آخر الأخبار

حرب غزة: سألنا فلسطينيين من القطاع عن شعبية حماس

شارك الخبر

تصاعدت حدّة الاستقطاب العلني حول تأييد أو رفض الفلسطينيين لحركة حماس على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام، مما يدفع الكثيرين إلى التساؤل حول الموقف الشعبي من الحركة.

وكانت آخر انتخابات تشريعية فلسطينية عام 2006، وفازت بها حماس، وتصاعد التوتر بينها وبين منافسيها في حركة فتح. واندلعت اشتباكات بين الطرفين في يونيو/حزيران عام 2007، وعلى أثرها شكلت حماس حكومة في غزة، في حين تدير حكومة السلطة وفتح الضفة الغربية.

وتحاول بعض استطلاعات الرأي تقييم المزاج الشعبي السائد تجاه الحركة بعد 7 أكتوبر، لكن النسب والأرقام تختلف، ولم تتمكن بي بي سي من التحقق من دقتها من مصادر مستقلة.

على سبيل المثال، يشير استطلاع أجراه "مركز العالم العربي للبحوث والتنمية" (أوراد) ومقره رام الله، إلى أن تقييم أداء حركة حماس قد انخفض من 76 بالمئة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 إلى 55 بالمئة في مايو/أيار الماضي.

ولاحظ المركز وجود تباينات عميقة بين مواقف فلسطيني الضفة وغزة، إذ بلغ التقييم الإيجابي لأداء حماس خلال الحرب الدائرة 76 بالمئة لدى مستطلعي الضفة، و24 بالمئة فقط لدى مستطلعي غزة.

حاول فريق من "بي بي سي عربي" الوصول إلى أصوات حيّة من غزة، تتحدث عن رأيها بإدارة الأزمة، واستمرار الحرب، وتعثر المفاوضات، وشعبية حماس.

تحدّث إلينا عدد من الفلسطينيين في القطاع، ونحاول من خلال نقل شهاداتهم تقديم صورة شافية عن طيف متنوّع من الآراء.

وقد تواصلت بي بي سي مع قيادات من حركة "حماس" للحصول على تعليق، لكنها لم تتلقَ رداً حتى كتابة هذا التقرير.

(كل الأسماء مستعارة بطلب من المشاركين في هذا التقرير).

أؤيد حماس لكنها "أخطأت التقدير"

يقول محمد من غزة إنه يؤيد حماس، لكنه يرى أنها "أخطأت التقدير" عندما نفذت هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول. يواصل محمد: "صحيح أن الاحتلال هو من يقتلنا وأنا أؤيد المقاومة، ولكن ليس بالطريقة التي فرضت فيها الحرب علينا نتيجة هذا الهجوم. كان يجب دراسة تداعياته قبل تنفيذه".

يلوم الشاب الفلسطيني الحركة على "الظروف التي يعيشها سكان قطاع غزة الآن من قتل للمدنيين ودمار هائل في البنية التحتية. لقد مللنا الواقع الاقتصادي والمعيشي، فمثلاً نحن هنا في الشمال نعاني من مجاعة كبيرة".

من جهته، يرى عبد الله أن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول هو "تجلٍّ طبيعي للعلاقة الصراعية بين المستعمِر والمستعمَر، وهي علاقة امتازت بها كل الشعوب لمقاومة المحتل، وأن الهجوم نتيجة جملة من السياسات التي فرضتها إسرائيل".

وذلك ما لا توافق عليه ريما التي تعيش في خان يونس، قائلة: "أهل قطاع غزة فُرضت عليهم حرب لم يكونوا طرفاً فيها، ودفعوا بسببها أثماناً باهظة. لقد دمرتنا حماس بشنها هجوم السابع من أكتوبر. لقد تعبنا، وأصبحنا في حالة اكتئاب رسمية. نحن نعيش في مجاعة ولا توجد مياه للشرب، إننا نشرب مياه مالحة، ونتناول أطعمة معلبة، ونعيش في خيام يحيط بها البعوض والدود".

