسيّرات كجزء من القوّة الجوية لدى المقاومة. ويقدّم، في هذا المجال، شروحات حول المعركة التي بدأت ولم تتوقف من أجل تحصيل المقاومة لحاجاتها، ومساعي اسرائيل لمنع وصول هذه القدرات إلى الحزب، بما في ذلك عمليات عسكرية، من بينها اغتيال قائد هذه الوحدة حسان اللقيس عام 2013.

كما شرح القائد تفاصيل عمل منظومات العدو في مجال رصد المسيّرات وكشفها وتعقّبها، ومنظومات وآليات العمل التي قام بها العدو، وشروحات حول أنواع المسيّرات الموجودة لدى المقاومة، مع الكشف عن بعضها، فيما تحتفظ المقاومة بكثير من المفاجآت في هذا العالم.

ويقول القائد في القوة الجوية للاخبار إنه "طوال مدة عمل حزب الله على تعزيز قدراته من الأنواع كافة، كان يواجه حرباً إسرائيلية لا يشعر بها الناس. حيث الجهد الاستخباراتي الكبير من جانب إسرائيل لمعرفة ما الذي نقوم به، وما الذي صار عندنا من إمكانات. وقد أقدم العدو على أشياء كثيرة خلال السنوات الماضية لردع المقاومة أو حرمانها من أمور كثيرة".

وأضاف أنه "خلال هذه الأوقات كلها، كان العدو يعمل ضدنا. وكان متوقعاً أن يبذل الجهد كله لمنعنا من تشكيل قوة جوية أو قوة دفاع جوي قادرة على مواجهة التحديات معه. وقد عمل العدو وفقاً لبرنامج متنوع المستويات منها:

أولاً: منعُ تسلّحنا بهذه القدرات. عبر العمل على تهديد أي شركة تتعاون معنا أو معاقبتها، والعمل على إتلاف مصانع الإنتاج وتدميرها. وقد اعتدى العدو على شركات إيرانية وهدد شركات أوروبية، وحاول خداعنا عبر إرسال مواد تفسد المنتج. ونجح في بعض محاولاته، ولكنه فشل كثيراً. وفي هذه الحرب، اكتشف العدو أن ما كان يعتقد أنه نجح فيه، كان وهماً.

ثانياً: وضْع برنامج عمل أمني وعسكري لمنع وصول هذه القدرات إلى المقاومة في لبنان، سواء عبر قصف البضائع أثناء عبورها باتجاهنا، أو العمل على ضرب السلاح في أماكنه قبل الاستفادة منه. ومع ذلك، إن ما يجري اليوم على الجبهة يدلّ على مستوى فشل العدو".

ويضيف القائد الجهادي أن" العدو بعدما أقر بأن القدرات صارت موجودة لدينا، لجأ إلى خطوات جديدة تركزت في عالم الاستخبارات التقنية، مستخدماً رادارات الكشف على أنواعها ومن أهمها رادار القبة 2084 elm، ورادار الباتريوت الذي أثبت فشله، ويبدو أن العدو يتجه إلى سحبه من الميدان وإعلان فشله، والرادارات التكتيكية التي يعتمد عليها أكثر ضد المسيرات المنخفضة rps 42، إضافة إلى رادارات «الجهات الصديقة للعدو» مثل فرق الأمم المتحدة ودول في المنطقة".

وهناك بُعد آخر في هذه المواجهة يشير القائد الجهادي إليه تحت عنوان «الحرب الإلكترونية». ويقول: «قرر العدو اعتماد أسلوب «soft kill» أو «القتل الناعم»، وهو أسلوب فعّال ومن دون تكلفة مادية عالية وله أثر كبير. وقد راهن عليه بقوة. ومصدر خيبته اليوم، هو فشله في الاستفادة من هذا المبدأ. حيث عمل على 7 طبقات من الحرب الإلكترونية. ونعرف أن أصحاب الاختصاص في الكيان، ونحن نعرفهم، يعيشون الآن ساعات خيبة، لأنهم كانوا يتّكلون على هذه المنظومة، وكانوا في حالة ثقة مفرطة بالنفس، إلى درجة أنهم ظنّوا أنهم لن يحتاجوا إلى تفعيل منظومة القبة الحديدية ضد المسيّرات».

ويضيف: «مع الوقت، تحوّل العدو نحو إستراتيجية الـ hard kill، وهو عبارة عن منظومة عمل، تُستخدم فيها أدوات تقنية وأسلحة موجهة، مثل منظومات باتريوت، و«القبة الحديدية»، وسلاح الدفاع الجوي (سبايدر - ديبي). بالإضافة إلى المروحيات والمقاتلات على أنواعها، والآن أضاف الفولكان (يد السماء)، وهي عبارة عن رشاشات قادرة على إطلاق 6000 طلقة بالدقيقة، علماً أننا على ثقة بأنها لن تنفعه مقابل تكتيك حزب الله».

ويقول القائد في القوة الجوية إنه «عندما نتحدث عن حرب إلكترونية، نعني أنّ هناك وسائل لاستخدام الطيف لإسقاط المسيرات أو إفشالها، وهذه أيضاً فيها مستويات عدة. وما قام به العدو، حتى خلال المناورات هو:

أولاً: التشويش على منظومات الملاحة العالمية gnss وgps. وإسرائيل من أكفأ دول العالم في هذا المجال. وعندما يفعلها، يؤثر على حركة الملاحة العالمية. لكننا كنا نعلم عن برامجه. ولذلك أفشلنا مشروعه، وحضّرنا له المفاجآت.

