في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في خطوة أثارت جدلا واسعا، حوّلت شركة ألمانية لصناعة منصات الرفع حادثة سرقة جريئة من متحف اللوفر الفرنسي إلى حملة دعائية ساخرة.
فقد نشرت شركة "بوكير" (Böcker) -المصنّعة لمنصة رفع الأثاث التي يُعتقد أنها استُخدمت في عملية السرقة التي قُدِّرت قيمتها بنحو 100 مليون دولار- إعلانا على حسابها في إنستغرام يوم أمس الجمعة، يُظهر منتجها مُثبّتًا على واجهة المتحف في باريس، مصحوبا بعبارات ترويجية تسخر من الحدث.
وبأسلوب لاذع، قدّمت الشركة العملية كـ"عرض ميداني لقدرات منتجها"، محوِّلة الجريمة إلى فرصة تسويقية غير مسبوقة أثارت موجة من النقاش حول أخلاقيات الدعاية وحدود استغلال الأحداث الواقعية في التسويق.
بدأت القصة في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2025، حين تسلّلت مجموعة من اللصوص الملثّمين إلى متحف اللوفر عبر شرفة جانبية، مستخدمين منصة رفع من طراز "Böcker Agilo" للوصول إلى الطابق العلوي.
وبعد كسر إحدى النوافذ، تمكنوا من دخول صالة غاليري آبولون وسرقة 8 قطع من مجوهرات التاج الفرنسي، تُقدَّر قيمتها بنحو 88 مليون يورو (100 مليون دولار). تمت العملية في أقل من 10 دقائق، قبل أن يختفي الجناة دون أن يتركوا أثرا، في واحدة من أكثر السرقات جرأة وإثارة هذا العام.
أفادت التقارير أن منصة رفع أثاث ألمانية الصنع، من طراز "Böcker Agilo"، استُخدمت من قِبل مجموعة لصوص للوصول إلى الطوابق العليا من متحف اللوفر وسرقة عدد من المجوهرات الثمينة في عملية لم تستغرق سوى بضع دقائق.
لكن بدل أن تعتبر الشركة هذا الارتباط دعاية سلبية، رأت فيه فرصة تسويقية فريدة. فقد قرر ألكسندر بوكر، المدير العام لشركة بوكر، وزوجته أنّا بوكر، تحويل الحدث إلى إعلان ساخر، نُشر عبر حساب الشركة على إنستغرام.
تضمّن المنشور صورة المنصة وهي مثبتة على واجهة متحف اللوفر في باريس، مرفقة بتعليق فكاهي يُبرز كفاءة المنتج وقوته، مشيرا إلى قدرته على رفع ما يصل إلى 400 كيلوغرام بسرعة 42 مترا في الدقيقة، مع محرك "هادئ كالهمس"، وهي المواصفات ذاتها التي جعلت المنصة، وإن دون قصد، الأداة المثالية لعملية السرقة الأكثر جرأة هذا العام.
وأوضحت الشركة أن الإعلان كان بمثابة رد مرح على الموقف، لا تأييدا لأي سلوك إجرامي. وجاء في بيان رسمي صادر عن شركة "بوكر": "كانت طريقة فكاهية للاعتراف بالوضع، وليست رسالة دعم لما حدث".
وفي تصريحٍ لشبكة "سي إن إن" (CNN)، قال المدير الإداري للشركة ألكسندر بوكر إنه وزوجته شعرا "بالصدمة" عندما أدركا أن أحد مصاعد الشركة قد أُسيء استخدامه في تنفيذ عملية السرقة.
وأضاف بوكر "بمجرد أن تجاوزنا الصدمة الأولية، سيطر علينا حسّ الفكاهة السوداء. تبادلنا بعض النكات وطرحنا بعض الشعارات المبدئية، ثم قررنا تحويل الموقف إلى إعلان ساخر".
وأشار إلى أن ردود الفعل على المنشور كانت مذهلة وإيجابية في معظمها، إذ لقيت الحملة تفاعلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، واعتبرها كثيرون مثالا على الذكاء التسويقي في الأزمات.
أصبحت هذه الحادثة الآن مثالا يُحتذى به في كيفية تحويل الشركات للحظات غير المتوقعة إلى فرص لتعزيز علامتها التجارية. فمن خلال تحويل موقف قد يكون ضارا إلى رسالة مرحة وواثقة، نجحت شركة بوكر في تعزيز حضورها في الأسواق العالمية.
وفي حين يستمر التحقيق في سرقة متحف اللوفر، كشفت عملية السرقة عن ثغرات أمنية خطيرة في المتحف. وأفادت شبكة "سي إن إن" (CNN) أن مديرة متحف اللوفر، لورانس دي كار، أخبرت لجنة في مجلس الشيوخ الفرنسي أن نظام المراقبة القديم للمتحف لم يرصد الشرفة الشرقية لمعرض أبولو. وهذه هي المنطقة التي دخل منها اللصوص المزعومون باستخدام آلة صنفرة زاوية.
وصفت دي كار نظام المراقبة بأنه "عتيق تماما، بل غائب"، وقدمت استقالتها، وهو ما رفضته وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي.
المصدر:
الجزيرة