انتشرت في الجزائر مؤخرا عروض فرق منع التصوير في الأعراس والأفراح، حيث تقدم هذه الخدمة من خلال شباب وفتيات يحرصون على منع أي شخص من التقاط صور أو فيديوهات خلال مراسيم الحفلات الخاصة والعائلية، وهذا خوفا من نشرها لاحقا على منصات التواصل الاجتماعي.
في كل سنة، وخاصة خلال فصل الصيف، تنتشر على مواقع التواصل فيديوهات أو صور مسربة عن أعراس عائلية، في وضعيات تمس بالخصوصية، وقد يتحول بعضها إلى "ميمز" أو ترندات بدون علم أو إذن أصحابها.
ويدخل أهل العريسين في أحيان كثيرة في مناوشات مع الضيوف في حال التقطوا صورا أو فيديوهات، وهو ما جعل البعض يفكر في استحداث فرق من الشباب والبنات لمنع التصوير في الأعراس، حيث يتم الاستعانة بهم طيلة يوم العرس، والذي تتخلله، حسب العادات الجزائرية عدة تقاليد، أبرزها ارتداء العروس لعدة فساتين وجلوسها رفقة زوجها في آخر الحفل.
وتقول السيدة مروى بوشيبة، مصورة ومسيرة حفلات زفاف: "منذ انتشار الهاتف النقال ومواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة منصة "تيك توك"، بدت الحاجة إلى وضع حد للتصوير العشوائي، حيث يلتقط الضيوف فيديوهات وينشرونها عن قصد أو عن غير قصد على مواقع التواصل، وقد تسبب حرجا كبيرا للعائلة، خاصة إذا كانت محافظة".
وأضافت المتحدثة صاحبة 18 سنة خبرة في ميدان تصوير الأعراس لـ"العربية.نت": "أحيانا اتهم أنا بنشر صور، في حال كانت نوعيتها محترفة، وهذا يمس بسمعتي كمصورة محترفة، من واجبي أن أحفظ خصوصية زبائني، ما جعلني أفكر في استحداث الفرقة التي لا أربح منها مقابلا ماديا، ما أفعله هو الاستعانة بشبان وشابات خلال كل مناسبة، وأدفع لهم الأجرة التي تدفع لي مقابل الخدمة".
من جهته، قال المختص الاجتماعي عبد الحفيظ صندوقي، إن "لكل مجتمع عادات وتقاليد وخطوطا حمراء قد لا يسمح بتجاوزها، وفي الجزائر هناك العديد من العائلات التي لا تسمح بتداول صور الحفل حتى بين أفراد العائلة الموسعة، فما بالك بنشرها عبر التواصل".
وأضاف المتحدث لـ"العربية.نت": "حفل الزفاف غالبا هو مناسبة عائلية خاصة، رغم أن عدد الحضور قد يشمل الأصدقاء والمقربين وقد يتجاوز عددهم الألف، لكن تبقى مناسبة لأفراد العائلة فقط".
وعليه، قال صندوقي: "على الجميع احترام خصوصية الأهل في الأعراس، عوض ما نراه من بثوث مباشرة للحفلات على "تيك توك"، إلا إذا كانت بإذن صاحبها، فيما يحق للأسر تعيين أشخاص بخدمة مدفوعة أو غيرها لمنع التصوير، لأنه قادر على التسبب في مشاكل حتى بين الزوجين نفسيهما".