آخر الأخبار

حرب السودان: من يتحمل مسؤولية "مجزرة" ولاية الجزيرة؟

شارك الخبر

لا تزال الحرب المستعرة بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو(حميدتي)، منذ أكثر من عام تحصد أرواح السودانيين.

قتلى في ولاية الجزيرة

آخر هؤلاء الضحايا هم بعض سكان قرية ود النورة في ولاية الجزيرة وسط البلاد.

واتهم مجلس السيادة الانتقالي قوات الدعم السريع بارتكاب "مجزرة" في القرية، يوم الأربعاء 5 يونيو/ حزيران، ما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة مئات آخرين، وفق وسائل إعلام سودانية.

ودعا مجلس السيادة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لإدانة واستنكار هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها من "مليشيا الدعم السريع الإرهابية"، إعمالاً لمبدأ عدم الإفلات من العقاب.

ووصف والي ولاية الجزيرة المكلف الطاهر إبراهيم الخير، في تصريحات لوكالة الأنباء السودانية (سونا)، ما جرى بأنه "يتنافى وأعراف الحروب ويعتبر جريمة حرب كاملة الأركان يجب أن يدينها المجتمع الدولى ويحاسب عليها".

من جانبها قالت لجان المقاومة السودانية في منطقة ود مدني، في بيان لها، إنها في انتظار العدد النهائي لإحصاء القتلى والمصابين، معتبرة أن ما مُورس بحق أهالي القرية "هو إبادة جماعية ومجزرة وجريمة مكتملة الأركان ارتكبتها قوات الدعم السريع"، على حد وصفها.

وأشارت البيان إلى أن قوات الدعم نهبت القرية ما تسبب في موجة نزوح للنساء والأطفال إلى مدينة المناقل.

ومن جانبها أكدت قوات الدعم السريع شن الهجوم على منطقة "ود النورة"، لكنها قالت إنها استهدفت قوات الجيش السوداني وقتلت منهم العشرات.

وقالت في بيان نشرته على موقع إكس (تويتر سابقا)، "في تمام الساعة الخامسة من صباح اليوم الأربعاء، هاجمت قواتنا ثلاثة معسكرات غرب وجنوب وشمال منطقة "ود النورة" تضم قوات من مليشيا البرهان، وجهاز المخابرات، وكتيبة من كتائب الإسلاميين المعروفة بـ (الزبير بن العوام) إلى جانب مستنفرين".

وشددت قوات الدعم السريع على أنها ستواصل ملاحقة وحسم قوات الجيش، ولن تجدي أي محاولات" للفلول وغرف التضليل التي تحاول جاهدة تغبيش وحجب الحقيقة التي يعلمها الجميع بما في ذلك أهل المنطقة".

انتقادات للجيش

وانتقد البعض موقف الجيش السوداني من "المجزرة"، على مواقع التواصل الاجتماعي، وأنه لم يستجب لنداءات الأهالي ولم تتحرك قواته التي كانت متمركزة في المنطقة للتصدي لقوات الدعم السريع.

وبحسب شهادات فإن الهجوم تم على دفعتين، باستخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة منها مضادات الطيران والأسلحة الثقيلة، ما أدى إلى سقوط " قتلى تم دفنهم في قبور جماعية".

وتحدث شاهد عيان لوسائل إعلام سودانية عن "شن الدعم السريع هجوماً على القرية بعدد 35 عربة قتالية حيث أطلقت قواته النيران بشكل عشوائي، على الأهالي الذين خرجوا لمعرفة ما يدور، وأفاد بمقتل 140 شخصا وجرح ما يزيد على المائتين".

كان يوم الأربعاء قد شهد اندلاع اشتباكات متفرقة بين الجيش السوداني وحلفائه في القوة المشتركة من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى في مناطق عدة من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.

ومنذ 10 مايو/أيار الماضي، تشهد الفاشر اشتباكات متكررة تسببت في مقتل العشرات ونزوح الآلاف، وذلك رغم تحذيرات دولية من أن المدينة تواجه كارثة إنسانية.

وخلفت الحرب الداائرة في السودان منذ أبريل/ نيسان 2023، نحو 15 ألف قتيل وحوالي 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

تحذيرات من صراع إقليمي

تأتي التطورات الميدانية الأخيرة على وقع تحذيرات من إمكانية تحول الحرب في السودان إلى صراع إقليمي شامل.

التحذيرات جاءت على لسان المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، الذي قال إن السودان قد يتحول إلى دولة فاشلة بسبب الحرب، في غياب اتفاق سلام دائم ومسار يفضي إلى انتقال سياسي نحو حكومة يقودها مدنيون.

وأعرب بيرييلو عن اعتقاده بأن "السيناريو الأسوأ أن يصبح السودان نسخة جامحة من الصومال لمدة 20 أو 25 عاما".

وأضاف بيرييلو في مقابلة أجرتها معه مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن "السرعة التي يمكن أن يتحول بها هذا (الصراع) من حرب بين طرفين إلى حرب بين 7 أو 8 أطراف تجذب إليها دول الجوار الكبيرة، بل قد يصبح نسخة أسوأ من الصراع في ليبيا".

ورسم بيرييلو صورة قاتمة للوضع الحالي في السودان نتيجة الحرب، التي دفعت البلاد إلى حافة مأساة إنسانية ومجاعة بعد عام من الحرب.

برأيكم

من يتحمل مسؤولية "مجزرة" ولاية الجزيرة؟ ولماذا؟

هل تتحول حرب السودان إلى صراع إقليمي شامل؟ ولماذا؟

ما السبيل إلى إنهاء الحرب ووضع حد للمأساة الإنسانية في السودان؟

هل يبذل المجتمع الدولي جهدا كافيا لإنهاء الحرب؟ ولماذا؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 7 يونيو/ حزيران.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

إقرأ أيضا