الحزن يخيّم على أهالى ضحيتى حادث الدهس أمام استاد «برج العرب»

مصدر الصورة

«هتسيبينى لمين يا نادية ومين هيسأل عليا وياخدنى فى حضنه لما أتعب، ده إنتى كنتى سندى الوحيد فى الدنيا من بعد أبوكى ما مات» صرخات رددتها والدة نرجس صالح الشهيرة بـ«نادية» مشجعة الأهلى فى أثناء تشييع جثمانها من مسجد المزهرية بمنطقة باب الشعرية فى القاهرة؛ أبكت جموع المشاركين فى الجنازة.

الأم التى تبكى ابنتها، فقدت زوجها منذ نحو 3 أشهر، أضافت: «خدنا إيه من الكورة والماتشات بنتى راحت الماتش ورجعت لى فى كفن، ياريت تاخدونى معاكم إنتى وأبوكى»، فيما انهار ياسر محمد، خال الضحية، وهو يحتضن شقيقته ويسندها لتتمكن من استكمال الجنازة، وسط لفيف من صديقاتها وزملائها فى الكلية ومشجعى النادى.

وقالت والدة «نادية»، لـ«المصرى اليوم» من داخل غرفة ابنتها عقب انتهاء مراسم تشييع الجنازة: «كل حتة فى الغرفة فيها ريحتها وفيها حاجة بتعبر عن عشقها للنادى الأهلى، لأنها من وهى صغيرة بتحب النادى الأهلى ولما وصلت الثانوية انضمت للمشجعين وأصبحت حريصة على حضور كل الماتشات.. كانت بتسيب الدنيا كلها وتروح ورا النادى فى أى مكان.. ولما كنت بعترض كانت بتقول لى يا ماما أنا هاموت فداء للأهلى وفعلا ماتت بعد الماتش هى وصديقتها نورهان فى بلد غريبة».

وأضافت الأم والدموع تنهمر على وجنتيها: «يوم الحادث الصبح قالت لى تعالى يا ماما اقعدى معايا شوية وقعدت تحضنى كأن قلبها كان حاسس وبتودعنى وقلت لها بلاش تروحى الماتش قالت مستحيل يا ماما ده أنا مستعدة ومقدرش أقعد هنا وأسيب النادى ده أنا روحى فداه.. بنتى كلنا بنقولها يا نادية وأبوها اللى أطلق عليها ده من صغرها وهى كانت زى الوردة النادية وحنينة وجدعة.. كانت بنتنا الوحيدة ومالهاش أخ ولا أخت عشان كده كانت سندنا أنا وأبوها وكانت بتشتغل فى صيدلية بعد الظهر جنب الكلية علشان تساعد فى مصاريف البيت لأن أبوها كان مريض ولازم كل يوم تصحى تبوس إيد أبوها وإيدى ولما أبوها تعب ومات من 3 شهور كانت هى كل دنيتى وبتهتم بكل صغيرة وكبيرة فى البيت كنت حاسة إنها عوض الدنيا كلها لكن القدر أخدها منى وتركتنى أعيش بحسرتها العمر كله».

وتابعت الأم: «يوم الحادث كل شوية كنت بكلمها أطمن عليها وكلمتها بين الشوطين وكانت مع صديقتها نورهان الله يرحمها وبعد الماتش اتصلت عليها كتير مردتش وفجأة كلمنى ضابط وقال بنتى اتوفت فى حادث سير وساعتها صرخت وبعدها محستش بأى حاجة.. منه لله السواق.. أنا عايزة أى حد فى السعودية يعمل لبنتى عمرة على روحها لأن كان نفسها تعمل عمرة».

وشارك أعضاء مجلس إدارة الأهلى، والكابتن خالد بيبو، مدير الكرة بالفريق الأول، فى الجنازة، مؤكدًا أن الكابتن محمود الخطيب، رئيس مجلس إدارة النادى، وجميع أعضاء المجلس، يشعرون بالحزن، لفقد «نرجس» و«نورهان»، وسوف يتم تكريم اسميهما بالشكل اللائق.

وفى قرية زاوية الناعورة بمركز الشهداء فى محافظة المنوفية تم تشييع جثمان نورهان ناصر، الضحية الثانية فى الحادث، وخرج جثمانها من مسجد الأبرار بالقرية، وسط صراخ الأهالى.

وانهارت جدة «نورهان» وسقطت على الأرض وهى تبكى حفيدتها: «ليه يا نورهان تمشى وتكسرى ضهرنا كده، ده إحنا لسه كنا عايزين نجوزك ونفرح بيكى»، لترد عمتها عليها: «النهارده فرحها فى الجنة راحت على اللى أحن عليها وعلينا وقادر يصبرنا على فراقها».

وقال والد «نورهان» وهو يتلقى العزاء على المقابر: «بنتى كانت جدعة وبميت راجل فى كل تصرفاتها وكانت شاطرة فى كليتها حيث كانت طالبة فى الفرقة الثالثة بكلية الآثار وكنا نقعد نتناقش فى المباريات مع بعض ويوم الماش وصلتها الموقف علشان تروح القاهرة وتلحق أتوبيس زمايلها وكلمتها بين الشوطين وكانت فرحانة أوى وبتقولى هأجيب لكم حاجة حلوة وإحنا راجعين بمناسبة الفوز».

من جهتها، قررت النيابة العامة، حبس السائق «ف. ع. ح»، المتهم بدهس الفتاتين فى أثناء عبورهما الطريق أمام ستاد برج العرب، لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، واستعجلت نتيجة تحليل المخدرات.