آخر الأخبار

فيروس كورونا: هل يمكن لطرق علاج الارتجاج الدماغي أن تقدم رؤية جديدة حول أعراض كوفيد طويل الأمد؟

شارك الخبر

هناك أوجه تشابه مذهلة بين المتلازمتين، ويأمل العلماء أن تساعد هذه الصلة في كشف ألغاز كلتيهما.

في منتصف عام 2023، كان طبيب الأعصاب، إيوانيس مافروديس، يعمل على حل آخر الحالات المتراكمة عندما صدمه اكتشاف جديد.

وبصفته أخصائيا في الارتجاج الدماغي، حيث أمضى سنوات عديدة يعمل في مستشفيات ليدز التعليمية التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، وجد مافروديس نفسه يتعامل مع حالات متزايدة من المرضى المصابين بفيروس كوفيد طويل الأمد، حيث يعاني الأفراد من مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية التي تتطور بعد الإصابة بفيروس كوفيد-19.

عانى العديد من هؤلاء المرضى من أعراض صحية عصبية.

لاحظ مافروديس أن أنماط الأعراض التي ظهرت عليهم مثل: التعب واضطرابات النوم والحساسية للضوء والضوضاء وعدم تحمل التمارين الرياضية ومشاكل الذاكرة والتركيز، كانت مشابهة بشكل لافت للنظر لتلك المرتبطة بحالة غامضة أخرى طويلة الأمد تُعرف باسم متلازمة ما بعد الارتجاج أو "الارتجاج طويل الأمد".

ويمكن أن تؤثر متلازمة ما بعد الارتجاج – التي لا تنجم عن عدوى فيروسية - على أي شخص تعرض لشكل من أشكال الضربة على الرأس، مما يتركه يُعاني أعراضاً تستمر لأشهر أو سنوات ويتراوح تأثيرها الأولي من خفيف للغاية إلى شديد.

ومتلازمة ما بعد الارتجاج يمكن أن تؤثر على كل من الرياضيين المحترفين والهواة وقدامى المحاربين العسكريين وضحايا الاعتداء الجسدي ومرضى الصرع الذين يسقطون أثناء نوبة صرع.

يقول مافروديس: "أنا أعمل مع الرياضيين، وقد رأيت العديد من لاعبي الرجبي المحترفين يعانون من هذا المرض (متلازمة ما بعد الارتجاج)، وبعضهم ينتهي به الأمر بالمعاناة لسنوات عديدة تماما مثل بعض المصابين بفيروس كوفيد طويل الأمد".

يعتقد مافروديس أن متلازمة ما بعد الارتجاج مرتبطة بالطلب على الطاقة التي تحتاجها الخلايا العصبية الدماغية بعد صدمة أو ضربة في الرأس، وهذا أمر تمت مناقشته في الأوراق البحثية.

يقول مافروديس: "في بداية الارتجاج، تحتاج الخلايا العصبية إلى الكثير من الطاقة، أكثر مما يستطيع الدماغ توفيره، مما يسبب الإرهاق، ومن ثم ندخل في هذه الحلقة المفرغة".

كان مافروديس مفتوناً جداً بهذا التداخل لدرجة أنه استشهد به في مراجعة علمية لمتلازمة ما بعد الارتجاج، نُشرت في مايو 2023.

لكنه لم يكن أول من لاحظ ذلك، فقبل نصف عام من ملاحظته نشرت مجموعة من خبراء الارتجاج في جامعة دنفر بولاية كولورادو النتائج التي توصلوا إليها حول أوجه التشابه غير المتوقعة بين الحالتين –متلازمة ما بعد الارتجاج والإصابة بفيروس كوفيد طويل الأمد-.

ولاحظ باحثو جامعة دنفر بعدما طبقوا اختبارات الارتجاج القياسية على مرضى كوفيد طويل الأمد وجود نفس المشكلات، كانت إحداها مشاكل في تتبع حركات العين، التي تم تقييمها باستخدام اختبار"كينغ ديفيد"، والذي يقيس قدرة المريض على القراءة السريعة لأرقام مكتوبة بطريقة متعرجة على بطاقات من اليسار إلى اليمين.

