أظهرت مصادر إعلامية، بأنّ صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أفادت اليوم الاثنين، الموافق 29.12.2025 بأن الجيش الإسرائيليّ أنهى في الآونة الأخيرة سلسلة تحقيقات عملياتية حول الحرب الإسرائيلية على إيران خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، المعروف بـ"حرب الـ12 يوماً"، والتي وُصفتْ داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على أنها عملية ناجحة. ووفقاً للصحيفة، إذ شملت التحقيقات عشرة محاور مختلفة تناولت مجمل المسارات العملياتية خلال القتال، إلى جانب مراجعة محطات مفصلية في السنوات الأخيرة كان الجيش قريباً فيها من تنفيذ عمل عسكري قبل أن يُتخذ قرار بتأجيله.
ووفق ما جاءت به المصادر، من المتوقع أن تُطبَّق الدروس المستخلصة من هذه التحقيقات في حال اندلاع جولة جديدة من المواجهة مع إيران، إلا أن الجيش أقر في الوقت نفسه بأن إعادة بناء قدرات خاصة عالية التخصص، من النوع الذي أسهم في تحقيق "الإنجازات السابقة"، ستستغرق سنوات، سيما وأن جزءاً كبيراً من هذه القدرات جرى استهلاكه خلال الحرب. وأوضحت الصحيفة أن هذه القدرات، التي وُصفت بأنها "نخبوية"، استُخدمت بكثافة خلال العمليات، ما أدى إلى استنزافها وفرض تحديات تتعلق بإعادة بنائها وتطويرها من جديد.
وفي هذا السياق، أشارت يديعوت أحرونوت إلى أن الهدف من مجمل التحقيقات التي يجريها الجيش في إطار الحرب متعددة الساحات هو استخلاص الدروس فوراً، بالتوازي مع استمرار التحقيقات نفسها، وذلك من أجل الاستعداد لسنوات مقبلة من نمط صراعات يتسم بموجات تصعيد وتهدئة متعاقبة، مع تركيز خاص على سيناريوهات هجوم مفاجئ من جانب الأعداء.
وفي موضوع ذي صلة، كشفت حرب الـ12 يومًا عن قدرات إسرائيلية نوعية، تمثلت على وجه الخصوص في اختراق استخباري واسع، وتنفيذ عمليات داخل الأراضي الإيرانية نفسها، بعضها في محيط طهران، إلى جانب تجنيد عملاء من داخل إيران، واستهداف قيادات بارزة في الجيش الإيراني. كما أظهرت العمليات مجموعة من الأدوات والقدرات التي تعتبرها إسرائيل أوراق قوة، لكنها باتت، في الوقت نفسه، مكشوفة نسبياً، ما يدفع المؤسسة العسكرية إلى الحديث عن ضرورة تحديثها استعداداً لأي جولة مقبلة.
وحظيت إسرائيل بدعم أميركي واضح خلال الحرب، وصل حد التدخل العسكري المباشر للولايات المتحدة، الأمر الذي عزز ما تصفه تل أبيب بـ"الإنجازات" المحققة. في المقابل، تكبّدت إسرائيل خسائر كبيرة جراء الصواريخ الإيرانية، والتي أسفرت عن سقوط قتلى ووقوع دمار واسع في عدد من المناطق التي تعرضت للاستهداف داخل إسرائيل.
المصدر:
كل العرب