الانتخابات الأمريكية: هل يؤثر عُمر الحكام على مستقبل الدول سياسياً؟


مصدر الصورة

يتنافس جو بايدن ودونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024، بيد أن تقدم كلا المرشحين في السن برز مرة أخرى على الساحة ضمن القضايا التي جذبت اهتمام الكثيرين، فماذا يقول العلم عن إيجابيات وسلبيات تولي قادة سياسيين من كبار السن السلطة.

أصبحت الولايات المتحدة بؤرة مناقشات دائمة عما إذا كان الأشخاص في المجال السياسي لابد أن يكونوا من كبار السن ليتمكنوا من تولي مناصب قيادية، وأبرز مثال على ذلك هو المنافسان الرئيسيان للانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، جو بايدن ودونالد ترامب، فهما الأكبر سنا على الإطلاق ويتنافسان على تولي منصب الرئيس الأمريكي.

بلغ بايدن 81 عاما في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهو سن أكبر من ضعف متوسط عمر المواطن الأمريكي، في حين تجاوز ترامب، البالغ من العمر 77 عاما، "سن التقاعد الطبيعي" بما يزيد على 10 سنوات، وهو السن الذي يمكن أن يحصل فيه الأمريكيون على استحقاقات التقاعد كاملة.

وفي أعقاب مواجهة جرت بين الاثنين أمام الكاميرات في أول مناظرة بثها التلفزيون في إطار الحملات الانتخابية الرئاسية، برز في المشهد سن كلا المرشحين بشكل لم يسبق له مثيل مقارنة بأي سباق رئاسي آخر.

بيد أن بايدن وترامب مثل سياسيين أمريكيين آخرين يواجهان ضغوطا وتساؤلات بشأن العمر، فعلى سبيل المثال في سبتمبر/أيلول 2023، أوقف مجلس القضاء الفيدرالي بولين نيومان، وهي قاضية فيدرالية أمريكية، عن مواصلة النظر في قضايا جديدة بعد تحقيق بشأن أهليتها للخدمة.

وترغب نيومان، البالغة من العمر 96 عاما، في مواصلة العمل، لكنها خسرت في فبراير/شباط الماضي طعنا قدمته لمراجعة قرار إيقافها. وفي ذات الوقت، في مجلس الشيوخ الأمريكي، يعد الجمهوري تشاك جراسلي أكبر أعضاء مجلس الشيوخ سنا، إذ يبلغ من العمر 90 عاما، يليه السيناتور بيرني ساندرز الذي يبلغ من العمر 82 عاما.

وسُلطت الأضواء من جديد على قدرة الرئيس بايدن على التحمل ومدى طاقته بعد أدائه في مناظرة 27 يونيو/حزيران، وكان بايدن قد واجه بالفعل أسئلة بشأن عمره في وقت سابق بعد أن وصفه المستشار الخاص روبرت هور في فبراير/شباط 2024 بأنه "رجل مسن ذاكرته ضعيفة"، وذلك في تقرير بشأن تحقيق استمر لمدة عام في تعامل بايدن مع ملفات سرية، ورد البيت الأبيض واصفا التقرير بأنه "غير مناسب".

وعندما سُئل بايدن خلال مناظرة يونيو/حزيران عن عمره، فضّل التركيز على مسيرته الطويلة في السياسة وخبرته في المجال، على نقيض ترامب الذي أشار إلى قدراته الإدراكية وبراعته في ملعب الجولف.

وبعيدا عن المناقشات الدائرة بشأن الشيخوخة والمجتمعات التي يحكمها كبار السن، فهناك مخاوف أخرى.

ينصب التركيز الرئيسي دوما على اللياقة العقلية للشخص، ويشير علم الأعصاب وعلم النفس إلى أن الأداء المعرفي يختلف بشكل كبير مع تقدم الأشخاص في العمر، مما يجعل من الصعب تحديد إذا كان شخص أصبح أكبر من تولي منصب قيادي أم لا.

وبينما تميل بعض المهارات الشخصية إلى التراجع مع التقدم في العمر، فإن البعض الآخر يتحسن، حتى أن بعض "المتقدمين في العمر" يمتلكون قدرات عقلية حادة مقارنة بأشخاص أصغر منهم بعشرات السنوات.