كما أشارت نتائج فحوصات التوازن والتفكير المكاني أيضاً إلى أن المرضى قد تعرضوا فعلياً لإصابة رضحية (هزة عنيفة يتعرض لها الرأس أو الجسم، ويكون تأثيرها مؤقتا) في الدماغ.

ووجد فريق البحث أن التشخيصات المستخدمة في حالات متلازمة ما بعد الارتجاج قد توفر نظرة ثاقبة جديدة لتشخيص وعلاج المصابين بفيروس كوفيد طويل الأمد.

وجادلوا بأن التقنيات التي تحفز النظام الدهليزي - الشبكة الحسية في الدماغ التي تتحكم بحركة رأسنا وتساهم بالتوازن والإحساس بالاتجاه المكاني - يمكن أن تكون طريقة علاجية جديدة لـ "كوفيد طويل الأمد".

أما بالنسبة لهربرت رينز-بولستر، الباحث في جامعة هايدلبرغ، والذي قضى سنوات عديدة في محاولة فهم مرض موازٍ هو التهاب الدماغ والنخاع العضلي، المعروف أيضاً باسم متلازمة التعب المزمن، لم يكن هذا الربط مفاجئاً.

جذع الدماغ

في حين يُعتقد أن الالتهابات المزمنة هي أحدى المسببات الرئيسية لمرض متلازمة التعب المزمن، إذ يعاني نحو 75 في المئة من المرضى من نوبة تشبه الإصابة بعدوى قبل ظهور المرض عليهم، فقد أفادت الدراسات أيضاً أن العديد من المرضى يعانون من فرط الحركة بين الجمجمة والعمود الفقري العلوي، ويمكن أن يحدث هذا بسبب ضعف الأربطة أو حالات وراثية مثل متلازمة "إهلرز دانلوس" التي تسبب تشوهات في الأنسجة الضامة.

يقول رينز-بولستر: "تُعاني نسبة كبيرة من مرضى متلازمة متلازمة التعب المزمن من تشوهات في كيفية دعم الرأس".

ووفقاً لرينز-بولستر، قد توفر هذه الحالات رؤى قيمة لما يحدث في متلازمة ما بعد الارتجاج.

وفي كلتا الحالتين، يعتقد أن المشاكل مرتبطة بانقباض جذع الدماغ، وهو هيكل يشبه الساق ويقع في الجزء السفلي من الدماغ بحيث يربط بين الدماغ والحبل الشوكي، ويمكن أن يحدث هذا الانقباض إما بسبب تحرك الجمجمة بشكل كبير وسقوطها إلى الخلف، أو بسبب صدمة قوية.

يقول رينز-بولستر: "يقوم جذع الدماغ بتنسيق الاتصال في الدماغ، وعندما يتضرر يؤدي ذلك إلى اضطراب كامل في الاتصال وتدفق المعلومات بين المراكز المختلفة التي تقوم عليها وظائف الدماغ".

ويوضح أن هذا هو السبب في أن مرضى متلازمة التعب المزمن قد يواجهون صعوبة في التكيف مع أي نوع من أنواع الإجهاد، سواء كان نفسياً أو عضلياً أو معرفياً، ويقول: "كل أنواع الإجهاد تعني أن هناك خللا وظيفيا سيُصيب المرضى".

وخلال السنوات الأخيرة، كشفت الأبحاث أن جذع الدماغ معرضٌ بشكل خاص للإصابة بمختلف أنواع الفيروسات العصبية التي يمكن أن تنتقل إلى الدماغ.

وقد أظهرت الدراسات أن مستقبلات الإنزيم المُحول للأنجيوتنسين (ACE2) والتي يستخدمها فيروس SARS-CoV-2 متوفرة بكثرة نسبياً في جذع الدماغ مقارنة بالمناطق الأخرى، في حين أن عمليات التشريح وجدت حتى الحمض النووي الريبوزي للفيروس وبروتيناته في هذا الجزء من الدماغ. ويُعتقد أيضاً أنها حساسة بشكل خاص للضرر الناتج عن ا ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

إقرأ أيضا