تضيف ريما: "ما ذنب طفلي ابن الخمس شهور الذي ولد في الحرب ولم يرَ والده حتى الآن، وما ذنبي ألا أملك أموالاً لشراء حفاضات وحليب، لقد ظُلمنا. لقد سئمنا وتعبنا. غالبية شعب غزة إما مات أو أصبح متسولاً أو لصاً".

"تريدون حماس؟ خذوها"

يقول محمود من غزة إن الحرب دمرت الفلسطينيين "من كلّ الجوانب الإنسانية والتعليمية والصحية والاقتصادية، المدارس دُمرت والمستشفيات والمؤسسات التعليمية. أصبحت أقصى طموحاتنا أن يعود النازح إلى مكان سكنه المدمر".

يصف محمود الدعم الخارجي لحركة حماس بـ"المقزز"، خاصة الداعمين لها في الأردن ولبنان "فهم يرون ما يحدث في غزة أمراً إيجابياً، وهو ليس كذلك بالمطلق".

يتابع محمود: "ما يحدث في غزة شأن داخلي، وليس من حق أي مواطن عربي أن يؤيد حركة حماس... تريدون تأييدها؟ خذوها، أو تعالوا لتروا ويلات الحرب والقصف. جرّب أن ترى طفلك يرجف من الخوف".

يشكك محمود في التقارير والاستطلاعات التي تخرج من غزة بنتائج تظهر تأييداً لحماس، قائلاً إن "النازحين في الخيام لو سئلوا إن كانوا يؤيدون الحركة فبالطبع سيجيبون بالنفي". يضيف: "أعيش في غزة منذ ثلاثين عامًا، ولم يسألني أي مركز بحثي عن رأيي".

"زعزعة صمود الناس"

يقول عبد الله إن إدارة الأزمة الإنسانية كانت سيئة جداً "تحديداً سياسة النزوح التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على مليوني فلسطيني في قطاع غزة". يضيف: "هناك إخفاقات كبيرة سواء من الهيئات الحكومية التي لم تعد موجودة في غزة، أو من المؤسسات الدولية والمدنية والتي فشلت أمام هول الكارثة الإنسانية"، وأن الناس وجدوا أنفسهم "بين ثلاثية الاحتلال وجشع التجار ونقص المساعدات".

يرى عبد الله أن كل ذلك يغذّي "انهيار الجبهة الداخلية ويزعزع صمود الناس". يقول عبد الله إن "المجتمع الدولي كان عليه أن يتدخل لوقف السياسات الإسرائيلية، لكنّ هناك تواطؤاً سياسياً كبيراً. المسؤول الأول هو المجتمع الدولي، والثاني إسرائيل".

يشير عبد الله إلى أن إشكالية المفاوضات تكمن في "استفراد فصيل فلسطيني بقرار السلم والحرب". يرى أنه كان يجب أن يقود "وفد فلسطيني موحد من كل الأطياف والقوى" المفاوضات، إضافة إلى وجود مطالب محددة تكون ضمن "المؤسسة الشرعية الفلسطينية، وهي منظمة التحرير (حركة فتح) كونها تحظى بشرعية دولية".

أما محمد فيرى أن "حماس أظهرت مرونة". يقول: "كفلسطيني أؤيد مطالبها بضرورة انسحاب قوات الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة، وبعودة جميع النازحين بدون أي شروط. فأنا أريد عودة والدتي وعائلتي من جنوب القطاع إلى شماله".

من جهته، يقول محمود: "الطرفان مسؤولان عن استمرار الحرب، الطرفان يريدان كسب المزيد من الوقت، نتنياهو خائفٌ من انتهاء مسيرته السياسية، أما حركة حماس فسيكون مصيرها مجهول إذا انتهت الحرب، لذلك تحاول تحقيق أكبر قدر من المكاسب بإطالة أمد الحرب والمفاوضات".

ويعتقد محمد أن ملف المفاوضات، ليس ملفاً جاداً، "لأن إسرائيل تضع العراقيل بعنجهيتها المطلقة"، على حد تعبيره.

طفلة فلسطينية تمد طبقاً لتلقي الطعام من مطبخ خيري وسط ندرة الغذاء في شمال قطاع غزة لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

إقرأ أيضا