وتشهد أسهم الشركة –منذ إدراجها- تذبذبات واضحة، بعضها يرتبط ارتباطاً مباشراً بالتطورات المتعلقة بترامب نفسه، ومن بينها إدانته أخيراً في 34 تهمة جنائية، والتي أفضت إلى تراجعات حادة نسبياً للسهم منذ ذلك الحين، قبل أن يحاول الارتداد وتعويض خسائره بعد ذلك بشكل نسبي.

في 30 مايو (تاريخ صدور قرار الإدانة) كانت أسهم الشركة تتداول فوق الـ 50 دولاراً للسهم، بينما كافحت في آخر إغلاق، الأربعاء، للوصول إلى مستوى الـ 40 دولاراً، بما يعكس حجم الضغوطات التي تواجهها أسهم الشركة، والتقلبات العنيفة التي تشهدها.

ومع ذلك، تنتظر أسهم ترامب ميديا، عديداً من التطورات، التي يمكن أن تشكل حافزاً تالياً لها، بداية من المناظرة المرتقبة اليوم (الخميس 27 يونيو) بين بايدن وترامب، والتي يُعول عليها بشكل كبير في إظهار مدى قوة المتنافسين، وفي حال أبلى الرئيس السابق بلاءً حسناً في مواجهة منافسه، فإن ذلك يشكل دعماً لأسهم شركته.

  • بدأت شركة ترامب ميديا، الشركة الأم لمنصة التواصل الاجتماعي تروث سوشيال، التداول العام في 26 مارس الماضي. وكانت تقلباتها الجامحة منذ ذلك الحين تأتي غالبا دون سبب واضح، بحسب تقرير نشرته شبكة "سي إن بي سي" الأميركية.
  • وفي تقرير أرباحها الأخير الذي تم تقديمه في شهر مايو، كشفت الشركة عن خسارة صافية قدرها 327.6 مليون دولار وإجمالي إيرادات قدره 770.500 دولار للربع الأول من العام.
  • يمتلك الرئيس السابق حصة تبلغ نحو 65 بالمئة في شركة ترامب ميديا، لكنه لا يستطيع بيع أي من أسهمه البالغ عددها 114,750,000 سهم حتى تنتهي فترة الحظر بعد الاندماج مع DWAC في أواخر سبتمبر.
  • بلغت القيمة السوقية لشركة ترامب ميديا ​​ما يقرب من 7 مليارات دولار عند إغلاق يوم الأربعاء.

عوامل مؤثرة

رئيس الأسواق العالمية في  Cedra Markets، جو يرق، يقول في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن أسهم "ترامب ميديا" بدون ارتباطها باسم الرئيس السابق دونالد ترامب واحتمالية عودته إلى البيت الأبيض لا شيء مشجع لها، حتى بالنظر إلى تحركاتها منذ توقيت إصدار أسهمها وتراجعها لحدود مستوى نحو 22 دولاراً في وقت سابق.

يضيف: أسهم "ترامب ميديا" في ضوء تملك ترامب ما يقرب من 65 بالمئة منها فضلاً عن المنافسة الكبيرة بالقطاع على صعيد منصات التواصل الاجتماعي  المختلفة، وكذلك مع الإشكالات القانونية التي يواجهها ترامب جراء محاكمته في عددٍ من القضايا، تواجه ضغوطات واسعة تؤثر على أسعارها.

وفي ضوء تلك المعطيات، يتوقع يرق أن تشهد طفرات صعود وأخرى هبوط دون تسجيل أداء مستقر على المدى القريب، في ظل تطورات الأحداث المختلفة، وانعكاساتها المباشرة على حركة الأسهم والتدفقات فيها.

ويوضح رئيس الأسواق العالمية في  Cedra Markets أن شخصية ترامب المؤثرة على منصات التواصل الاجتماعي لها عامل تأثير كبير على الأسهم وحركتها، لذلك في حالة الفوز بمنصب الرئاسة في انتخابات نوفمبر المرتقبة "سيكون له تأثير قوي على صعيد نمو وارتفاعات حركة الشركة وفتح آفاق واسعة على الصعيد الاستثماري فيها".

  • بعد الانتهاء من عملية اندماج عام طويلة مع شركة استحواذ ذات أغراض خاصة في شهر مارس، ارتفعت أسهم شركة ترامب ميديا التي تم تشكيلها حديثًا بأرقام مضاعفة في أول ظهور محموم لها في بورصة ناسداك. ولكن بعد أن وصل السهم إلى أعلى مستوى له عند 79.38 دولاراً، انهار السهم بسرعة، وانخفض إلى سعر سهم يقارب 22 دولاراً في إحدى الجلسات.
  • تراجعت أسهم شركة Trump Media، التي يتم تداول أسهمها تحت رمزDJT بنسبة 50 بالمئة تقريباً في الأسابيع الثلاثة التي أعقبت إدانة الرئيس السابق دونالد ترامب ، المساهم الأكبر في الشركة.
  • استمرت عمليات البيع في الأسبوع الماضي بعد أن أعلنت هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية أن تسجيل الشركة لأسهم إضافية ساري المفعول.
  • أغلقت أسهم الشركة ​​عند 26.75 دولاراً يوم الخميس الماضي، وهو أدنى مستوى لها منذ أبريل، لكنها بدأت في الارتداد يوم الجمعة، لتسير في مستوى صاعد وصولاً إلى أكثر من 39 دولاراً بإغلاق الأربعاء 26 يونيو.
  • لكن بشكل عام لا يزال السهم منخفضاً بنسبة 23 بالمئة عن مستوياته المسجلة في 30 مايو، وعند إدانة ترامب في 34 تهمة جنائية في قضية دفع أموال بما يخالف القانون، لشراء صمت ممثلة أفلام إباحية.

أداء متباين

من جانبه، يرى المدير التنفيذي في شركة VI Markets، أحمد معطي، أنه بالنظر إلى قرب إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر المقبل، فإنها تنعكس بدورها على تسجيل أسهم "ترامب ميديا" أداءً متبايناً (بما في ذلك الارتفاعات في الأيام الأخيرة) لحين انتهاء الانتخابات والإعلان عن النتائج النهائية.

ويضيف في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية": "فوز ترامب في الانتخابات المقبلة لا شك أنه سينعكس بصورة إيجابية على قفزة السهم ما بين 20: 30  بالمئة والعكس في حالة خسارة الماراثون الانتخابي بطبيعة الحال، لذلك فهي (الانتخابات) تشكل عنصراً قوي التأثير على حركة الأسهم خلال المرحلة المقبلة وبعد الانتخابات".

ويشير معطي إلى أن السهم يترقب إجراء المناظرة بين ترامب وبايدن، والتي ستتبعها بالضرورة استطلاعات رأي ستكون لها انعكاسات مباشرة على حركة الأسهم، وستتأثر بأداء ترامب بشكل كبير.

ويوضح أن تطورات المحاكمة الخاصة بترامب من شأنها التأثير على حركة السهم، وتكوين أداءه، بالنظر إلى مدى إيجابية الأحكام الصادرة من عدمها، وهي جميعها عوامل مؤثرة على حركة الأسهم خلال المديين القريب والمتوسط.

وفي تعاملات الأربعاء، قبل يوم واحد من المناظرة المرتقبة بين الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، سجّلت أسهم الشركة ارتفاعاً (للجلسة الثالثة على التوالي) بنسبة بلغت نحو 8 بالمئة، لتصل إلى 39.25 دولار، بعد أن كان السهم قد انخفض في بداية تعاملات اليوم ذاته بأكثر من 6 بالمئة في منتصف الصباح.