ثانياً: تضليل نظام الـgps ، إذ تصبح الطائرة تسير من دون هدف، بينما يضع لها هو عنواناً مغايراً (spoofing). أي إذا كانت هناك طائرة في أجواء الجنوب، يجعلها كأنها في بيروت. هو أسلوب قديم.

ثالثاً: التشويش على آليات التحكّم بالمسيّرات. وهو استند إلى مراقبته لعملنا خلال الحرب السورية، وأطلق عملية تشويش هدفها الوصول إلى الطائرة والتحكم فيها من قبله.

رابعاً: محاولة منع مركز التحكم من استقبال صور المسيرات أثناء وجودها في الجو، عبر التشويش على ترددات خاصة بالصورة. لكننا تخطينا هذه القدرة. وإذا أراد أن يعرف، فنقول له إننا كنا نستقبل الصور في الوقت الذي كان يظن أنه يغيّبها.

خامساً: الاعتراض الإلكتروني للمسيرات، عبر محاولة اعتراض قناة التحكّم بالمسيرات، فإذا نجح، يصبح هو من يتحكّم بالمسيرات بدلاً منا. ثم يعمد إلى إسقاطها. وهو أسلوب معمول به في هذا العالم».

وبحسب القائد الجهادي فإنه «بعد حرب 2006 وصولاً إلى طوفان الاقصى، لم يتوقف العدو عن القيام بالمناورات الكبيرة، سواء على مستوى الجبهة الداخلية أو بما يخص قواته. وكان على جدول أعماله دائماً مهمة التدرب على مواجهة قدراتنا الجوية. وهو ركز على هذا الجانب أكثر بعد عام 2016، ربطاً بعملنا في سوريا، سيّما أننا عززنا في تلك المدة دور المسيرات والحرب الإلكترونية. ثم إننا نملك معلوماتنا الخاصة، حول نتائج تقييم العدو للمناورة، حيث كان يقول إنها نجحت. حتى أنه في عام 2020، أعلن أنه صار جاهزاً لمواجهة أي نشاط لنا في السماء.

لكن تجربته الآن أظهرت أنه لم يكن ناجحاً، رغم أننا نعمل وفقاً لمستوى مضبوط بناء على قرار القيادة. ومع ذلك، فقد فشل. والسؤال المطروح أمامه: كيف سيكون وضعه في حال تم استخدام ما لدينا من دون ضوابط؟ وكيف سيتعامل في مواجهة أسلحة عدة تعمل في وقت واحد، من مسيّرات وصواريخ ودفاع جو وغير ذلك من الأسلحة، سيّما أنه استهلك أطناناً من المتفجرات ولم ينجح في تعطيل المسيرات؟»

ويقول القائد الجهادي إن العدو «كان يراهن بقوة على الكشف الإلكتروني المبكر. إذ يكشف المسيّرة مباشرة بعد انطلاقها. استناداً إلى ما تبثّه من إشارات. وكان قادراً على ذلك عبر منظومات «SIGINT» التي تسمح له بالتقاط إشارات المسيّرات مهما كانت بعيدة، والتقاط جسم الطائرة مهما كان الـ RCS صغيراً، وقد اختبرناه نحن من أقاصي البقاع. حتى أننا جرّبنا الأمر خلال مدة المفاوضات على الترسيم البحري. يومها أرسلنا مسيّرة فوق حقل «كاريش»، واضطر العدو إلى إرسال عدد كبير من الطائرات الحربية (أف 16 وأف35). ما حصل يومها، أن العدو التقط الإشارة، ولكنه لم يجد المسيّرة، ويومها قامت القيامة في الكيان».

ويكشف القائد عن «أمر آخر، وهو أن العدو يكذب على نفسه وعلى جمهوره، عندما يبرر فشل اعتراض مسيّراتنا بسبب قصر المسافة، أو قرب مكان انطلاقها من الهدف. علماً أن بعض المسيّرات، كالتي استهدفت منطاد «طل شمايم»، سارت عشرات الكيلومترات حتى قبل الدخول إلى مجاله الجوي. ومع ذلك لم يقدر على كشفها، ووصلت إلى هدفها. وهذا ينفي هذا التبرير. علماً أننا نعرف أنه لا يوجد مكان في فلسطين، توجد فيه كثافة تغطية على مستوى الكشف والدفاع، كما هو موجود في شمال فلسطين. وبالتالي، على العدو أن يفكر أنّ من يقدر على خرق شمال فلسطين ويصيب هذه الأهداف... فكيف سيكون الأمر في الداخل، في تل أبيب وإيلات والمدن الأبعد؟ وهي مهمة أسهل بكثير من تجاوز نهاريا أو الوصول إلى حيفا».

ويدعو القائد الجهادي الناس إلى أن «يعرفوا جيداً أن العدو يضع قبالتنا كل ثقله الاستخباري والدفاعي وأدوات الجمع. وهو عزز وجوده هناك. قبل الحرب، كانت لديه 3 رادارات للبصمات الصغيرة، وعندما أطلقنا عمل المسيّرات، صار عددها 18 راداراً، ثم زاد العدد إلى 23. اليوم لا توجد خلة أو وادٍ بلا رادار، وهذه أمور لا تقوم بها الجيوش عادة. ورغم ذلك كله، فإن مسيّراتنا «عم تقطع وتفوت وتكزدر وترجع»... ونحن، نعمل دائماً على تحسين التكتيكات والتقنيات وتطويرها، كما أننا على مستوى السلاح نعتمد تكتيكاً خاصاً بنا. القصة لعبة شطرنج. ورغم أنه قام بتحسينات، ولكننا نسبقه بخطوة أو أكثر».

النشرة المصدر: النشرة
شارك الخبر

إقرأ أيضا