طرحت " آبل " ميزات "آبل إنتليجنس" بوصفها قفزة نحو مستقبل ذكي تهدف إلى تحسين التجربة اليومية من خلال التنبؤ باحتياجات المستخدمين وتقديم حلول مبتكرة.
لكن هذه الميزات لم تمر دون إثارة الجدل، إذ انقسم المستخدمون بين متحمس يرى فيها نقلة نوعية، ومنتقد اعتبرها مجرد خدعة تسويقية تستنزف ذاكرة الأجهزة دون أن تقدم مردودا يستحق كل الضجيج الذي دار حولها.
أظهرت دراسة استقصائية جديدة من "سل سل" (SellCell) -وهي منصة إلكترونية متخصصة في تبادل الهواتف الذكية- أن الذكاء الاصطناعي يعد عاملا مهما عند اختيار هاتف ذكي جديد، حيث أفاد نحو نصف مستخدمي آيفون بأن ميزات الذكاء الاصطناعي تمثل عاملا "مهما جدا" أو "مهما إلى حد ما" في اتخاذ قرار شراء هاتف جديد.
وعلى الرغم من رغبتهم في الحصول على هذه الميزات فإن خصائص "آبل إنتليجنس" التي تم طرحها حتى الآن لم تنل إعجابهم.
وقد أظهر الاستطلاع أن معظم المستخدمين غير راضين عن الميزات الذكية الحالية، حيث أفاد 73% من مستخدمي "آبل إنتليجنس" بأن هذه الميزات "ليست ذات قيمة كبيرة" أو "تضيف قيمة قليلة" أو "لا تضيف أي قيمة" إلى تجربة هواتفهم الذكية.
وفي سياق متصل، قامت المنصة بترتيب شعبية ميزات "آبل إنتليجنس" المتاحة قبل إطلاق "آي أو إس 18.2" فجاءت على النحو التالي:
يذكر أن هذه الأدوات الذكية تشغل حاليا 7 غيغابايتات من مساحة التخزين المحلية على كل جهاز ترغب في استخدامها عليه، مع استمرار زيادة المساحة المستهلكة.
الخبر السار هو أن "آبل إنتليجنس" تتيح لك التحكم الكامل في الميزات التي ترغب في تفعيلها أو تعطيلها، مما يمنحك مرونة أكبر مقارنة ببعض الشركات الأخرى مثل "غوغل" و"مايكروسوفت" التي قد لا توفر القدر نفسه من التخصيص.
وإذا كنت تجد بعض الميزات مثل أدوات الكتابة أو ملخصات الإشعارات مزعجة أو غير ضرورية أو إذا قمت بتفعيلها واكتشفت أنها لا تناسبك فإليك الخطوات التي يمكنك اتباعها لتعطيل هذه الميزات.
وقبل أن نعرض هذه الخطوات يشار إلى أنه قد تم اختبارها على جهاز "آيفون 15 برو ماكس" الذي يعمل بنظام "آي أو إس 18.2″، وستجد خيارات مشابهة متاحة أيضا على جهازي "آيباد أو إس" و"ماك أو إس".
ويمكنك تعطيل معظم ميزات "آبل إنتليجنس" بشكل فردي رغم أن بعض الميزات لا يمكن إيقافها تماما، وللوصول إلى هذه الخيارات كل ما عليك فعله هو فتح إعدادات جهاز "آيفون" الخاص بك ثم البحث عن القائمة المخصصة لـ"آبل إنتليجنس وسيري" (Apple Intelligence & Siri).
وبعد ذلك يمكنك الاختيار بين الميزات التي ترغب في تعطيلها بناء على احتياجاتك الخاصة:
1- شات جي بي تي
إذا كنت ترغب في تعطيل الذكاء الاصطناعي الذي يضيفه "شات جي بي تي" إلى "سيري" عند طلبك ردودا يمكنك الضغط على ملحق "شات جي بي تي" (ChatGPT Extension) وتمكينه أو تعطيله حسب رغبتك.
٢- الإشعارات
يمكنك تعطيل تلخيصات الإشعارات التي أثارت مشاكل مؤخرا لشركة "آبل" بشكل فردي، من إعدادات "آي أو إس" (iOS Settings) انتقل إلى الإشعارات، ثم اختر "تلخيص الإشعارات" (Summarize Notifications) لإيقاف هذه الميزة، كما يمكنك تفعيلها لبعض التطبيقات دون غيرها من الشاشة نفسها.
٣- أدوات الكتابة/ إنشاء الصور
لإيقاف أدوات الكتابة أو إنشاء الصور يجب عليك المرور عبر "وقت الشاشة" (Screen Time) في الإعدادات:
وهذه الطريقة غير مريحة قليلا، وهي في الحقيقة ملائمة أكثر لمنع الأطفال من الغش في واجباتهم المنزلية، لكنها تعمل بشكل فعال، وعند تعطيلها لن تظهر لك خيارات لإعادة كتابة النصوص أو إنشاء "جين موجي" (Genmoji) جديدة.
٤- ترتيب الرسائل
تعتبر ميزة ترتيب الرسائل المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تطبيق البريد من "آبل" من الميزات التي يمكنك تعطيلها بمفردها، أو بشكل أدق إخفاؤها عن العرض.
وبهذه الطريقة سيعود صندوق الوارد الخاص بك كما كان قبل وصول الذكاء الاصطناعي من "آبل".
٥- ميزات أخرى
لا توجد الكثير من ميزات الذكاء الاصطناعي في "آي أو إس 18.2" التي لا يمكنك تعطيلها بشكل محدد، باستثناء بعض الخيارات مثل أداة التنظيف في الصور، وميزة الاختراق الذكي في وضع التركيز، والتي يمكنك بكل بساطة تجاهلها إذا لم تكن بحاجة إليها.
إذا كنت لا ترغب في أي شيء من ميزات "آبل إنتليجنس" يمكنك تعطيلها بسهولة من خلال الخطوات التالية:
لكن، يشار إلى أنه عند تفعيل هذا الخيار لأول مرة يقوم نظام "آي أو إس" بتنزيل نماذج الذكاء الاصطناعي اللازمة للمعالجة المحلية، وهذه النماذج تشغل نحو 7 غيغابايتات من المساحة، وستظل هذه النماذج على جهازك حتى إذا قمت بإيقاف تشغيل "آبل إنتليجنس".
لذا، إن كنت ترغب في تعطيل "آبل إنتليجنس" وتحرير المساحة المستخدمة بواسطة نماذج "آي أو إس" المحلية تحتاج إلى إعادة ضبط جهاز "آيفون" الخاص بك والبدء من جديد دون تمكين ميزة الذكاء من "آبل" أثناء الإعداد.
ويمكنك القيام بذلك من الإعدادات عن طريق اختيار "عام" (General)، ثم "نقل أو إعادة ضبط آيفون" (Transfer or Reset iPhone)، ثم "مسح جميع المحتويات والإعدادات" (Erase All Content and Settings).
طبعا سيؤدي هذا إلى مسح جميع البيانات على هاتفك، لذلك تأكد من أن جميع بياناتك المهمة محفوظة بأمان.
وفي النهاية، يبدو أن الجدل بشأن مدى فائدة الميزات الذكية من "آبل" مقارنة بتكلفتها سيظل قائما ما دامت الشركة مستمرة في تطوير هذه التقنيات.
ويبقى السؤال المطروح: هل تكمن قيمة هذه الابتكارات في تحسين حياتنا حقا، أم أنها مجرد وسائل لا تنتهي لتركنا عالقين في دوامة الاستهلاك؟