والسؤال ما هو العمر الذي يعتبر "متقدما جدا" لدرجة لا تسمح للشخص بتولي القيادة؟

كيف تؤثر الشيخوخة على المخ؟

يتراجع حجم المخ بمرور الوقت، فبالنسبة للأشخاص الأصحاء، يتراجع حجم قشرة الفص الجبهي الموجودة في المخ بنسبة 5 في المئة تقريبا كل عشر سنوات، ومن خلال ارتباط هذه القشرة بمناطق أخرى في المخ، فإنها تساعد في إدارة وظائف تنفيذية، من بينها مجموعة معقدة من العمليات العقلية التي يمكن تشبيهها بمنظم للحرارة أو قائد أوركسترا سيمفوني، ويتصدر ذلك الأمر المناقشات الدائرة بشأن القدرات القيادية لدى الأشخاص، نظرا لوجود ارتباط تجمع مجالات مثل حل المشكلات وتحديد الأهداف والتحكم في الاندفاعات.

كما تتراجع الوظائف التنفيذية تدريجيا خلال الثلاثينيات من عمر الشخص، وتزداد وتيرة التراجع مع بلوغ سن السبعينيات، ويساهم مرض المادة البيضاء في الدماغ في حدوث خلل وظيفي يؤثر على نحو ثُلث الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما فأكثر، ويمكن أن تظهر اضطرابات وظيفية في تراجع القدرة على التحكم في الانفعالات وزيادة تكرار الأفكار والسلوكيات.

وتعاني نسبة كبيرة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما من ضعف في بعض تلك الوظائف التنفيذية، ويقول مارك فيشر، مدير مركز السياسة العصبية بجامعة كاليفورنيا في إيرفين، "أعتقد أن بلوغ سن 65 عاما هو عُمر حاسم للتوقف عموما".

كما تحدث تغيرات هيكلية أخرى في المخ حال بلوغ هذا العمر، إذ تبين أن سرعة معالجة المخ للبيانات تتراجع بدءا من سن الستين تقريبا، بحسب دراسة لبيانات أمريكية.

ويبلغ متوسط إجمالي العمر المتوقع في الولايات المتحدة 76 عاما، وعلى الرغم ذلك، قد يكون الأمر مختلفا في الدول التي يختلف فيها متوسط العمر المتوقع والأنظمة الصحية بشكل ملحوظ (فضلا عن وجود قدر كبير من عدم المساواة العرقية وغيرها من أشكال التفاوت داخل الولايات المتحدة)، مما يؤثر على طول عمر الشخص.

فعلى سبيل المثال، يبلغ متوسط العمر المتوقع للرجال في الولايات المتحدة 73 عاما، وهذا أقل مما هو عليه في دول أخرى، ولكنه أعلى بكثير من متوسط العمر المتوقع للرجال في الكاميرون، 60 عاما، والذي يقال إن رئيسها بول بيا، البالغ من العمر 90 عاما، أقدم زعيم وطني في العالم.

ولا يشير متوسط العمر المتوقع إلى القصة الكاملة لطول العمر، وعلى سبيل المثال، يمكن لشخص يبلغ من العمر 80 عاما في الولايات المتحدة أن يتوقع أن يعيش 10 سنوات أخرى، وهذا يعني أنه في الواقع، لا توجد قاعدة صارمة وسريعة لتحديد متى سيتأثر الشخص بشكل كبير بتراجع الوظائف التنفيذية التي يمكن أن يؤديها، لا سيما مع الأخذ في الاعتبار تفاوت الكفاءة بين الأشخاص.

ما هي فوائد المخ الأكبر سنا؟

يقول فيشر إنه بشكل عام، يمكن لمتوسطات العمر أن تحجب توقعات عن طول العمر الصحي واللياقة المعرفية للشخص، بالنظر إلى ما يسميه بـ "التباين الفردي الهائل" في الوظائف التنفيذية.

ويضيف: "إجراء الاختبارات هي أفضل طريقة لتحديد الوظائف التنفيذية للشخص بشكل رسمي، ولكن سيكون هناك تباين واسع من حيث كيفية عمل هؤلاء الأشخاص".

أحد الفروق بين الأشخاص هو الأمراض المزمنة، وهي متنوعة من بينها أمراض القلب وارتفاع نسبة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم، كل هذه الأمراض يمكن أن تؤثر على وظائف ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي

إقرأ أيضا