آخر الأخبار

8 صفقات كبرى شكّلت عام الذكاء الاصطناعي

شارك
صورة مُنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي

شهد عام 2025، الذي يوصف بأنه عام الذكاء الاصطناعي، عددًا من الصفقات الضخمة والمعقدة التي لا تلتزم بالمعايير التقليدية والتي شكلت صناعة الذكاء الاصطناعي على مدار 12 شهرًا.

ولم تقتصر أكبر تحركات القطاع على عمليات استحواذ مبهرة أو جولات تمويل ضخمة، بل كانت معاملات واسعة النطاق يصعب تصنيفها. فقد ارتبطت الأموال بالحوسبة، واقترنت التراخيص باستقطاب المواهب. وأجبرت صفقات البنية التحتية الحكومات والشركات الأميركية على التبعية لسنوات.

ولم تكن هذه عمليات اندماج بسيطة أو مجرد شيكات دفع، بل كانت محاولات للاستحواذ على السلطة غيّرت موازين القوى في وادي السيليكون وخارجه، بحسب تقرير لموقع بيزنس إنسايدر، اطلعت عليه "العربية Business".

هذه هي الصفقات الثماني التي حددت ملامح عام الذكاء الاصطناعي، مرتبة من الأصغر إلى الأكبر من حيث القيمة الدولارية.

1- غزو إنفيديا لشركة غروك

أنهت شركة إنفيديا العام بالطريقة نفسها التي أثارت الانتباه طوال العام: استقطاب مؤسسي الشركات الناشئة وترك بقية الموظفين الآخرين يواجهون مصيرهم.

أعلنت "إنفيديا" عشية عيد الميلاد عن توقيعها اتفاقية ترخيص غير حصرية مع شركة غروك. ولم يُكشف عن الشروط المالية.

وبموجب الاتفاقية، سينضم جوناثان روس، مؤسس غروك ورئيسها التنفيذي، بالإضافة إلى رئيس الشركة وأعضاء آخرين من فريقها، إلى إنفيديا، الشركة الأعلى قيمة في العالم برأسمال سوقي يتجاوز 4.5 تريليون دولار.

وستستمر "غروك" في العمل كشركة مستقلة، مع تولي المدير المالي سايمون إدواردز منصب الرئيس التنفيذي.

2- رهان ديزني الملياري

أبرمت ديزني في ديسمبر اتفاقية ترخيص لمدة ثلاث سنوات مع شركة أوبن إيه آي، لتصبح أول شريك محتوى كبير لمنصة سورا، أداة إنشاء الفيديو التي طورتها "أوبن إيه آي".

لا تقتصر الصفقة على الحقوق فقط، بل ستستثمر ديزني مليار دولار في "أوبن إيه آي" وستحصل على خيارات لشراء أسهم إضافية، وهو هيكل يربط المحتوى والتوزيع والعائدات المحتملة معًا.

وقالت لوسيا موسى، مراسلة "بيزنس إنسايرد"، إن المنطق يمكن تلخيصه في كلمة واحدة: التفاعل، مضيفة أن الوقت الذي يقضيه المستخدمون على "+Disney" وغيرها من خدمات البث الرئيسية ظل ثابتًا تقريبًا في السنوات الأخيرة، بينما يستمر يوتيوب ومقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي في النمو.

يمكن لشراكة "أوبن إيه آي" أن تساعد ديزني على الوصول إلى الجماهير حيثما هم بالفعل، من خلال السماح للمستخدمين باستخدام أدوات مثل "شات جي بي تي" و"سورا" لإنشاء وإعادة إنتاج محتوى يضم شخصيات ديزني.

3- درس "ويندسيرف" المهم بـ 2.4 مليار دولار

كانت شركة ويندسيرف، مساعد البرمجة للمطورين، قصة نجاح باهرة، ثم تحولت إلى قصة تحذيرية ودرس مهم.

كانت الشركة في مفاوضات لبيعها إلى "أوبن إيه آي" مقابل 3 مليارات دولار في ربيع العام الماضي، لكن الصفقة انهارت في اللحظة الأخيرة.

وظهرت شركة غوغل كمنافس جديد. وبدلًا من الاستحواذ المباشر، أعلنت "غوغل" أنها ستدفع 2.4 مليار دولار لتوظيف رئيسها التنفيذي وكبار كوادرها، بالإضافة إلى ترخيص الملكية الفكرية للشركة.

أدت هذه الصفقة فعليًا إلى تقسيم شركة ويندسرف إلى قسمين، حيث انتقل مئات الموظفين المتبقين إلى شركة كوجنيشن، وهي شركة ناشئة أخرى متخصصة في برمجة الذكاء الاصطناعي. وقد أثار هذا الأمر استياء البعض.

يُعدّ العمل لساعات طويلة بأجور منخفضة جزءًا من العقد الاجتماعي في الشركات الناشئة، أملاً في الحصول على حصة من الأرباح في حال استحواذ شركة أخرى على شركتهم أو طرحها للاكتتاب العام.

أصبحت عمليات الاستحواذ التقليدية نادرة الآن بسبب الوقت والجهد المبذولين في الحصول على الموافقات التنظيمية. ونتيجة لذلك، لجأت شركات مثل غوغل ومايكروسوفت وميتا إلى أساليب مبتكرة، مستخدمةً صفقات الترخيص للالتفاف على الجهات التنظيمية واستقطاب المواهب الرئيسية.

4- صفقة سوفت بنك بـ 4 مليارات دولار في البنية التحتية

استحوذت مجموعة سوفت بنك على شركة استثمارية خاصة بهدف السيطرة على المزيد من البنية التحتية المادية التي تدعم الذكاء الاصطناعي.

أعلنت سوفت بنك، يوم الاثنين، عن توقيعها اتفاقية للاستحواذ على "ديجيتال بريدج"، وهي شركة لإدارة الأصول البديلة تستثمر في مراكز البيانات وأبراج الاتصالات وشبكات الألياف الضوئية والطاقة، وهي قطاعات تُسهم في ازدهار الذكاء الاصطناعي.

ومن المتوقع إتمام الصفقة في النصف الثاني من عام 2026، رهناً بموافقات الجهات التنظيمية.

وتأتي هذه الصفقة في إطار إعادة هيكلة سوفت بنك لمحفظتها الاستثمارية. ففي نوفمبر الماضي، أعلنت الشركة عن بيعها ما يقارب 6 مليارات دولار من أسهم إنفيديا لتوفير سيولة نقدية لشركة أوبن إيه آي. كما تُعزز سوفت بنك استثماراتها في مجال "الذكاء الاصطناعي المادي"، وتسعى إلى ترسيخ وجودها في مجال الروبوتات.

5- حصة إدارة ترامب بـ 8.9 مليار دولار في إنتل

وافقت إدارة ترامب في أغسطس على شراء حصة تبلغ 9.9% في شركة إنتل، في لحظة نادرة لم تكن فيها واشنطن تقتصر على تنظيم الصناعة أو دعمها، بل استثمرت فيها مباشرة.

بموجب التفاصيل التي كشفت عنها "إنتل"، ستستثمر الحكومة 8.9 مليار دولار مقابل 433.3 مليون سهم، وستكون الحصة استثمارًا سلبيًا بدون تمثيل في مجلس الإدارة.

يهدف هذا الاستثمار إلى تعزيز القدرة المحلية على تصميم وتصنيع الشرائح المتقدمة، إذ شهدت "إنتل" منافسة من شركات أجنبية مثل "تي إس إن سي" التايوانية التي قلّصت حصتها في سوق الشرائح المتقدمة. وقد أكد البيت الأبيض أن الاعتماد المستمر على استيراد الغالبية العظمى من الشرائح المتقدمة من الخارج يشكل خطرًا على الأمن القومي.

ومن المحتمل ألا تكون هذه الصفقة الأخيرة من نوعها، إذ طرح الرئيس دونالد ترامب وكبار مساعديه فكرة القيام بصفقات مماثلة مع مقاولين دفاعيين أميركيين، كما درسوا إمكانية إنشاء صندوق ثروة سيادي.

6- صفقة ميتا للتوظيف بـ 14 مليار دولار

واحدة من أكبر صفقات العام أثارت سؤالًا: هل أنفقت شركة ميتا بالفعل 14 مليار دولار لتوظيف شخص يبلغ من العمر 28 عامًا؟.

شارك ألكسندر وانغ في تأسيس وإدارة شركة "Scale AI"، المتخصصة في تصنيف البيانات التي تساعد الشركات على تدريب ونشر نماذج الذكاء الاصطناعي من خلال توفير بيانات تدريب وأدوات عالية الجودة. وفي يونيو، وافقت "ميتا" على دفع 14.3 مليار دولار مقابل حصة تبلغ 49% في "Scale AI"، والأهم من ذلك، لتوظيف وانغ لقيادة المرحلة التالية للشركة في مجال الذكاء الاصطناعي.

أصبح وانغ المدير التنفيذي للذكاء الاصطناعي في "ميتا" والوجه العام لدفع الشركة نحو الذكاء الفائق، مع مهمة تتجاوز مجرد تطوير روبوتات المحادثة. يتمثل دوره في إقناع الباحثين المتميزين بأن "ميتا" هي المكان المناسب للعمل على مسيرة حياتهم، وتحويل الميزانية الضخمة للحوسبة لدى الشركة إلى ميزة مستدامة.

7- أكبر صفقة لغوغل بـ 32 مليار دولار

عندما وافقت "غوغل" في وقت سابق من هذا العام على شراء شركة ويز الأميركية الإسرائيلية المتخصصة في أمان السحابة، ضخت مبلغًا ضخمًا قدره 32 مليار دولار، مما بدد فكرة استمرار ندرة صفقات التكنولوجيا الكبرى.

في مارس، وافقت "غوغل" على الاستحواذ على الشركة الناشئة نقدًا بالكامل، بسعر يعادل تقريبًا الناتج المحلي الإجمالي لأيسلندا في العام الماضي، رهنًا بموافقة الجهات التنظيمية. وتُعد هذه الصفقة أكبر عملية استحواذ لعملاق البحث.

شكّلت هذه الصفقة اختبارًا مبكرًا لمدى استعداد إدارة ترامب للموافقة على عمليات الاندماج والاستحواذ المكلفة لشركات التكنولوجيا الكبرى. وقد اجتازت الصفقة مراجعة مكافحة الاحتكار من قبل وزارة العدل في نوفمبر، مما أزال عقبة رئيسية أمام إتمامها.

8- مشروع ستارغيت للبنية التحتية بـ500 مليار دولار

استهلّ ترامب ولايته الثانية بالكشف عن مشروع مشترك مع أوبن إيه آي، وأوراكل، وسوفت بنك، لإنشاء سلسلة من مراكز البيانات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وهو مشروع يُدعى ستارغيت يهدف إلى استثمار 500 مليار دولار في البنية التحتية المحلية بحلول عام 2029.

في أبيلين بولاية تكساس، تم افتتاح مركز بيانات رئيسي بالفعل. وبدأت فرق البناء أعمالها في مواقع ستارغيت في لوردستاون بولاية أوهايو، وبورت واشنطن بولاية ويسكونسن، مع خطط لإنشاء عدة مجمعات أخرى لاحقًا.

ولضمان نجاح هذا التوسع، قدّر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، أنه قد يستوعب خُمس القوى العاملة الماهرة الحالية في البلاد.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار